اعداد محاسب

معلومات عن مـحاسـبـة عـمليـات الاستصناع (مـفهـوم الاستصناع وأهمـيـته)

معلومات عن مـحاسـبـة عـمليـات الاستصناع (مـفهـوم الاستصناع وأهمـيـته)

محاسبة عمليات الاستصناع

 

تعريف الاستصناع

أهمية الاستصناع

أركان الاستصناع وشروطه وآثاره

الاستصناع في العصر الحديث

الاستصناع الموازي

معيار الاستصناع والاستصناع الموازي رقم ( 10 )

المعالجة المحاسبية لعمليات الاستصناع والاستصناع الموازي

أمثلة عملية

تمارين عملية

 

تعريف الاستصناع في اللغة :

الاستصناع استفعال من صنع، فالألف والسين للطلب، يقال استغفار لطلب المغفرة، والصنع: يقول الرازي: (الصُنع) بالضم مصدر قولك صُنع إليه معروفاً وصُنع به صنيعاً قبيحاً أي : فعل(1) ، والصِناعة بكسر الصاد: حرفة الصانع واصطنعه اتخذه، قال تعالى: واصطنعتك لنفسي(2)، يقول ابن منظور: ويقال اصطنع له خاتماً (3) إذا سأل رجلاً أن يصنع له خاتماً (3) واستصنع الشيء: دعا إلى صنعه ، فالاستصناع لغة: طلب الفعل(4) .

تعريف الاستصناع في الاصطلاح :

– تعريف الكاساني : ” هو عقد على مبيع في الذمة شرط فيه العمل” (5) :

وهنا قد بيّن كونه عقداً لكن لم يذكر اشتراط تحديد الثمن، فلم يكن جامعاً.

ـ تعريف ابن الهمام: ” الاستصناع طلب الصنعة وهو أن يقول لصانع خف أو مكعب أو أواني الصفر اصنع لي خفاً . طوله كذا وسعته كذا أو دستاً أي برمة تسع كذا وزنها كذا على هيئة كذا بكذا ويعطى الثمن المسمى لا يعطي شيئاً فيعقد الآخر معه (6).

وهو تعريف بالرسم لا الحد، حيث عرف الاستصناع بذكر بعض صوره.

– تعريف السمر قندي: ” هو عقد على مبيع في الذمة وشرط عمله على الصانع ” (7).

وهو تعريف مختصر جيد، لكن يلاحظ عليه عدم ذكر الثمن واشتراطه.

– تعريف مجلة الأحكام العدلية “مقاولة مع أهل الصنعة على أن يعمل شيئاً”(8).
وهو من أجود التعريفات لكن يلاحظ عليه كذلك عدم ذكر الثمن واشتراطه، وكذلك فهو غير مانع حيث يدخل فيه الإجارة.

أهميته :

تتضح أهمية عقد الاستصناع بالحاجة العظيمة إليه في الحياة البشرية، حيث بين الله أن البشر متفاوتون فيما بينهم تسخيراً منه سبحانه لبعضهم البعض، فقال سبحانه: ((نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَهُمْ فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيَّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا تَجْمَعُونَ )) (9) .
ومن صور تسخير البشر لبعضهم البعض عقد الاستصناع، فإن المستصنع محتاج لمن يصنع له حاجته بالشكل الذي يريد والصانع محتاج إلى المال الذي يأخذه مقابل صنعته ليستعين به على مصارف الحياة هذا على وجه الإجمال، وأما على التفصيل فللاستصناع أهمية كبيرة تتضح فيما يلي:

من جهة الصانع: في كون ما يصنعه جرى بيعه مسبقاً، وتحقق أنه ربح فيه، وعرف مقدار ربحـه ، فهو يعمل بطمأنينة، وعلى هدى وبصيرة، أما بغير عقد الاستصناع فإن الصانع قد يحتاج إلى مدة لتسويقه وربما يخسر خسائر كبيرة على حفظه لحين البيع، وقد تكسد البضاعة فتكون الخسارة مضاعفة – من جهة العمل ومن جهة المواد.

من جهة المستصنع:

فبكونه يحصل على ما يريد بالصفة والنوع الذي يريد، فلا يضطر لشراء مـا قـد لا يناسبه من البضائع الجاهزة، بل إن بعض الأمور لا توجد جاهزة بل لا بد من طلب صنعها من الصنائع فتصنع حسب الطلب، كبعض البيوت والأبنية، كما أن المستصنع يكون مطمئناً بالاستصناع لكونه يتابع الصنع بنفسه، فيتأكد من عدم وجود غرر أو تدليس في المصنوع، مما يجعله مرتاح النفس مطمئناً.

من جهة المجتمع: فبالاستصناع تتحرك الأموال من جهة إلى أخرى مما ينعش الحركة الاقتصادية في البلد، ولذلك يدعو كثير من الاقتصاديين المسلمين إلى أهمية جعل أطراف الاستصناع من المسلمين لتنعش اقتصادهم وتزيد من مصادر دخلهم، كما أن فيه تفريغاً لأصحاب التخصصات في تخصصاتهم، فلو أن العالم أراد أن يبني بيتاً ولم يجد من يصنع له، لكان في ذلك ضرر كبير على المجتمع بإشغال هذا العالم مما يحرم المجتمـع مـن علمـه ونفعه، ومثل ذلك الطبيب والمفكر وغيرهم (10) .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي . مختار الصحاح، صفحة: 371 .

(2) سورة طه . آية 41 .

(3) ابن منظور، لسان العرب، ج 8، صفحة : 209 .

(4) انظر : لسان العرب : ج 8، صفحة : 209، مختار الصحاح صفحة : 371، القاموس المحيط : ج : 1 صفحة : 954 .

(5) علاء الدين الكاساني، بدائع الصنائع، ج : 5، صفحة : 2 .

(6) كمال الدين ابن الهمام السيواسي، شرح فتح القدير، ج : 7، صفحة : 114 .

(7) علاء الدين السمرقندي، تحفة الفقهاء، ج 2 صفحة : 326 .

(8) محمد الزحيلي، قضاء المظالم في الفقه الإسلامي، ج 7 صفحة 53 .

(9) سورة الزخرف، آية 32.

(10) انظر : عقد الاستصناع لكاسب البدران، صفحة 148 – 149، قضاء المظالم في الفقه الإسلامي لمحمد الزحيلي، ج 7 صفحة 57-59، بيع المرابحة لمحمد الأشقر صفحة : 104 – 105 ، الاستصناع لسعيد الشبيتي صفحة: 669 – 671.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى