أيقظ قدراتك.. واصنع مستقبلك”، هو عنوان المحاضرة التي ألقاها الخبير العالمي في التنمية البشرية الدكتور إبراهيم الفقي في جامعة حلوان،
بدأ د. الفقي محاضرته بذكر قصة عالم الجيولوجيا الياباني، والذي وجد طفلًا يحمل حجرًا، فقال للطفل: بكم تبيع هذا الحجر؟ فقال الطفل: أنا لا أريد نقودًا.. أريد حلوى وشيكولاته، فأحضر له ما أراد.. وأخذ العالم الحجر وقام بفحصه 14 مرة، فتبين له أنه قطعة من الألماس، وكانت أكبر قطعه في ذلك الوقت، وقدر ثمنها بـ 100 مليون دولار، إلا أن الطفل لم يكن يعلم قيمتها.
ثم اتجه للجمهور الحاضر وقال لهم: بداخل كل واحد منكم كنز لا يعرفه، وتكمن المشكلة في أن تعرف قدر نفسك وتوظف قدراتك وتكتشف إمكانياتك، ولا تكن كمثل هذا الطفل الذي كان يحمل كنزًا كان من الممكن أن يرفعه هو وأسرته، وربما بلده أيضًا.
وذكر أن من أسباب العجز هو أن يجد الإنسان لنفسه عذرًا يتعذر به، ويعلق عدم نجاحه على الآخرين، ويجعل نفسه أسيرًا للمعتقدات السلبية، كمن يقول:
أصل بابا.. أو أصل ماما.. أو أصلهم ظلموني.. أصل فيه كوسة وفيه محسوبيات.
إلى غير ذلك من أسباب واهية، حتى يصبح الشخص والعذر شيئًا واحدًا، ويصاحبه العذر طوال حياته، ويقف مانعًا له دون النجاح، ويأتي آخر اليوم يبحث عن حصيلة يومه، فيجده باقة من الأعذار.
“الأحلام تتحقق بإذن الله.. لكن بشرط ألا تمشي خلف الأعذار”.
وأكد الدكتور أنه من خلال سفرياته إلى أكثر من 34 بلدًا وتدريبه لأكثر من مليون شخص، أن الإنسان هو الإنسان، في أي مكان في العالم، الكل يريد أن يصبح سعيدًا، لكنه لا يعرف كيف يصل إلى هذه السعادة.
“البعض يقول: أنا أكون سعيدًا حين….”، ويضع المسببات للسعادة.. الكل يبحث عن طريق السعادة، مع أن السعادة نفسها هي الطريق.
“سادة الحياة هم الذين يجعلون من السعادة عادة في حب الله سبحانه”.
كما أضاف أن الحماس لدى الإنسان لا يضيع؛ إنما الذي يتغير هو تركيز الإنسان، وأن الله وهب الإنسان قدرات كثيرة؛ أعظمها هو “العقل”.. فهو هدية من الله تعالى للإنسان، فالعقل به أكثر من 150 مليار خلية.
كما أن سرعة العقل أسرع من سرعة الضوء؛ حيث تبلغ سرعته 186 ألف ميل في الساعة. ويستوعب 2 مليون معلومة في الثانية.
والعين تتحرك أكثر من 18 ألف مرة في اليوم.. ويتولد منها طاقة كهرومغناطيسية.
كما أن العين تميز بين 10 مليون لون في الحالة.
ولدى الإنسان 14 ألف مليون حاسة.
والقلب ينبض 100 ألف نبضه في اليوم.
والإنسان به طاقه تولد كهرباء تكفي أسبوعًا بأكمله.. وتبلغ قيمتها 85 مليار دولار.. وهذا ما فعلته اليابان؛ حيث قامت بتوليد كهرباء من جسم الإنسان، ففي الإنسان قدرات لا محدودة أعطاها الله له لكي يستغلها.
ثم عدد د. إبراهيم الفقي عوامل النجاح..
فقال: أولها: أن يكون لديك ارتباط متكامل بالله سبحانه وتعالى؛ لأن ارتباطك بالله هو سلسلة جميلة تبدأ بالإيمان، ثم يحصل الاستسلام لله، ثم تحصل الطاعة، ثم يحصل الإخلاص، ثم يحصل الوفاء، ثم يحصل التوكل والتفاؤل، وقد قال الله تعالى: “فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ”. والله هنا أكد الأمر بالفاء.. ومعنى ذلك أنك تتوكل مع الأخذ بالأسباب.
وعزمْت.. أي أخذت بالعزيمة.. والعزم من الفكر.. ويأتي من الحواس الخمس وهي حواس الإدراكات، فتضعها في الفعل وتخطط له وتقيمه وتعدل فيه، وتتعلم منه، مع الإصرار والتعلم.. كل هذا في كلمة العزم والعزيمة.
وبعد أن تقوم بكل هذا فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين الذين يأخذون بالأسباب. ولكن إذا أخذت بالأسباب فقط ستفتن بالأسباب فتهلكك الأسباب، فيجب أن تتوكل على مسبب الأسباب.
والارتباط بالله يصل بك إلى مرحلة تمنعك من ارتكاب الخطأ، وكل أمر تفعله تجد نفسك تفكر في الله سبحانه وتعالى.
الأمر الثاني من عوامل النجاح: هو “الصحة”.. فأنت لن تحقق هدفك بجسد سقيم، وبدون الصحة لن تنجح أبدًا، فلابد أن تهتم بها، وتجعل لنفسك برنامجًا رياضيًا تمارسه يوميًا.
وأنا عن نفسي وقد بلغت سن الستين، أمارس الرياضة ساعة على الأقل يوميًا.
تخيل أنك لو مشيت في اليوم 12 دقيقة سوف تحرق 320 سعرًا حراريًّا.
نحن نجلس أمام الكمبيوتر والتلفزيون بمعدل 50 ساعة في الأسبوع، وهذا ما جعل نسبة التوتر والاكتئاب في زيادة مستمرة.
ومن الحفاظ على الصحة عدم التدخين.. فقد أثبتت الأبحاث الآتي:
1.أن سيجارة واحدة بها 214 سمًا.
2.أن سيجارة واحدة تسبب 14 نوعًا من السرطان.
3.أن سيجارة واحدة تسبب الشلل الرعاش.
4.أن سيجارة واحدة تسبب الزهايمر.
5.أن سيجارة واحدة تسبب الفشل الكلوي.
6.أن سيجارة واحدة تسبب الجلطة المخية.
7.أن سيجارة واحدة تسبب عجزًا جنسيًّا عند الرجال.
ومعظم الشركات العالمية مُنع فيها التدخين نهائيًا، وتُوقِع عليك غرامة ألف دولار.
العامل الثالث من عوامل النجاح: هو “الأخلاق”.. فكيف يتأتى النجاح لشباب همه اليومي هو البحث عن الفتيات، ويضيع وقته في الجلوس معهن؟.
وكيف يتأتى النجاح لفتيات متبرجات كاسيات عاريات.. والعجب من فتيات يلبسن الحجاب وفي نفس الوقت يلبسن ثيابًا ضيقه.. وكأنهن مِنْ أعلى مع الله.. ومِنْ أسفل مع الشيطان.
العامل الرابع من عوامل النجاح: هو “الانتماء”.. الانتماء لله.. والانتماء للرسول.. والانتماء للصحابة والصالحين.. والانتماء للوطن.
تتحدث عن وطنك أحسن الكلام بدون عصبية أو تعصب.. إنما بالحجة والمنطق.. وأن تكون في أحسن صورة من أجل أن يحترمك الناس.
ذات مرة سألتني إحدى الشخصيات الهامة في أمريكا.. وتعد الخامسة على مستوى العالم في تخصصها.. فقالت لي:
دكتور الفقي، ما الذي أعطاك الحق أن تحدثنا نحن عن النجاح؟
وهذه تفرقة عنصرية منها.
فلم أتعصب ولم أتشنج.. وإنما بأقل هدوء.. قلت لها:
هل بدأت من تحت الصفر؟
قالت: لا
هل وصلت إلى الإدارة العليا.
قالت: لا
هل أخذت جائزة أحسن مدير عام في أمريكا الشمالية؟
قالت: لا
كنتِ لا شيء وأخذت بطولة في بلدك؟
قالت: لا
هل أخذت بطولة إفريقيا؟
قالت: لا
هل أخذت بطولة العالم العربي ثلاث مرات؟
قالت: لا
هل أخذت بطولة بلدك 11 مرة ؟
قالت: لا
هل تعلمت 4 لغات؟
قالت: لا
هل أخذت 32 دبلومة ؟
قالت: لا
هل تحبين أن أكمل ؟
قالت: لا
العامل الخامس من عوامل النجاح: هو “الثقة بالنفس والاعتزاز بالذات”.. فأنا أقول دائمًا: إن لم تجعل لنفسك قيمة ستقع في أي قيمة.. وإن لم تكن تحترم نفسك فلا تنتظر أن يحترمك الناس.
لا تشغل بالك بأنك طويل أو قصير.. وسيم أو قبيح.. صوتك حسن أو رديء.. فإن هذا يبعدك عن هدفك.
لقد ساوموني ذات مرة على أن أكون ضمن أشهَر ثلاثة مدربين تنمية بشرية في العالم مقابل أن أغير اسمي من إبراهيم إلي براين، فقلت لهم:
“غدًا سآتيكم باسم جديد”..
إلا أني جئت في اليوم التالي وقلت لهم:
“أنا اسمي إبراهيم محمد السيد الفقي.. مسلم جدًا.. مصري جدًا.. عربي جدًا.. غصبًا عنكم”.
فقالوا لي: “إذًا، قل أنك نجحت لأنك درست وتعلمت في كندا”.
فقلت لهم: “لا أنكر أني تعلمت واستفدت منكم.. لكن لحم كتافي من خير بلدي”.
فرضخوا لأمري، لأني أعلم أني إذا تنازلت مرة سوف أتنازل كل مرة، فالمؤمن قوي في نفسه وفي ذاته، وليس معنى أن نعيش في الخارج أن ننسلخ من جلدنا وننسى أنفسنا.
الأحلام تتحقق، لكن أيقظ قدراتك.. واصنع مستقبلك.
قل دائمًا: (اللي ما يموتنيش يخليني أقوى).
قل دائمًا: شكرًا لمن قال لي: لا؛ لأني بسببه أصبحت أقوى.
قل دائمًا: رأيك فيَّ لا يدل عليَّ.. ولن يدل عليَّ
تأكد دائمًا أن الله إذا أغلق بابًا فتح لك أبوابًا أفضل، فلا تظل واقفًا عند الباب المغلق وتترك المفتوح.
واعلم أن أفضل وسيلة للانتقام هي النجاح.
أيقـظ قدراتك وأصنع مستقبلك