تنمية بشرية

أسرار الراحة النفسية…

أسرار الراحة النفسية…


الإنسان كائن مزدوج الطبيعة فهو لا يشبه الملائكة لان هذه الأخيرة تتميز بالعقل فقط فهي تملك الإدراك التام زائد الإرادة الكاملة التي لا تعكرها أية مشاعر أما الصنف الثاني فهو الشيطان يتميز بقلب من دون عقل فجميع مشاعره لا يستطيع تقييمها و لا تعديلها لأنه لا يملك الإدراك و بالتالي لا يمكن له أن يعطي تلك المشاعر الايجابية و لا السلبية أما الصنف الثالث فهو الحيوان يملك قلبا و عقلا فيزيائيا فقط أي أن عواطفه لا يدركها عقله و هذه التصرفات يطبق عليها اسم الغريزة

و بين كل هذه الأصناف نجد تركيبة فريدة من نوعها تملك قلبا و عقلا و إدراكا نسبيا بسبب طبع النسيان الذي ولد مع هذا الأخير و من هنا نطرح على أنفسنا السؤال التالي فصد محاولة الإجابة عليه:

– إن عدم الاستقرار النفسي الناتج عن ظاهرة النسيان لا اعتقد انه سبب ظاهرة الاضطراب النفسي ؟.

في البداية و لكي نقسم هذا الموضوع إلى جانبين سنتناول العقل في المرحلة الأولى
إن العقل هو عبارة عن مجموعة وحدات تعمل في نظام متزن و متكامل من اجل تحقيق التكامل في الحياة العملية و هذه الوحدات يمكن أن نقسمها كما يلي:

1- مساحة التخزين : و هذه الساحة هي عبارة عن مساحة غير محدودة دورها تخزين و حفظ جميع الأحداث و المؤثرات الداخلية و الخارجية و نقصد بالمؤشرات الداخلية جميع الأنظمة التي من خلالها تدخل المعلومات إلى الإدراك المسئول أو اللامسؤول . مثل الأذن الحس و السمع و البصر و القلب و العين. أما الإدراك المسئول هو فهم و استقبال الإحساس من طرف رئيس العقل أما اللامسؤول هو انتقال الإحساس إلى الرئيس المسئول في ظروف لا تساعد على الإدراك كالقلق و السرعة و الخوف و غيرها…

2- مساحة المعالجة : هي شبيهة بمكتب الرئيس أي هي المكان الذي يتخذ فيه الرئيس كافة إحكامه و قراراته على الأحاسيس التي تسربت إليه و مكان العمل فد يكون منظم بسبب راحة الرئيس و فد يكون مضطربا بسبب التراكم ( زائد العوامل الخارجية).

3- الرئيس : هو عبارة عن مركز الفرار و هذه هي جوهر و ميزة كل واحد منا و هذه المراكز تختلف في الكفاءات و التركيبية الكرونولوجية أي التجارب التي مر بها انطلاقا من الولادة إلى هذه الفترة التي أتحدث فيها معكم ألان. و من الميزات التي يتميز بها هذا الرئيس انه قادر على تطوير آليات المعالجة و التخزين و إدارة الحياة اليومية من خلال القرارات التي يطلقها على الأحداث و من ثم يبني عليها تصرفاته على أساس بيانات معينة و لهذا السبب يجب على الإنسان أن لا يندم على قرار اتخذن بكامل قوته.

و جوهر ما في الأمر أن الرئيس قد يتقاعس أحيانا عن دراسة الملفات المقدمة إليه من قبل السكرتيرة و التي هي عبارة عن تدفقات المؤثرات الخارجية و هذا التقاعس يولد لديه حالة من اللاتركيز و الناتج من التراكم الكبير للملفات التي لم يتخذ غيها الرئيس فرارا أو لم يبدي حتى رأيه فيها خاصة إلى كان رد الفعل ضروري لهذا الملف (المؤثر الداخلي أو الخارجي) و نقصد بالمؤثرات الداخلية تلك الصراعات الداخلية التي تنشا عادة بين الرئيس و رئيسه الأكبر منه (الضمير).

و معنى هذا أن عملية تنظيم الملفات يجب إما أن تكون في خانة مدروسة و من ثم تذهب إلى غرفة التخزين و ينتهي منها الرئيس و تنتهي كامل ألامها و أحزانها التي قد تنتج عن رمي الملف فوق المكتب و عدم دراسته بشكل جدي و مهما طال وقت التفكير في الملف لا يحرج أي انه إذا وجه إليك احدهم سؤالا مباشرا و طلبت وقت للتفكير فهذا لا يحرج اللهم في الحالات التي تتطلب السرعة و هذه الحالات يجب أن يتدرب عليها الرئيس معتمدا بالدرجة الأولى على تجارب الآخرين و الملاحظات و التصورات القبلية لهذا النوع من الملفات و هناك من الملفات التي تكون دورية أي أنها تتكرر في الحياة كثيرا كان يقول لك احدهم : أنت مجنون … وسط حشد من الناس فيجب على الرئيس أن يتخذا في هذا الشأن فرارا بشان الرد المباشر أو السكوت.

قلنا إن الملفات إما أن تخزن كملفات مدروسة أو ملفات قيد الدراسة و الملفات التي تكون قيد الدراسة ترسل إلى التخزين في مصنف قيد الدراسة على أساس أن يبقى منها ملخص لدى الرئيس فوق مكتبه يبحث له عن حل بشكل جدي في وقت زمني ما.

في البداية يجب على كل واحد منا أن يدرك أن مهمة إيجاد حل للملف قيد الدراسة يجب أن لا تشغل في فكر الرئيس سوى عدد قليل من الذاكرة يصلح لتذكر الملف لا غير أي أن العيب ليس في الرئيس لان قدراته لم تسمح له بإيجاد حل فوري لهذا الملف و هذا الأمر لا يقلق لا طاقة الإنسان تعطى له و عليه أن ينميها و كلما أصبح اقدر على مواجهة هذه الملفات في وقت قياسي كان تطوره ايجابيا و الأساس هنا هو ليس لوم الرئيس بل مساعدته بالوسائل التي قد لا يملكها في الوقت الراهن و من بين الوسائل التي تمنح للرئيس اذكر لكم وسيلة ناجحة و هي الاستفزاز أي جمع أراء الناس حول هذا الملف بالذات من اجل توفير بيانات تسمح للرئيس بالقرار.

هذه الوسيلة عبارة عن طلب المساعدة غير المباشرة أن احكي لشخص ما تفاصيل هذا الملف من اجل معرفة لو كان هذا الملف لديه ما القرار الذي كان سيتخذه فيه و على أية أسباب كان ليبرر بها هذا القرار و هذا الطرح يجب أن يكون بشكل غير مباشر بحيث لا يحرف الشخص أنني انأ صاحب هذا الملف…

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى