تنمية بشرية

إزرع الأمل والعمل …. تحصد النجاح والتميز

قد يستغرب البعض كلامي عن الأمل في مثل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها على مختلف الصعد. الوطن كله ينزف، والمواطنون قد

ضاقت أحوالهم بسبب الغلاء وغياب الأمن. أما الشباب لاسيما حديثو التخرج فقد أصبحوا يعانون من أزمة إيجاد فرص العمل والخوف من البطالة، الأمر الذي دفعهم الى حافة اليأس والإحباط فيما الدولة منشغلة بإطفاء النيران المشتعلة داخلياً وبالتالي هي شبه غائبة وغير قادرة على إيجاد الحلول.

لا مستحيل مع الأمل والعزيمة
بالرغم من كل ذلك، يبقى هناك أمل للشباب بضرورة الوقوف مجدداً وأخذ المبادرة على عاتقهم. هناك أمثلة كثيرة لأناس أصبحوا عظماء كالعالم الفيزيائي ستيفن هوكينج الذي أُصيب بمرض عصبي ( التصلب الجانبي )، وهو في سن ال 21 . لقد أصبح غير قادر على الحركة تماماً وفقد النطق كلياً بعد أن أصيب بالتهاب القصبة الهوائية، فقال الأطباء إنه لن يعيش أكثر من عامين. ومع ذلك جاهد المرض والتحق بجامعة إكسفورد، وحصل على درجة الامتياز الأولى في الفيزياء، ثم حصل على الدكتوراة . يُعد ستيفن ثالث أكبر فيزيائي مَرّ على الوجود بعد نيوتن وآينشتين وعاش طويلا حتى يومنا هذا.

التجربة التركية: بالأمل والعمل تبنى الأوطان
أما على صعيد الدول، فتركيا هي خير دليل على التطور والتقدم. ففي العام 2001 كانت تعاني من عجز في الموازنة، فانهارت العملة وكان الدولار الامريكي مقابل خمسة ملايين ليرة تركية، أما بعد عشر سنين نجحت تركيا بتسديد الديون وأصبح الدولار الامريكي مقابل خمس ليرات تركية. أضف الى ذلك، أن حوالي ربع المنتجات في البيوت الاوروبية هي صناعة تركية، وهي من أقوى 15 دولة إقتصادية في العالم.

النجاح والتميز يليق بنا
كل ما أريد قوله أن شبابنا طموح بما فيه الكفاية وذو همة عالية، وإصراره على النجاح لا يقل أهمية عن إصرار العالم الفيزيائي، وأن القوة البشرية التركالاملية ليست بالضرورة أفضل من القوة البشرية اللبنانية. وخير دليل على ذلك نجاح الكثير من اللبنانيين وتسلمهم الريادة في
مجالات الصناعة والاعمال والعلوم وغيرها الكثير.. وبالتالي فإن النهوض مازال ممكنا شرط أن نؤمن بما نقوم به وأن نجد دائما مانحب أن نفعله، فإذا لم نجد يجب علينا متابعة البحث وسنصل الى ما نحب في النهاية، وسنصل إلى وطن يليق بنا ونليق به

 

عبدالرحمن وسام الايوبي
مدير، خبير ومدرّب دولي معتمد في التنمية البشرية والمؤسساتية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى