تنمية بشرية

هل الحدس أذكى من العقل؟…

أحياناً نصاب بتوتر من أماكن معينة أو لون أو رائحة ..فما سبب التوتر أو الخوف الذي قد يصيبنا ؟..

إن في دماغ كل واحد منطقة تسمى اللوزة وهي تسجل الأحداث إضافة إلى المشاعر التي نمر بها أثناء تلك الأحداث..وتظل مخزنة في المجال الذي يطلق عليه اسم اللاوعي أو العقل الباطن وعندما نتعرض لحدث مشابه لحدث تعرضنا له في الماضي فإن حواسنا تنقل هذا الحدث إلى منطقة العقل الباطن(اللوزة) حيث تجرى مقارنة بينه وبين الحدث القديم فإذا حدث توافق تثير اللوزة المشاعر القديمة نفسها ويتم ذلك كله بأجزاء من الثانية وبشكل لا إرادي.

 

والحدس يعمل بالطريقة نفسها التي تعمل بها اللوزة حيث تسجل صور الناس الذين نتعامل معهم وتعابير وجوههم وأساليب حديثهم كما تسجل المشاعر المرافقة لهذه الصور ،فالإنسان منا يرتاح للطيب والصادق والمخلص وينزعج من الكاذب و المخادع ..عندما تلتقي شخصاً محتالاً(مثلاً) سترسل حواسك صورته وتعابير وجهه وأسلوب حديثة إلى اللوزة
حيث تقوم بالبحث عن صور وتعابير وأساليب مشابهة فإذا حدث توافق بين صفاته وصفات محتالين آخرين تعاملت معهم ستثير اللوزة المشاعر نفسها التي ثارت في نفسك تجاه هؤلاء وسيتم ذلك خلال أجزاء من الثانية قبل أن يقوم العقل الواعي بإدراك هذه المشاعر..

السؤال الذي يطرح نفسه هنا..هل يصدق الحدس دائماً؟..

 

ثبت إحصائياً أن الناجحين يستخدمون حدسهم كثيراً في اتخاذ القرارات ولا شك أن للعقل والحسابات المنطقية الدور الأساسي في اتخاذ أي قرار ويظهر دور الحدس جلياً عندما تتساوى السلبيات والإيجابيات التي تجعل المرء في حيرة من أمره وهنا يأتي دور الحدس ليرجح كفة أحد الخيارين الموجودين أمامنا وطبعاً هذا لا يعني استبدال العقل بالحدس بل الاستئناس بالحدس الذي غالباً ما يصيب..غالباً أي ليس دائماً ..إذاً الحدس يخطئ أحياناً ولهذا الخطأ سببين اثنين..

الأول :أن مظاهر الآخرين تكون خادعة في بعض الأحيان فقد يدل مظهر شخص ما على القسوة رغم أنه في غاية الرقة والرحمة..

الثاني :قد يخطئ الحدس عندما يخطئ المرء بقراءة مشاعره فالحدس شعور يختلج في النفس وإذا أخطأ الإنسان في قراءة مشاعره وتسميتها قد يختلط عليه الحدس بشعور آخر..
فالمقبل على صفقة تجارية هامة قد يشعر بالخوف وهذا لا يعني أن الصفقة ستكون غير رابحة..وإذا فشل في قراءة مشاعره لن يقدم على صفقة تجارية أبداً…

العقل هو الأساس في اتخاذ أي قرار ويأتي دور الحدس في إحدى حالتين :
عندما يجد الإنسان أن شعوره مناقض لحساباته العقلية .
عندما تتوازى إيجابيات وسلبيات أي قرار فيلعب الحدس دور المرجح .
لكل مهنة حدسها الخاص بها وينمو هذا الحدس بالمعرفة والخبرة.
يجب أن يعتمد الإنسان على حدسه بمقدار ما يثبت التجربة نجاح هذا الحدس أو فشله .
أصغ إلى شعورك عند اتخاذ أي قرار وتذكر أن الحدس يصيب أحياناً حيث يخطئ العقل ، لا تعتمد على شعورك فقط عند اتخاذ أي قرار بل استخدم العقل والعاطفة معاً .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى