الجنيه يواصل “حصد المكاسب” أمام الدولار زيادة تحويلات المصريين وسداد 700 مليون لنادي باريس “الحماقي” : ارتفاع قيمة الجنيه مقابل الدولار مؤشراً علي تعافي الاقتصاد المصري
تماسك الجنيه أمس أمام الدولار وحافظ علي مكاسبه التي انتزعها من العملة الأمريكية مساء أمس الأول.. وصعدت العملة المحلية قرشين في ثاني يوم علي التوالي ليسجل السعر 17.84 جنيه للشراء في البنك الأهلي.. و17.94 جنيه للبيع.. وخفضت البنوك الهامش بين سعر الشراء والبيع إلي 10 قروش بسبب زيادة المعروض من النقد الأجنبي.. وسجلت أسعار تداول الأخضر في بنك مصر 17.87 جنيه للشراء و17.95 جنيه للبيع.. وسجل أدني سعر للشراء في بنك القاهرة ويتم تداول الأخضر بسعر 17.80 جنيه.. وانخفض أيضا سعر البيع ليسجل 17.90 جنيه.. واستقر السعر في التجاري الدولي عند مستوي 17.85 للشراء والبيع 17.95 جنيه.
وأعلن بنك التعمير والاسكان أعلي اسعار لبيع وشراء الدولار.. وسجل سعر الشراء 95.17 جنيه و18 جنيها للبيع.. ووجدت 7 بنوك أسعار تداول الأخضر أمس واعلنت 17.85 جنيه للشراء و95.18 جنيه للبيع وهي بنوك الإسكندرية والتجاري وبلوم ومصرف أبوظبي والبركة وقناة السويس والعربي الافريقي.
وأكد مصدر مصرفي أن تراجع الدولار أمام الجنيه يعبر عن الواقع بعد زيادة تدفقات النقد الاجنبي خلال الفترة الماضية.. مؤكداً أن تحويلات المصريين في الخارج تتزايد يوماً بعد الآخر.. بالاضافة إلي زيادة حصيلة التنازل عن العملة الأمريكية.
وارتفعت حصيلة التحويلات من الخارج بمقدار مليار دولار خلال الفترة من نوفمبر – ابريل الماضي لتسجل 9.3 مليار دولار مقابل 8.3 مليار خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وقال المصدر إن حصيلة التحويلات تضاعفت عقب إجازة عيد الفطر.. لافتاً النظر إلي أن المتوسط اليومي ارتفع ليسجل 50 مليون دولار لأحد البنوك.
وأعلن مصدر بالبنك المركزي الالتزام بسداد جميع التعهدات الدولية مؤكداً سداد أكثر من 700 مليون دولار لاعضاء نادي باريس خلال ساعات.. وأضاف المصدر أن المركزي يسدد قسطين كل عام لدول أعضاء نادي باريس.
من ناحية أخري يؤكد الخبراء الاقتصاديون أن ارتفاع قيمة الجنيه مقابل الدولار مؤشر إيجابي يؤكد تعافي الاقتصاد المصري وعبوره المرحلة الحرجة وبداية تحسن تدريجي سوف ينعكس علي المواطن في أسعار السلع والخدمات وقد يكون بداية انتعاش اقتصادي يحتاج إلي العديد من الإجراءات لكي يتم المحافظة.
أكد الدكتور أحمد شلبي الخبير الاقتصادي أن هذا مؤشراً إيجابياً يؤكد إننا عبرنا نفق ضيق بعد أن شهد الجنيه انخفاضاً غير طبيعي أمام الدولار خلال الفترة الماضية ويؤكد إننا استعدنا جزءاً كبيراً من اقتصادنا الذي تعرض لهزات كبيرة بعد 25 يناير خاصة بعد زيادة الاحتياطي من العملة الأجنية وانخفاض العجز في الموازنة العامة للدولة وتحولنا إلي بلد جاذب للاستثمار وأعتقد إننا خلال العامين القادمين سوف نشهد انتعاشاً اقتصادياً ونطلب فقط من الشعب الصبر فارتفاع أسعار الوقود ليس كل شيء فنحن نمر بمحنة اقتصادية والدعم بالحالة التي كان عليها يستهلك موارد الدولة ويشكل خسارة كبيرة ويدفعنا إلي اللجوء إلي البنك الدولي للحصول علي قروض تتراكم سنوياً وتتزداد فوائدها مما يعوق أي تقدم أقتصادي ولكن كل المؤشرات حاليا تدل إننا علي الطريق الصحيح.
الدكتورة يمن حماقي رئيس قسم الاقتصاد بجامعة عين شمس تؤكد أن قيمة الجنيه المصري ينبغي أن ترتفع أكثر من ذلك فكل المؤشرات تؤدي إلي التحسن حيث يوجد فائض في ميزان المدفوعات كما أن تحويلات المصريين في الخارج زادت في الفترة الأخيرة وشهد قطاع السياحة قدر من التعافي وزاد الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية فوق 30 مليار دولار لذلك السعر الحالي لا يعبر عن القيمة الحقيقية للجنيه أمام الدولار وينبغي أن تنخفض قيمة الدولار مما يؤكد وجود مضاربات علي العملة الصعبة ويدفع المصريين إلي الاحجام عن بيع الدولار.
تشير حماقي إلي ضرورة إتباع خطوات لتحسين سعر الجنيه أمام الدولار وعلي رأسها تدعيم القدرات التصديرية ووضع استراتيجية واضحة للاستغناء عن الواردات وتشجيع الناتج المحلي وكذلك إدارة السندات التي تطرحها الحكومة بشكل كفء لأننا نحتاج منظومة إدارة اقتصاد سليمة.
فارتفاع قيمة الجنيه أمام الدولار مؤشر إيجابي ولكن نريد أن يكون مستدام.
