تنمية بشرية

حتى لا تموتَ المروءة

 

حتى لا تموتَ المروءة..في الصحراء.

يـُحكى أنه كان هنالك رجل يركب فرسه مجتازًا به الصحراء في جوّ يحرق الأخضر واليابس.
وهو في هذا الطريق الموحش لاحَ له رجلٌ يسير على قدميه،يبدو عليه الإرهاق،فاقترب منه ودعاه للركوب ونزل كي يساعد هذا الرجل المتعب للصعود على ظهر الفرس،فما أن استوى الرجل الغريب على الفرس،حتى أسرع بالفرس تاركًا صاحبها وراءه،فلحقه الرجل.ففر الغريبُ هاربًا بعد أن سرق الفرس،وبعد عناءٍ كبير دعا الرجلُ الكريمُ السارقَ الخائنَ أخيرًا ليقول له:
“إن وصلتَ إلى الناس فلا تعلنْ أمام أحد أنك فعلتَ بي هذا؛
حتى لا تموتَ المروءة..في الصحراء”
كان حرصهم على عدم ضياع الأخلاق بين الناس أحب إليهم من ضياع أموالهم
يالله كم تبدلت كثير من القيم والمبادئ بيننا وبينهم !
لو كان هذا الرجل رجلا من أهل زماننا لتحدث بما حصل له وإن أُعيد له الفَرَس فما الحال لو لم يرجع الفَرَس ؟!

“أولئك أجدادي فجئني بمثلهم”
كم يحز في النفس أن تجتمع كل أسباب المروءة وتغيب هي.
فالعرب كانوا أصحاب مروءة،ونخوة وشهامة،فجاء الإسلام ليرسخها منهجًَا لا حياة دونه،فنأتي بعد كل هذا إلى عصر يكاد يخلو منها جميعًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى