اعداد محاسب

تعريف الإدراك المحاسبي

في مجال المحاسبة يمكن تعريف الإدراك (الإدراك المحاسبي) بأنه: عملية فهم البيانات التي تحتويها مجموعة التقارير و القوائم المالية – التي تقوم نظم المعلومات المحاسبية بإنتاجها – ومدى تأثيرها في القرارات المستهدف اتخاذها من قبل المستفيدين .

وعليه فإن الأمر يتطلب ضرورة الاهتمام بكل من المحاسبين القائمين على عمل نظم المعلومات المحاسبية والأشخاص الذين يتلقون البيانات المحاسبية ويستخدمونها، مع ضرورة التعرف على العوامل التي يمكن أن تؤثر في سلوكهم – عند اتخاذ القرارات المختلفة – لدراستها وتحليلها لما من شأنه أن يجعل نظام المعلومات المحاسبية فاعلاً في الوحدة الاقتصادية التي يعمل في نطاقها .

ولقد أظهرت الجمعية الأمريكية للمحاسبة (a.a.a) في أحد تقاريرها أهمية مفهوم الإدراك في مجال المحاسبة وأوردت عدة تساؤلات تتعلق بإدراك الأشخاص الذين يتلقون البيانات والمعلومات المحاسبية مؤكدة أن على المحاسبين الاهتمام بإيجاد إجابات منطقية لها لأخذها بالاعتبار عند ممارسة العمل المحاسبي وهي :

1- كيف يدرك مختلف) الأفراد والمجموعات) البيانات المحاسبية التي اعتمد في إعدادها مجموعة من الطرق والقواعد المحاسبية ؟
2- هل يختلف هذا الإدراك عن إدراك المحاسبين ؟
3- ما اثر الاختلافات في الإدراك على السلوك الفعلي لمتخذي القرارات ؟

ويمكن القول إن إدراك الفرد للبيانات المحاسبية يعتمد على مدى علاقتهم بالقائمين على عمل نظام المعلومات المحاسبية في الوحدة الاقتصادية ودرجة ثقافتهم الإدارية والمحاسبية المتأتية عن طريق الدراسة والمطالعة والمدة الزمنية الكافية في تعاملهم مع نوعية معينة من تلك البيانات، وبذلك فأن هذا الإدراك سوف يختلف عن إدراك المحاسبين اعتمادًا على هذه العوامل، وان أثر الاختلافات في الإدراك على السلوك الفعلي لمتخذي القرارات سوف يعتمد على الظروف والتطورات ذات التأثير المباشر على تصرفاتهم في حالة اتخاذ القرارات المختلفة إضافة إلى درجة الاختصار أو التفصيل لتلك البيانات والتوضيحات التي تصاحبها على شكل علاقات بيانية أو رياضية أو وصفية ومدى مناسبتها لحاجتهم، ويمكن تحقيق ذلك إذا ما كانت توقعات المحاسب لحاجة متخذي القرارات قد اعتمدت على الأسس العلمية لجميع احتمالات اتخاذ القرار حيث “أن لتوقعات أحد الأشخاص تأثيراً فعالاً على سلوك الشخص شاغل الدور محل التوقع”، وبما يعني أنه يجب على المحاسب أن يأخذ بنظر الاعتبار السلوك المتوقع لمتخذ القرار وان يعمل وفي ذهنه بعض الأفكار والاحتمالات عن ذلك السلوك .

وعليه فإن الأخذ بمفهوم الإدراك يتطلب من المحاسبين ضرورة تحديد المستفيدين من نظام المعلومات المحاسبية والتعرف على البيانات والمعلومات التي من الممكن أن تحقق لهم الفائدة وفق الأسلوب والصيغة التي من الممكن أن تؤثر في سلوكهم عند اتخاذ القرارات المختلفة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى