تنمية بشرية

أكاذيب نسمح لها بالتحكم في حياتنا وإعاقتها ..؟؟

أكاذيب نسمح لها بالتحكم في حياتنا وإعاقتها ..؟؟

أكاذيب نسمح بالتحكم حياتنا وإعاقتها ..؟؟

نقع في شباك بعض المفاهيم الكاذبة، نتناقلها عن الغير، نقولها، نعترف ونؤمن بها ثم نتركها ترسم لنا الحياة وتحدد ملامح شخصياتنا بطريقة سلبية تفقدنا الكثير من نعم الحياة وتضع أمامنا عراقيل تؤخرنا وتجهدنا، وفي الحقيقة هي مجرد أكاذيب تركناها تنمو حتى وصلت بحجم العملاق المدمر. آن الأوان لندركها ونحاربها تماما ونمحوها من العقول والقلوب حتى تستمر مسيرة الحياة بسلاسة وتقدم أفضل.

 

الأكاذيب هي:

1- الاعتقاد أن طلب المساعدة من الغير شيء محرج:

يعتقد كثير منا أن المبادرة بطلب مساعدة الآخرين أو سؤالهم عن ما يحيرنا شيء محرج حينها يقول الإنسان لنفسه “أستطيع القيام بكل شيء بنفسي”، أو بمعنى آخر “يجب أن أفعل كل شيء بنفسي”، وبأسلوب آخر ” ليس لدى أي إنسان يمكن أن يفعل شيئاً من أجلي” وبغض النظر عن كل هذه الأفكار التي يدركها المخ تكون النتيجة هي تحمل أعباء حياتك بالكامل بمفردك بدون مساعدة من أحد حيث تحقق أهدافك خطوة بخطوة، كأن يقوم الشخص بحزم أمتعته من الشقة بمفرده ثم يسحبها خارج المنزل جزءاً جزءاً ينزلها على السلالم، وإذا لم يستطع إنزال شيء ما يقذفه من الشرفة قد ينكسر، وبذلك تتحول الحياة إلى رحلة شاقة جدا يعذب بها الإنسان نفسه.

عزيزي ، لا يمكن أن يستمر الإنسان في هذه الحياة بمفرده، أو تحقيق أي شيء أو النجاح معتمدا فقط على نفسه، بالمنطق لابد من وجود أناس يساعدونك على تدبير أمورك، من يسأل عنك، فلا داع للحرج وهيا اطلب مساعدة من تريد وإذا لم يلبى نداءك اطلب من غيره، لأن الحياة تعاون يوم لك ويوم عليك.

 

2- أشعر بالإرهاق الشديد ولا يمكنني فعل ذلك:

أحيانا يتكاسل الإنسان عن تأدية مهمة معينة مدعيا أنه مرهق بشدة ولا يمكنه، ربما يكون في حالة من الجفاف أو نقص الترطيب، أو لم يتناول وجبة الغداء، أو نسي أن يأخذ المكمل الغذائي الغني بالحديد، أو يعاني من الضغط الشديد، أو يشعر بالملل والإحباط، والحقيقة أنت بحاجة إلى بدء عملية استئناف.

حيث يعتمد الإنسان دائما على كلمة الإرهاق كعذر ليمتنع عن الاعتناء بنفسه حتى في أقل القليل اللازم لإسعاد نفسه.

 

3- الاعتقاد أن شخصاً ما أحمق تماما:

وهذه فكرة تعبر خلال عقول الكثير جدا منا، لكن لسوء الحظ، إنها فكرة تتعلق بأي شخص ساذج وتلتصق بالعقل حيث يمكن لأي إنسان في العالم أن يقرأها، وبصفة مستمرة يفهم أنك تعتقد أنك تنظر لذلك الشخص على أنه أحمق، مما يسبب له الألم ويتغير إحساسه بسرعة تجاهك إلى الحقد والكراهية مما يؤثر سلبا على علاقتك به.

الأسوأ من ذلك أنه لا يوجد إنسان أحمق تماما، ربما يكون لديه بعض من الحمق أو الغباء، فقد يكون الإنسان فاشلاً في جانب من الحياة وعبقرياً في جانب آخر، كفتاة لا تحقق أي نجاح في دراستها، لكنها طاهية ماهرة، أم رائعة.

لذلك إذا وصفت إنساناً بأنه أحمق فهذا من السجون السهلة التي تحبس عقلك بداخلها وتحجب عنه رؤية الحقيقة كاملة وهذا خطر، فقد يكون هذا الشخص مديرك بالعمل، زوجك السابق، جارك وعليك التعامل معه أو التعلم منه.

لذا يجب التعامل مع الناس على قدر عقولهم واحترامهم بدون أن نحكم عليهم أو نتجنبهم بشكل كلي، فلكل شخص وجهان علينا التواصل مع الوجه المناسب لنا.

 

4- أنا متقدم في العمر ولا يمكنني الالتحاق بهذا أو ذاك:

على مدار الحياة يحلم الإنسان ويتمنى القيام بأشياء كثيرة جدا منها ما يتميز بالجدية ومنها ما يعتبر نوعاً من اللهو أو المتعة صغيرا كان أو كبيرا، وبينما هو يحلم بفعلها يذكر نفسه دائما بأنه قد كبر ووصل لسن لا يجوز له القيام بها وتحقيق أحلامه الصغيرة، مع أنه يقدر على تحقيقها، فمثلا نجد هناك شخصاً قد فاته الذهاب إلى كلية معينة كان يتمنى الالتحاق بها وهو صغير ولم تسمح له الظروف، ثم يأتي يوما وتصبح أمامه الفرصة سانحة لتحقيق حلمه فنجده يقول لنفسه ” بعد ما شاب ودوه الكتاب” وهذه عبارة سلبية جدا تغلق كل باب للتعلم أمام كبار السن، مع أن الحقيقة أن العلم لا ينتهي أبدا طالما الإنسان مازال على قيد الحياة بغض النظر عن عمره وقس ذلك على أمور حياتية كثيرة.

لذا إذا رغبت في عمل أي شيء تقدم وافعله ولا تتردد ولا تجعل شيئاً يعيقك ما دمت لن ترتكب ذنباً أو عيباً.

 

5- كل شخص في أسرتي يسخر من الناس ونحن نتقبل ذلك:

ليس شيئاً أخلاقي أن تضحك على سخرية الأشخاص من بعضهم البعض، وليس من المقبول أن تتواجد حتى في هذا النوع من المجالس وتبتسم، أولا لأن الله حرم علينا السخرية من أحد فقد يكون هذا الذي تسخر منه أفضل منك، وثانيا لأن السخرية تصرف في منتهى القسوة، والأفضل أن تتعلم كيف تتصرف بطريقة مهذبة مع الآخرين سواء في حضورهم أو غيابهم فمن يفعل ذلك هو إنسان نبيل وشريف.

 

6- لا يمكنني فعل هذا الشيء:

قد يحكم الإنسان على نفسه بالعجز عن فعل أشياء معينة بدون أن يجرب ولو مرة واحدة، والحقيقة أنه لو تقدم لها سوف يفعلها وقد يكون ذلك الشيء هو السبيل للحفاظ على عمله، تحقيق إنجاز معين في علاقاته مع الغير أو ما شابه ذلك، إنما عبارة “لا أستطيع” جبل يبنيه الإنسان في طريقه حتى يتوقف عن تأدية مهام قد تكون صعبة، لكنها ضرورية للوصول إلى مستوى حياتي رائع أو لتحديد شخصيته.

 

7- لا أهتم بفكرة والدي عني:

نعلم جميعا قيمة الوالدين في حياة كل منا، وأهمية أن يكونا راضيين عنا، لذا يجب الاهتمام والحرص على أن نكون في أفضل صورة تجعلهما ينظران إلينا بطريقة إيجابية، فهما السبيل إلى رضا الله وتحقيق النجاح في الدنيا والآخرة.

 

8- سأخبر هذا الشخص بشيء مثير ومدروس سوف يغير وجهة نظره عن موضوع معين:

الحقيقة أنك لن تغير عقيدة إنسان عن شيء هو مؤمن به؛ فمثلا لا يمكنك أن تجعل إنساناً مؤمناً بالله الواحد أن يغير عقيدته ويؤمن بتمثال بوذا، ولن تقنع أحداً أن يختار مرشحاً تفضله ويترك المرشح الذي يفضله هو.

ببساطة لأنك تستخدم أسلوباً سيئاً وفاشلاً في الجدال، ولأنك من النوع الذي يحب أن يسمعه الآخرون بدون أن يستمع هو لهم، يريد أن يتحدث ويتحدث ولا يقبل أن يقاطعه أو يناقشه أحد فقط لأنك تثق برأيك أنت وتستمتع بالتعبير عنه حتى إذا كان في أسلوبك حجر على آراء وحرية الآخر.

 

9- لا أحتاج إلى مستحضرات العناية بالشعر لأنها أشياء معقدة وغير ضرورية:

أولا، مستحضرات العناية بالشعر أو بأي جزء من الجسم ليست معقدة كما تعتقد، فهي مجرد علبة تضغط عليها وتضع قليلا منها بيديك ثم تفركهما وتمررهما على شعرك أو جسمك، وثانيا بدون هذه المستحضرات سوف تتدهور حالة شعرك مما يجعلك في مظهر بشع، لذا هناك الكثير من المستحضرات بأسعار مناسبة لميزانيتك يمكنك استخدامها وبهذا أنت تحافظ على مظهرك ولا ترهق ميزانيتك.

 

10- هذا الشخص يمكنه فعل شيء ما أفضل مني لذا لا يمكنني القيام به ولن أفعل:

بالفعل قد يتميز شخص بعمل شيء ما أو وظيفة معينة أفضل منك، وهذا ليس مبرراً أن تتوقف عن فعل نفس الشيء وتحاول مرارا وتكرارا حتى تنجح وتثبت وجودك به، فلدينا جميعا مواهب قد تدهش الآخرين إذا توقفنا عن إضاعة الجهد والطاقة بداخلنا بكلمات التثبيط والإحباط.

 

11- أنا لا أخشى شيئاً:

كذب، كلنا نخشى ونخاف، وهذه حقيقة مرتبطة بالبشر جميعا، لذا لابد من التوقف عن هذه الكذبة ويجب الإقرار بداخلك أنك تخاف، لكن علينا استخدام هذا الخوف كوسيلة للحماية والحرص عند البدء في عمل ما وليس عذراً للتوقف عن تحقيق أهدافنا في الحياة أو مواجهة ما علينا مواجهته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى