أدبيات الإنتقام …
بسم الله الرحمن الرحيم
الانتقام أو الثأر
عمل ضار
استجابة لمظلمة حقيقية أو متصورة.
العدالة
تعني الإجراءات المتخذة التي يدعمها نظام
قضائي شرعي، عن طريق نظام من الأخلاق
أو نيابة عن الأغلبية الأخلاقية
والانتقام عمومًا
يعني الإجراءات المتخذة
من قبل فرد أو مجموعة
خارج حدود السلوك القضائي أو الأخلاقي.
***
كان علي بن أبي طالب
كرم الله وجهه
يقاتل مشركاً شرساً
فطال بينهما القتال، وفي النهاية
تمكَّن رضي الله عنه من خصمه
وسقط المشرك جريحاً تحت علي بن أبي طالب
ولما هَمَّ بقتله
بَصَقَ المُشرِك في وجه علي
والسيف في الهواء يُوشك أن يهوي به
فما كان من علي إلا أن تركه وانصرف عنه ولم يقتله
فلما سُئِل قال: لقد كنت أقاتله لله
فلما بَصَقَ في وجهي
أحسست بأني أريد الانتقام لنفسي فتركته.
واليكم هذه القصة الأدبية المنقولة
العفو اشد انواع الانتقام
….
أقبلت الفتاة الصغيرة تغادر محل عملها
هذا الدكان الصغير الجاثم في حي فقير متواري تقتنه
بعدما انهار منزلها في اخر هزة ارضية لحقت بالبلاد
وراح اثرها كل عائلتها , وكانت لاتزال في مقتبل العمر
لاتعرف عن الحياة سوي رغدها ونعيم عيشها
ولكن كما قيل:
(متي كان للدهر عهد يوثق به او ذمام يعتمد عليه؟)
فوجدت نفسها في مهب الريح بلا عائلة
بلا معين سوي خالقها
وكأي فتاة شريفة تفضل الموت بحسرتها
علي ان تعيش بعارها
قررت ان تعمل كما شاء بها ان تفعل
ومضت تبحث في كل جه وصوب
حتي لان لحالها قلب صاحب حانوت صغير
لبيع الحلوي في حي فقير علي ان تتولي مسؤليته كاملة
وفي تلك الليلة الداجية المكفهرة غادرت الحانوت وهمت باغلاقه
فاذا بهذا الرجل بشع المنظر كريه الرائحة يقترب منها
فسرق كل مالها وسرق ما بالحانوت من بضاعته
وتركها تملا الدنيا
صراخا وعويلا ايقظ الحي برمته
وسرعان ما ابلغوا الشرطة والتي صحبتها الي القسم
للادلاء بشهادتها
وما ان وصلت حتي دخلت علي ظابط متأنق
شرع يسألها عن كنه ماحدث
غير عابء بالنظر إلى وجهها
أخذت تصف له ماحدث والدموع تسابق كلامها
لفت نظرة نبرة صوتها الحالمة فتطلع اليها في عجل
فما ان راها حتي هم بالوقوف واخذ يتحدث اليها
وعينيه لم تغادر جسدها تتسلقه في اعجاب شديد
فذهب معها في الحديث مذاهب اخري
وغادر شرف مهنته قلبه وعقله
منذ امد بعيد وطغت شهواته ونزواته علي مهام وظيفته
ظل يجاذبها اطراف الحديث وهي ذاهلة
اخذ وجهها يربد شيئا فشيئا ثم انتفضت انتفاضة الليث في غيله
والقت عليه نظرة هائلة لو القتها علي رجل غيره لصعق في مكانه
ولكنه كان وقاحا متبلدا
………………وتقدم نحوها……………
صرخت هوت اسفل قدميه .. استحلفته بالله
ان يرحمها فما عادت تملك من الدنيا سوي طهارتها
ولكنه لم يكن من هذا النوع من البشر
…
انزوت في ركن من اركان الحجرة المظلمة
تكورت علي نفسها ارتجفت كهرة صغيرة أغرقها المطر
انطلق نحوها
دارت بنظرها في انحاء الغرفة تتلمس سبيلا للخلاص
فوقع نظرها علي مسدسه الملقي باهمال فوق حلته على المكتب
هناك………انطلقت اليه مسرعة اختطفته لتهدده
فخرجت رصاصة خاطئة استقرت في كتفه
سمع لها دويا عاليا دخل علي اثره كل العسكر بالخارج
قبضوا عليها لم يحاولوا ان يستمعوا لروايتها
******
وفي المحكمة وقف بكل رياء وكذب يقص قصة وهمية
زعم فيها انها كانت علي علاقة بلص الحانوت
وانهما اتفقا سويا علي سرقته
وان مافعلته لم يكن سوي حيلة مدبرة
لتنعم بالغنيمة مع عشيقها
وعندما فك الظابط اطراف اللغز
همت لتقتله
حتي لا يدينها
صرخت كما شاء لها الله ان تفعل
حاولت ان تبرر ماحدث ولكن
من يستمع لفتاه فقيرة تفترش العراء
………………….
وسيقت الى السجن بتهمة الشروع في قتل رجل شرطة
وحكم عليها بقضاء عشر سنوات خلف اسواره الموحشة
***
العجيب في الامر ان دبيب الشر لم يجد طريقه اليها
رغم ما مر بها , فظلت ككقطرة ندي تنزع
الهموم والاحزان عن قلوب قريناتها
في السجن تعلمت التمريض ومضت
تخفف ألآم الناس لعل آلآمها تسكن
وظلت على حالها هانئة مغتبطة راضية بقضاء الله
علمت في قرارة نفسها
انها لوعادت لفعلت مثلما فعلت وما أغضبت ربها
ابداً……….ومضت في طريق الفضيلة الي ان يأتي الأجل
تعلمت الصبر كما لم تتعلمه من قبل
وباتت تنتظر لحظة الخلاص
فعما قريب او بعيد سيفتح هذا الباب الموصد
وتخرج
لا لان تنتقم من هذا الرجل
الذي اساء اليها وساقها الي هذا المكان
بل لتخفف هموم البشر الي ان يحين الأجل
وترنو إلى لقاء الله راضية مرضية
ومضت السنوات سريعة عليها دون ان تدري
خرجت ولم تمحو سنوات الشقاء
لمحة واحدة من فتنتها وجمالها
بل خرجت منه كما لم تدخله
فقد صبغ الصبر والايمان على وجهها جمال على جمالها
فقد لبست ذلك الثوب الذي لبسته منذ برزت إلى الوجود
ثوب الكرامة والفضيلة والنقاء
وقررت ان تكمل عملها التي بدأته خلف الأسوار
فالتحقت بأحدي المستشقيات الخيرية
لتواسي المرضي طيله حياتها الباقية
راضية غير متبرمة
***
دخلت المستشفي
واخلصت في عملها الى الله
فسهرت علي المرضي
واحسنت مواساتهم
حتي اصبحت مضرب للمثل
في صلاحها وتقواها
*****
وفي يوم من الايام جاء مريض
قد علمت من الاطباء انه كان رجل شرطه كبير
وكان مضرب للامثال في المجون والفساد
استطاعوا ان يثبتوا عليه جريمة خيانته لشرف المهنة
فدخل السجن بعدما حرمته الدولة
من مهام وظيفتة
وسيق الي السجن
ليقاسي فيه كل الوان العذاب والالام
بما لا طاقة لمثله بالإحتمال
فسقط مريضا لا يحفل به احد او يواسيه مواس
حتي اشتد عليه مرضه واتوا به إلى هنا
فطلبت من الطبيب ان تتولي متابعته والسهر على حالته
وما ان دخلت عليه حتي عرفته
رغم تغير صورته
واستحالت حالته فلم تستطع ان تملك عينها من البكاء
وتذكرت المظالم التي نالتها وما اقترفت ذنبا ولا جنيا
حتي اوردتها هذا المورد من الشقاء
وهمت لتنتقم
………..
حتي حال بينها وبين ذلك
إيمانها
وتذكرت مقوله كانت تقول:
(
العفو
مرارة ساعة
ثم النعيم إلى الأبد
والإنتقام لذة ساعة
ثم الشقاء الدائم الذي لا يفني
)
ومضت الايام , تعالج هذا المسكين
بإخلاص , وتقوم علي خدمته ليلها ونهارها
حتي تماثل للشفاء
..
واقبل عليها بكل رقة وعرفان بالجميل
وقد تبدل حالته إلى حال وسألها:
هل تقبلين الزواج مني
فانا تغيرت علي يديك وسأصير إنسان
…
سعادة قلبي وكل مناه
ان تصيري أميرته
نظرت اليه دامعة وقد صعقها قوله وقالت:
أتعلم ؟
ان الموت لاهون لي
من ان اصبح زوجة لرجل استحالت حياتي
إلى جحيم علي يديه
فزج بي خلف الاسوار
لأتجرع نزيف كبريائي وحطام شرفي وسمعتي
وأجمل سنوات عمري
………
فجن جنونه……وظل يحدق النظر في وجهها طويلاً
حتي عرفها
فتناهض من مكانه
وانكب يقبل الأرض التي تلامس قدميها
يسألها العفو……….يسألها الرحمة
من عذاب ضميره
جثي فوق ركبتتيه وقال لها:
أحبك كما لم يحب رجل امراة من قبل
….
اغفري لي
سامحيني
…………..
لم تفعل شيئا فقط القت عليه نظرة
حملت كل معاناتها طيلة هذه السنين وقالت:
ولما لم ترحمني
………………………..
اذهب فسأعفو عنك اولاً
تعلم لماذا ؟
لان
العفو أشد أنواع الإنتقام
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
*****
“
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ
وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
“
وكتب كريم الشاذلي
بتصرف قليل
******
الإنتقام .. فن
إذا ما هُزمت يوما في معركة من معارك الحياة
فيجب أن تنتقم
..!
إذا ما سبقك أحدهم نحو غاية كنت ترنو إليها
فأنصحك أن تنتقم
..!
إذا ما تعثرت ، أو كبوت ، أو أخفقت
فلملم جنانك كي تنتقم
..!
…..
لا ننسى يا صديقي إخفاقاتتنا أبداً
نجعلها كوغز الإبر ، تهيجنا لننتقم
وانتقامك من السقوط والفشل
فقط بالنصر الساحق .
**********
يقول الأستاذ القدير عبدالوهاب مطاوع ـ رحمه الله ـ :
(
أفضل وسيلة للانتقام ممن يسيؤن إليك
هو ألآ تكون مثلهم
..
تجنب أن تسلك نفس سلوكياتهم المريضة في حياتك
ترفع عن الرد عليهم
ليزداد شعورهم
بحقارتهم وتفاهة شأنهم وانحراف أخلاقياتهم
..
)
هذا هو الانتقام الذي أريده يا صديقي
وليس الانتقام السلبي الذي يقضي على قلوبنا
ويأكل من أروحنا بشراهة .
يقول الله سبحانه وتعالى
(هو أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ )
إن الغفران والتسامح
شيء في غاية الأهمية
كي نستطيع أن ننتقم بشكل أروع
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لعل كلمة الانتقام قد أزعجتنا يا صاحبي
نظراً لكونها تدلل على معنى سلبي
لكننا هنا نريد وجهها المقبول
نريد نارها الإيجابية
التي تلسعنا
كي نكون الأفضل
كيف ننتقم
!؟
يقول وينستون تشيرشل
ـ رئيس وزراء بريطانيا في الحرب العالمية الثانية ـ
كلٌ منا له يوم .. وبعض الأيام أطول من بعضها
*****
دعنا نرى رؤوس أقلام
للإنتقام
…..
إذا ما اضطربت حياتك العاطفية
فيجب عليك أن تبدأ في الإنتقام
بأن تكون أفضل مما يتوقع الجميع
اختلي بنفسك لوقت ، أعد حساباتك مرات ومرات
حلل بموضوعية تامة سلبياتك
إبدأ من فورك في تغيير تلك السلبيات
ولا تقع اسيراً لها
إقرأ كثيراً ، إستشر أهل الخبرة
إحضر دورة أو محاضرة عن العلاقات الأسرية
لا تقبل بأن تكون أقل من ذلك الزوج الرائع
الذي يستمتع بحياته الزوجية .
******
إذا ما جفاك صديق ، أو خانك رفيق أو اساء إليك أحدهم
فانتقم بأن تكون أفضل خلقا واحتراما وإيمانا منه
أطمس أي مشاعر سلبية تدفعك للإساءة له
احتسب الأجر عند الله جل وعلى .
********
إذا ما تعثر مشروعك الخاص
أو خسرت أموالك كلها في صفقة
وتنبأ الجميع ان نهوضك أمر غير متحقق
ودعوا الله لك أن يصبرك في مصيبتك
فانتقم من الظرف الحاصل بمعاودة الكرة
وخطط مرة أخرى بشكل أدق
وأعلن للعالم أن ما حدث كبوة جواد
وأنك قادم .. وبقوة .
*********
إذا ما عاندك مديرك في العمل
أو أستاذك في المدرسة ، فكن فوق ما يظنون
وتفوق بشكل يسحق اي دعاوى
يدللون بها على فشلك أو تكاسلك .
*****
إذا ما غلبك شيطانك
فأسأت الأدب مع شخص ما
أو وقعت في عرض أخ لك
أو آذيت أحدهم بقول أو فعل
فانتقم من شيطانك بسيف الاعتذار
إصفعه بإيقاظ ضميرك
وتحسين سلوكك
وطلب السماح والعفو
ممن أسأت إليه .
*********
إذا ما أسرك هواك
وغلبتك نفسك ، وطالت غفلتك
فانتقم منهم بالرجوع إلى حظيرة الإيمان
وتسلح بالتوبة ، وقض مضجعهم
باستغفارك وإنابتك إلى الله .
******
وعلى هذا المنوال فسر يا صديقي
لا تَزْل لك قدم ، أو تصيبك كبوة
إلا ويكون ردك عليها قاسياً حاسماً
يعيد لك اتزانك من جديد
وتعلم .. فن الانتقام
)))))
قال الله تعالى
(
وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ
وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ
(133)
الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
(134)
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ
ذَكَرُوا اللَّهَ
فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ
وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ
وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ
(135)
أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ
(136)
)
بسم الله الرحمن الرحيم
تجميع واعداد بتصرف
أفضلَ وسيلةٍ للانتِقام؛ ممن أساؤوا إلينا؛ «أن لا نَكُنْ مثلَهم في الإساءة». ليزدادوا معْرِفةً لأنْفُسِهِم ولسَجَايَاهم؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. قَالَ: ” لَئِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ” والمعنى: فكأنما تُلقِمُهم الرَّمادَ الحارَّ في أفواههم.. وقد قال جعفرُ الصادقُ رحمه الله تعالى: “لأَن أندمَ على العفوِ عشرين مرةً؛ أحبُّ إليَّ من أن أندمَ على العقوبةِ مرةً واحدةً”.
أدبيات الإنتقام
معنى الانتِقَام لغةً:
الانتقام مصدر انتقم،
إذا كافأَه عقوبةً بما صنَع. والنِّقْمَةُ العقوبة،
وانْتَقَمَ الله منه أي: عاقَبَه، والاسم منه: النَّقْمة،
ونَقَمْت ونَقِمْتُ: بالَغْت في كراهة الشَّيء
معنى الانتِقَام اصطلاحًا:
“الانتقام هو: إنزال العقوبة مصحوبًا بكراهية
تصل إلى حدِّ سَلْبُ النِّعمة بالعذاب”
الإنتقام : أن تركض خلف كلبٍ تعضه كما عضك ..
والانتقام عمومًا يعني الإجراءات المتخذة
من قبل فرد أو مجموعة محددة
خارج حدود السلوك القضائي أو الأخلاقي
****
تعلم فن الانتقام
الانتقام .. فن
إذا ما هُزمت يوما في معركة من معارك الحياة .. فيجب أن تنتقم ..!
إذا ما سبقك أحدهم نحو غاية كنت ترنو إليها .. فأنصحك أن تنتقم ..!
إذا ما تعثرت ، أو كبوت ، أو أخفقت .. فلملم جنانك كي تنتقم ..!
في التلمود حكمة ؛ إستقم واعمل بجد وكفاح
عندها تكون قد أذقت أعدائك المر ، وجرعتهم العذاب والحسرة .
لا تنسى يا صديقي إخفاقاتك أبدا ،
إجعلها كوغز الإبر ، تهيجك لتنتقم ،
وانتقامك من السقوط والفشل يكون بالنصر الساحق .
وقيل :: أفضل وسيلة للانتقام ممن يسيؤن إلينا هو ألا نكون مثلهم ..
تجنب أن تسلك نفس سلوكياتهم المريضة في حياتك ،
ترفع عن الرد عليهم
ليزداد شعورهم بحقارتهم وتفاهة شأنهم وانحراف أخلاقياتهم ..
هذا هو الانتقام الذي أريده يا صديقي ،
وليس الانتقام السلبي الذي يقضي على قلبك ويأكل من روحك بشراهة .
يقول الله سبحانه وتعالى
(هو أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ )
إن الغفران والتسامح شيء في غاية الأهمية ،
كي نستطيع أن ننتقم بشكل أروع ! .
كيف ننتقم !؟
يقول وينستون تشيرشل ـ رئيس وزراء بريطانيا في الحرب العالمية الثانية ـ ( كل منا له يوم .. وبعض الأيام أطول من بعضها ) . لذا سنرى رؤوس اقلام للانتقام الذي سيحين يومه :
إذا ما اضطربت حياتك العاطفية؛ فيجب عليك أن تبدأ في الانتقام؛ بأن تكون أفضل مما يتوقع الجميع ، اختلي بنفسك لوقت ، أعد حساباتك مرات ومرات ، حلل بموضوعية تامة سلبياتك ، إبدا من فورك في تغيير تلك السلبيات ولا تقع اسيرا لها ، إقرأ كثيرا ، إستشر أهل الخبرة ، إحضر دورة أو محاضرة عن العلاقات الأسرية ، لا تقبل بأن تكون أقل من ذلك الزوج الرائع الذي يستمتع بحياته الزوجية .
إذا ما جفاك صديق ، أو خانك رفيق ، أو اساء إليك أحدهم ، فانتقم بأن تكون أفضل خلقا واحتراما وإيمانا منه ، أطمس أي مشاعر سلبية تدفعك للإساءة له ، احتسب الأجر عند الله “جل جلاله “
إذا ما تعثر مشروعك الخاص ، أو خسرت أموالك كلها في صفقة؛ وتنبأ الجميع ان نهوضك أمر غير متحقق؛ ندعوا الله لك أن يصبرك في مصيبتك ، فانتقم من الظرف الحاصل بمعاودة الكرة ،
وخطط مرة أخرى بشكل أدق ، وأعلن للعالم أن ما حدث كبوة جواد ، وأنك قادم .. وبقوة .
إذا ما عاندك مديرك في العمل ، أو أستاذك في المدرسة ، فكن فوق ما يظنون ، وتفوق بشكل يسحق اي دعاوى يدللون بها على فشلك أو تكاسلك .
إذا ما غلبك شيطانك فأسأت الأدب مع شخص ما ، أو وقعت في عرض أخ لك ، أو آذيت أحدهم بقول أو فعل ، فانتقم من شيطانك بسيف الاعتذار ، إصفعه بإيقاظ ضميرك ، وتحسين سلوكك ، وطلب السماح والعفو ممن أسأت إليه .
إذا ما اسرك هواك ، وغلبتك نفسك ، وطالت غفلتك ، فانتقم منهم بالرجوع إلى حظيرة الإيمان ، تسلح بالتوبة و الإستغفار والإنابة .
وتعلم .. فن الانتقام ..
منقولا عن جزاه الله خيرا لا نعرفه
إن طِيب النفسِ، وحُسن الظنِّ بالآخرين، وقَبول الاعتذار، وإقالَة العَثرة، وكظم الغيظ، والعدل في النَّصَف أو العقوبة، كلها معاييرُ نقاءٍ وصفاءٍ، وعلاماتٌ للنفسِ الراقيةِ المُتشبِّثةِ بهديِ الإسلام الراقِي في التعامُل مع النفس ومع الآخرين.
ومتى ما خرجَ الانتصارُ للنفسِ ممن أخطأَ في حقِّها أو ظلمَها عن تلك الصور والمعايير؛ فإنه الولوجُ في دائرة حبِّ الانتقامِ، ولا شكَّ.
وإذا اصطبَغَت النفسُ بحبِّ الانتقام ووقعَت في شباكه؛ فإن الغِلظةَ والجَبَروت والبطشَ والإسرافَ والحَيف هي العلاماتُ البارِزةُ التي تحكُمُ شخصيةَ المرءِ الذي سيُشارُ إليه بالبَنَان على أنه رمزُ الظلمِ والنَّذَالة والوحشيَّة؛ لأن المعروفَ عن الانتقام أنه إنزالُ العقوبةِ مصحوبةً بكراهيةٍ تصِلُ إلى حدِّ السَّخَط والحقد والإسرافِ في العقوبة، الذي يُفرِزُه جنونُ العظمة وحبُّ القهر، كما قال فرعون: {مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى} [غافر: 29]، وكما جاء عن قوم عاد: {فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} [فصلت: 15].
الانتقامُ يُذكَرُ غالبًا في معرِضِ الذمِّ؛ لكونه مقرونًا بالقسوةِ والغِلظةِ وموت الضمير، وعامةُ الناسِ لا يعرِفون منه إلا هذا المعنى.
وعندما حضَّنا الإسلامُ على العفوِ والتسامُحِ وكظمِ الغيظِ لم يُرِد لنا أن نكون ضُعفاء ولا جُبَناء، ولا أن يغرِسَ في نفوسِنا الذِّلَّةَ والهَوَان، كلا؛ فإنما أرشدَنا إلى ذلكم ليُبيِّن لنا أن اللِّينَ والسماحَة هُما أفضلُ وسيلةٍ لاستلالِ الكُرْهِ من قلبِ من أساءَ إلينا.
ولذا فإن الانتقامَ مع ما فيه من القسوة والجبَروت فإنما هو علامةُ ضعفٍ لا قوةٍ، والضعفُ هنا يكمُنُ في أن الغِلظةَ والتشفِّي لهُما السيطرةُ في قلبِ المُنتقِم على التسامُح والاعتِدال، فمن هُنا صارَ المُنتقِمُ ضعيفًا؛ لأن سجِيَّة الشرِّ والحُمق والهوى هي الغالبةُ أمام نَزوَته ورغبته، وهذا سببُ الضعفِ لدى المُنتقِم؛ لأن التشفِّي طرفٌ من العَجزِ ليس بينه وبين الظالمِ إلا سترٌ رقيقٌ وحجابٌ ضعيفٌ.
ولقد كان من أميَز سِمات النبي صلى الله عليه وسلم أنه بالمؤمنين رؤوفٌ رحيمٌ، وأن رِسالتَه إنما هي رحمةٌ للعالمين، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]، وهذه الرحمةُ والشَّفَقةُ واللِّينُ التي أزهَرَت في فُؤاد النبي صلى الله عليه وسلم هي ما جعلَتْه يتلقَّى الثناءَ من العليِّ الأعلى من فوق سبعِ سمواتٍ: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
ومن هنا نُدرِكُ أن المُنتقِمَ ـ غالبا ـ كالأعمَى، لا يُدرِكُ ولا يُحِسُّ إلا بنفسه، وإذا كان كذلك فإنه ليس أهلاً للعدل ولا للإنصافِ؛ لأن همَّتَه في تحقيق هدفه وشفاءِ غيظه، ليس إلا، فهو عدوُّ عقله؛ لأنه يشينُ حُسنَ الظَّفَر فيقبُحُ بالانتِقام دون أن يتزيَّن بالعفو أو القصد.
المُنتقِمُ ـ غالبا ـ بليدُ الإحساسِ، قد تجرَّدَ من العاطفة، إذا استُغضِبَ زَأرَ، وإذا زأَرَ افترَسَ، وإذا افترسَ أوجعَ، وإذا كان القتلُ يُعدُّ من أنكَى جِراحات الحياة، فإن الله جل وعلا قال فيه: {وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا} [الإسراء: 33].
غيرَ أن المُنتقِمَ من الناس لا يقِفُ عند هذا الحدِّ، ولن يُدرِكَ عقلُه ولُبُّه قولَ الله تعالى: {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ} [النحل: 126]. فهذه الآيةُ دلَّت على الانتِصار من الظالمِ، لكنها في الوقتِ نفسِهِ بيَّنَت أن العفوَ أخيَرُ وأفضلُ، {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ} [الشورى: 40]. ومن أراد أن يلِجَ التقوى من أسهل أبوابها فليعمل بقول الله جل وعلا: {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [البقرة: 237].
لقد ضربَ الانتقامُ والتشفِّي بأطنابِه في قلوب بعضِ الناسِ، وقد ظهرَ ذلك جلِيًّا في تعامُل أب مع ابنِه أو أخيه، أو الزوجِ مع زوجته، فلربما ضربَها، أو حبسَها، أو علَّقَها فلا هي زوجة ولا هي مُطلَّقة، وأذاقَها صُنوف الهوان والذلِّ والإيلام، كلُّ ذلك انتِقامًا وبَطشًا وانتِصارًا لرُجولةٍ زائفةٍ وقلبٍ مُلتاثٍ، وقولوا مثلَ ذلكم في تعامُل جارٍ مع جارِهِ، أو مُديرٍ مع موظَّفٍ، أو أُسرةٍ مع خادمها، أو ما شابَهَ ذلكم من أمثلةِ تبلُّدِ الإحساسِ والدُّونيةِ في التعامُلِ مع الآخرين بعيدًا عن مبادِئِ الدِّين الحنيفِ والأخلاقِ الحميدة.
وليتَ أمثالَ هؤلاء يُدرِكون جيِّدًا أن أفضلَ وسيلةٍ للانتِقام ممن أساؤوا إليهم هي أن لا يكونوا مثلَهم في الإساءة؛ ليزدادوا حقارةً لأنفسهم، وامتِهانًا لسَجَايَاهم؛ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ. قَالَ: ” لَئِنْ كُنْتَ كَمَا تَقُولُ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ، مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ ” والمعنى: فكأنما تُلقِمُهم الرَّمادَ الحارَّ في أفواههم.. وقد قال جعفرُ الصادقُ رحمه الله تعالى: “لأَن أندمَ على العفوِ عشرين مرةً؛ أحبُّ إليَّ من أن أندمَ على العقوبةِ مرةً واحدةً”.
وقد جرَت سنةُ الله أن من انتقَمَ ممن هو دونه انتقَمَ منه من هو فوقَه، وسُنَّةُ الله لا تُحابِي أحدًا.
ولأجل هذا -عباد الله- فإن لذَّة العفو أطيبُ من لذَّة التشفِّي، وذلك أن لذَّة التشفِّي يلحقُها ذمُّ الندَم، ولذَّةَ العفو يلحقُها حمدُ العاقبة، وقد قال الله جل وعلا: {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} [الشورى: 37]، وهذا دليلٌ على أن الانتِقام يقبُحُ على الكِرامِ. وقال أبو إسحاق: (ولم يقل هم يقتلون، وفي هذا دليل على أنَّ الانتِقَام قبيح فِعْله على الكِرَام؛ فإنَّهم قالوا: الكريم إذا قَدِر غَفَر، وإذا عثر بمساءة ستر، واللَّئيم إذا ظفر عقر، وإذا أَمِن غَدَر).
ومَن طَبعُهُ الانتقامُ فهو كالغَيمِ الذي لا يُرجَى صحوُه، يغضبُ من الجُرمِ الخفِيِّ ولا يُرضيهِ العُذرُ الجَلِيُّ، حتى إنه ليُبصِرُ الذنبَ ولو كان كسَمِّ الخِيَاطِ، ويعمَى عن الحسناتِ ولو كانت كجِبال تِهامة، له أُذُنان يسمعُ بإحداهما البُهتان ويصُمُّ بالأخرى عن الاعتِذار، وله يَدَان يبسُطُ إحداهما للانتِقام ويقبِضُ الأُخرى عن الحِلمِ والصفحِ، مثَلُه كمثَلِ من قال اللهُ عنه: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ . وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 205، 206].
فهل يعِي هذا أولئك الجبَّارون المُنتقِمون المُسرِفون الذين يسومون أقوامَهم سُوءَ العذاب، فيُذبِّحون أبناءَهم، ويُرمِّلون نساءَهم، ويُيتِّمون أطفالَهم؟! أولئك الذين باعُوا الضميرَ، ونحَروا الرحمةَ، وأخذَتهم العِزَّةُ بالإثمِ، فعلَوا في الأرضِ، وجعلوا أهلَها شِيَعًا، وقالوا مقولةَ فرعون الأول: {سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف: 127].
غيرَ أن المؤمنين الصابرين يُردِّدون قولَ الله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ . وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ} (الزمر: 36، 37].
والانتقامُ في شريعتنا الغرَّاء مذمومٌ في الجُملة، غيرَ أن ثمَّةَ انتقامًا محمودًا شرعَه الله لنا لإيجاد مبدأ التوازن بين المصالحِ والمفاسِدِ، وعدمِ الإخلالِ بها عن منازلها التي أُنيطَت بها لتحقيقِ مصالحِ العباد ودرء مفاسِدهم، وهذا الانتقامُ المحمودُ إنما يكون ممن انتهَكَ محارِمَ الله، وذلك بالحُدود والتعزيرات والعقوبات المشروعة؛ فقد قال سبحانه وتعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النور: 2]، وعن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: ما ضربَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم شيئًا بيده قطُّ، ولا امرأةً، ولا خادِمًا، إلا أن يُجاهِدَ في سبيل الله، وما نِيلَ منه شيءٌ قطُّ فينتقِمُ من صاحبه إلا أن يُنتهَكَ شيءٌ من محارمِ الله، فينتقِمُ لله عز وجل. رواه مسلم.
فالانتقامُ لغير محارمِ الله معرَّةٌ، كما أن الحِلمَ والبُرودَ أمام محارِمِ الله خيانةٌ عُظمى
عن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قلت: يا نبيَّ الله، الرَّجل مِن قومي يشتمني وهو دوني، أفأنتقم منه؟ فقال النَّبي صلى الله عليه وسلم: “المستبَّان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان”.(رواه أحمد وغيره وصححه الألباني).
فلم يأمر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عياضا بالانتِقَام، بل عرَّفه أنَّهما إن شتما بعضهما فهما شيطانان يكذبان ويتكلَّمان بالباطل.
الوسائل المعينة على ترك الانتِقَام
مِن الوسائل المعينة على ترك الانتِقَام:
1- تذكُّر انتقام الله مِن أهل معاصيه:
قال تعالى:{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} [إبراهيم: 5].قال ابن زيد في قول الله: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ [إبراهيم: 5] قال: (أيَّامه التي انتقم فيها مِن أهل معاصيه مِن الأمم، خوَّفهم بها، وحذَّرهم إيَّاها، وذكَّرهم أن يصيبهم ما أصاب الذين مِن قبلهم).
2- كَظْم الغَيْظ:
قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 133].
قال الشيخ السعدي رحمه الله: (قوله تعالى: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ أي: إذا حصل لهم مِن غيرهم أذيَّةٌ توجب غيظهم، وهو امتلاء قلوبهم مِن الحَنْق الموجب للانتقام بالقول والفعل، هؤلاء لا يعملون بمقتضى الطِّباع البشريَّة، بل يكظمون ما في القلوب مِن الغيظ، ويصبرون عن مقابلة المُسيء إليهم).
3- الخوف مِن ضياع الزَّمان والعمر، وتفرُّق القلب وفَوْت المصالح:
بأن يعلم أنَّه إذا اشتغلت نفسه بالانتِقَام وطلب المُقَابَلة، ضاع عليه زمانه، وتفرَّق عليه قلبه، وفاته مِن مصالحه ما لا يمكن استدراكه.
4- التَّفكير في عواقب الانتِقَام
ومنها: زيادة شرِّ الخصومة: فإذا انتقم لنفسه، تسبَّب إلى زيادة شرِّ خصمه، ومنها ما يصيبه بعد الانتقام من الندم، قال ابن القيم رحمه الله: (فما انتقم أحدٌ لنفسه قطُّ إلَّا أعقبه ذلك ندامة).
وأخيرا فإن لذة العفو وأجره أعظم من لذة الانتقام{ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ}.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين.