تنمية بشرية

حياة بلا توتر منبع القوة و الصحة

حياة بلا توتر منبع القوة و الصحة

الغضب لا يفرز الا الضغينة و الحقد ، و هو نار تحرق العقل و تسحق البدن ، و تصيبه بأمراض لا حصر لها .
التحكم في انفعال الغضب و السيطرة على النفس من الأمور بالغة الأهمية ، لكي ينجح الانسان في حياته ، و يستطيع أن يتوافق مع البشر على اختلاف طباعهم و أخلاقهم ، و لكي يتفادى أيضا كثرة التصادم و الاحتكاك ، الذي ينجر بسببه خصومات و عداوات كثيرة ، و يتفق معظم علماء النفس أن الغضب ضروري لحماية النفس من عدوان العالم الخارجي ، و لكنه في غاية الخطر عندما يزداد و يستمر
و يشبه البعض الغضب بالبخار المضغوط في اناء محكم الغلق ، اذا لم يجد منفذا للخروج فانه يصيب الفرد بمرض أو أكثر ، من تلك المجموعة المسماة بالأمراض النفسجسمية ، مثل قرحة المعدة ، ارتفاع ضغط الدم ، الذبحة الصدرية ، و القولون العصبي ، و الصداع العصبي المزمن .. الخ .
و يعبر البعض عن ذلك أن الغضب ان لم يخرج فسوف يستقر في أحشائك .

قاوم الضغوط بالصبر
أما الصبر فيساعدنا على التخفيف من الاجهاد على أعصابنا ، و بالصبر نكتسب الهدوء و يقل لدينا افرازات هرمونات التوتر و الأدرينالين و الكورتزون و بالتالي تسترخي العضلات و تتسع الأوعية الدموية ، و ينخفض ضغط الدم و يقل معدلات نبضات القلب ، و تتحسن وضائف جهاز المناعة ، فينتج الاعداد الكافية من خلايا التي تحمي الجسم ، و تقضي على الجراثيم و تقاوم الامراض المختلفة ، فيعيش الفرد حياة سعيدة هادئة و يتمتع بالصحة و طول العمر.
و دائما نذكر و نؤكد أنه يجب على الانسان أن يغرس في نفسه ، تلك المعني و المفاهيم العضيمة التي وردت في آيات عديدة من القرآن ، لطرد الأفكار و التوقعات الانهزامية الهدامة ، و استعادة توازنه و الشعور بالطمأنينة و الثقة و الأمان ، و منها ما يقوي العزم على الصبر .
يقول المولى في كتابه الكريم ” و ما يلقاها الا الذين صبروا و ما يلقاها الا ذو حض عظيم ”
و لكي يصمد الفرد في مواجهة المكائد و الشائعات و الأكاذيب ، عليه أن يهمل و يتجاهل هاؤلاء الظالمين ، الذين يطلقون عليه هذه الشائعات و الاكاذيب ، و أن يكون واثقا أن تجاهله لهم سوف يضعه في مواقف قوة ، بل قد يثير هاؤلاء الخصوم الظالمين مشاعر القلق ، التي ما تلبث أن تتحول الى نوع من الخوف ، و الترقب ، و هذا النوع من الصبر هو الذي ورد في الآية الكريمة ” فاصبر على ما يقولون و سبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس و قبل غروبها و من آناء الليل فسبح و أطراف النهار لعلك ترضى
غليان الدم في العروق .. حقيقة ”
قامت عالمة النفس الأمريكية كاشلر لولر باجراء تجربة في جامعة تينيسي الأمريكية ، عن أثر بعض الضغوط في عدد كبير من الطلاب ، فوجدت أن مجرد التفكيرأو التحدث عن معني الاساءة و الخيانة ، التي يتعرض لها الانسان لدقائق معدودة ، يأدي الى تغيرات ملحوضة في ضغط الدم و معدل نبض القلب و مستوى التوتر العضلي ، و زيادة في معدلات الموصلات العصبية ، و النشاط الكهربائي في الجهاز العصبي ، ناتجة عن ضخ عدد من الهرمونات و المواد الناقلة العصبية ، تتسبب فيما و صفته بحالة غليان الدم في العروق .
و لقد أدهشني بل و أذهلني حقا ذلك الحديث الشريف ، و مدى الاعجاز السلوكي و العلمي في مضمونه ، الذي يقول صلى الله عليه و سلم ” خير بني آدم البطيئ الغضب السريع الفيئ، و شرهم السريع الغضب البطيئ الفيء” . فهو اشارة مباشرة للاسراع بالتدريب على الحلم ، و الفيئ من الغضب أي الخروج السريع من دوامة الانفعال ، قبل أن تتغير بيولوجية الجسم و تتهيج أجهزته و تشتعل خلاياه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى