بسم الله الرحمن الرحيم
من المؤلم جدا” والمحزن ان يتجاهلك الآخرون دون ان تعلم سبب لذلك التجاهل
ربما لإسباب غير مقنعة أو مبنية على سوء ظن أو فتنة حاسد
أوقناعة وصل لها ذلك الشخص بناء على حدس وإحساس خاطيء
عندها
يتبادر إلى ذهنك سؤال:
هل أستحق ذلك؟ ولماذا يحدث معي كل هذا؟
ماذا فعلت؟
تبحث عن الأسباب ..تشغل نفسك بالتفكير
تستفسر
ولكن لاتجد إجابة شافية
فتظل حزينا على هذا التجاهل
لأنك ترى فيه نوعا من الظلم
وخصوصا” عندما يكون من شخص له مكانة عالية وقدر
فتصبح حائرا”
ولاتعلم ماذاتفعل
لكنك تصل في النهاية إلى قناعة
وهي
بما انني لم أرتكب خطأ ولم يصدر مني أمر مشين
فلا يهمني ذلك العقاب
لايهمني موقعي من الإعراب عند جلادي
لايهمني الغوص في أعماق المشكلة
ولأن المشكلة حدثت من لاشيء
فبقى الأمر لايعني لي شيء
سأقوم الآن بدور التجاهل ليس لذلك الشخص بل للمشكلة بشكل عام
فالعقول الكبيرة لاتتضايق من الأشخاص بل تتضايق من المواقف
ولابد لها من إنتفاضة
ضد كل ما يجرح المشاعر
وضد كل مامن شأنه قتل الفرح في القلوب
فليتجاهلوا قدر مايشاءون
فعلى قدر التجاهل
يزداد العزم والإصرار على النجاح
لأنهم بذلك وضعوا أقدامنا على عتبة من عتبات الرقي
وأشعلوا فتيل الحماس في قلوبنا
حتى نثبت لهم أننا كنا ومازلنا موجودين في قلوب الكثير من المحبين
وتجاهلهم لنا ليس إلا صفعة في وجوههم لأنهم ظلمونا
وسيكتشفون يوما” انهم قدموا لنا هدية لاتقدر بثمن
لأننا عرفنا ذاتنا أكثر
عيوبها ..محاسنها.. وكل شيء فيها
فقررنا إصلاح العيب وإبراز المحاسن
فشكرا” لكل من قدم لنا التجاهل
لأنه سلط الأضواء ووضعنا في الدائرة الصغيرة
نبحث حولنا وفي ذاتنا
لنستخرج منها أجمل مافيها
فشكرا” شكرا” شكرا” من الأعماق
على هذا التجاهل