اعداد محاسب

ماذا تعرف عن نشأة علم المحاسبة وتطوره؟

نشأة علم المحاسبة وتطوره

موضوع شيق ( منقول)
في هذاالموضوع أقدم نبذة مختصرة عن نشأة وتطور هذا العلم الراقي وتلك المهنة التي نفخربانتمائنا إليها

متى بدأ علمالمحاسبة ؟

سؤال منالمؤكد أنه دار بأذهان الكثير منا ولكن إجابته فعلاً ليست سهلة ولكن في السطورالقادمة نحاول أن نجيب عنه
تتجه معظم الكتابات والمراجع في هذا المجال إلى أن نشأةعلم المحاسبة ترجع إلى زمن بعيد قد يكون خلال عصور البابليين والفينيقيين والفراعنة – وإن كان أحد لا يستطيع أن يجزم قطعياً وعلى وجه التحديد بتاريخ معين لنشأة هذاالعلم – وعلى الرغم من ذلك تجمع معظم الكتابات والمراجع على أن علم المحاسبة نشأنتيجة لوجود معاملات تجارية أو مالية والتي بدأت قبل بدأ التاريخ – كما تتجه معظمالدراسات أن بداية ممارسة هذا العلم توافقت مع بداية معرفة الإنسان بالقراءةوالكتابة بهدف تجنب الخطأ والنسيان فيما يتعلق بالحقوق والالتزامات ، وهو ما أدىللاعتقاد بأنه نشأ خلال تلك العصور .

كما تشيرمعظم الدراسات أن أكثر الأنظمة المحاسبية القديمة تطوراً هو ذلك النظام الذي ابتكرهالمصريون القدماء والذي استخدم سجلات كمية لإحصاء ثروات الملوك والفراعنة وحصرمالهم وما عليهم

اللافت للنظرأن الإنسان بدأ أولى خطواته في هذا العلم بعملية التسجيل كما قام بالتسجيل بطريقةالتكلفة التاريخية وهو مازال متبعاً حتى الآن بل ويعتبر من أهم الفروض المحاسبيةرغم التطورات الكبيرة في هذا العلم !

أشهر وأعظم محاسبفي التاريخ

هل فكرت مرةفي هذا السؤال ؟ تابع الإجابة في تلك الكلمات وسوف تشعر بالفخر لانتمائك لتلكالمهنة

يمثل القرآن الكريم أهم مرجعيوضح ويؤكد أنمهنة المحاسبة كانت معروفة منذقبل التاريخ ، حيث قال الله تعالى في الآية 55 من سورة يوسف – والكلام في الآية عنسيدنا يوسف عليه السلام ” قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظعليم “.

وبذلك يستحقسيدنا يوسف عليه السلام لقب أشهر وأعظم محاسب في التاريخ حيث أوكل الله له خزائنالأرض كلها !

المسلمون والعربوتطور المحاسبة القديمة

مرت المحاسبةبالعديد من المراحل البدائية وتطورت مع ظهور الإسلام وهو ما يتجلى في نظام الحسبةالذي وضعه رسول الله صلى الله عليهوسلم حيث تم ابتكار وظيفة جديدة وهي وظيفة المحتسب والتي كان من ضمنمهامها وتوصيفها الوظيفي مراقبة الأموال العامة ثم توالى التطور في تلك المهنةبإنشاء أشهر المؤسسات المالية القديمة “بيت المال” في عهد الخليفة عمر بن الخطابرضي الله عنه وتوال التطور بتخصيص جهة مستقلة للرقابة متمثلة فيديوانالزمام والذي يقوم بدورالرقابة المالية على باقي الدواوين – في عهد الدولةالعباسية.

وكما شهدالعصر العباسي تطوراً كبيراً في تلك المهنة شهد أيضاً الانهيار المفاجئ لها نتيجةلتوالي الحروب التي أدت في النهاية إلى طمس معالم هذا العلم في الدولةالإسلامية

ايطالياوالمحاسبة الحديثة

في تلكالأثناء لم يكن يعرف الايطاليون الأرقام كما لم يتوافر لديهم الورق اللازم للكتابةمما أدى لتخلفهم في مختلف العلوم ولكن مع بداية الحروب على الدولة الإسلامية – وحيثكانت إيطاليا همزة الوصل بين الشرق والغرب نظراً لموقعها الجغرافي على البحر الأبيضالمتوسط في مواجهةالشواطئالعربية – استطاع الايطاليون تعلم الأرقام من العرب والتي كانت البداية للثورةالايطالية في العديد من العلوم وأهمها المحاسبة والرياضيات .

اهتمالايطاليون بهذا العلم وبدأوا في تطويره حيث ظهرت أول وثيقة محاسبية عام 1211 والتيتمثل أول حساب أستاذ حيث تم في تلك الوثيقة إجراء ترحيلات بين بعض الحسابات بشكلمبسط

أهم النظرياتالمحاسبية “القيد المزدوج”

لذلك اهتمتتلك الكتابات بدراسة تطور هذا العلم بداية من صدور أول كتاب للمحاسبة في عام 1494ميلادياً بعنوان ” كل ما يتعلق بالحساب والهندسة والتناسب” لمؤلفه الراهب الايطاليلوكا باسيلو حيث تضمن هذا الكتاب أهم نظرية محاسبية حتى الآن وهي نظرية القيدالمزدوج.

وفي نهاياتالقرن الثالث عشر لجأ أصحاب الأعمال التجارية لإمساك حسابات شخصية في شكل مذكراتلتسجيل أعمالهم كما لجأ المصرفيون لإمساك مذكرات شبيهة لتسجيل الودائع والقروض وفينهاية هذا القرن ظهر نظام القيد المزدوج حيث اتخذت الحسابات شكل المدينوالدائن

بدأ استخدامإقفال الحسابات لأول مرة فيمدينة البندقية من خلال توسيط حساب الأرباح والخسائر أحيانا أو حساب رأسالمال في أحيان أخرى بهدفتحديدأرباح وخسائر صفقات معينة كما ظهر في هذه المدينة أول كتابمحاسبيتعليمي متكامل ، وهوكتاب عالم الرياضيات لوكا باسيولي.

أدت الحركةالواسعة للتجارة في تلك الفترة إلى تقدم الايطاليين في علم المحاسبة حيث كانت هناكعائلات كبيرة في تلك الفترة تعمل في التجارة – خاصة في مدينة فلورنسة – في شكلشركات عائلية وكانلهذه عائلاتمكاتب خارج ايطاليا

انتشر النظامالايطالي في المحاسبة إلى معظم الدول الأوروبية ولكن مع بعض التغييرات الملائمةللنظم المطبقة في كل دولة أو مدينة – وكانت هذه هي بداية وجود المشكلات المحاسبيةرغم أن تأثير تلك المشكلات كان محدوداً في تلكالفترة

ازدهرتالأعمال التجارية في أوروبا وتنوعت أشكال المنشآت التجارية ما بين منشآت فردية إلىشركات عائلية وشركات أشخاص حتى بداية الثورة الصناعية حيث ظهرت للسطح شركات الأموالوالشركات الحكومية مما أدى إلى التطورات السريعة والمتلاحقة في طرق التسجيل والقيدبما يكفل توفير العديد من البيانات والمعلومات المالية المتطورةنسبياً

المشكلاتالمحاسبية وضرورة توحيد المفاهيم المحاسبية

لا يستطيعأحد أن ينكر أن البيئة المحيطة تعد أحد أهم أسباب اختلاف الممارسات المحاسبية علىمر العصور ولكن لم يكن لتلك المشكلة تأثيراً قوياً إلا أثناء وبعد التوسع الاستعماري الكبير للإمبراطوريةالبريطانية حيث خلق هذا التوسع حاجة ماسة إلى وجود طرق موحدة أو شبه موحدة لإدارةومحاسبة المنشآت البريطانية في المستعمرات

 

أول تنظيم لمهنةالمحاسبة في انجلترا واسكتلندا

كانت النتيجةالحتمية لتلك الحاجة الماسة لتوحيد المفاهيم المحاسبية إلى ظهور أول تنظيم عمليلمهنة المحاسبة وذلك في السبعينات من القرن السابع عشر في انجلترا واسكتلندا بهدفإيجاد إطار مقبول عموماً للمحاسبة

شهدت العقدالثالث من القرن العشرين الانطلاقة الحقيقية والكبرى للمحاسبة كعلم ومهنة مع ظهورالكيانات الاقتصادية الكبيرة وشركات الأموال العملاقة مما أدى لنشوء نظرية الشخصيةالمعنوية المستقلة للمنشأة عن ملاكها

 

أهم الأحداث عبرتاريخ المهنة

توالتالتطورات لتلك المهنة وتعاظمت وشهدت أهم الأحداث عبر تاريخها في أوائل السبعينات منالقرن العشرين حيث تأسست لجنة معايير المحاسبة الدولية في 29 يونيو 1973 ميلادياًلتصدر معاييراً محاسبية قابلة للتطبيق على النطاق العالمي – وأصدرت تلك اللجنة أولمعيار محاسبي دولي عام 1975 بعنوان “الإفصاح عن السلبيات المحاسبية” .

وهكذا يتميزعلم المحاسبة بالتطور والتأقلم مع المتغيرات الاقتصادية دائماً بما يتلاءم مع تلكالمتغيرات فمثلاً لم تظهر فكرة إهلاكات الأصول الثابتة إلا مع بداية الثورةالصناعية في أوروبا وما تبعها من إنشاء المصانع العملاقة والسكك الحديدية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى