– بسم الله الرحمان الرحيم –
– بقلم : يونس الصديق { حصري لمنتدى اللمة الجزائرية }
– عنوان المقـالة : أيها العامل الصـالح دع عملك يدافع عنك
السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته
الحمد لله علي نعمة الاسلام ، ونستعينه حين السير الدؤوب في الدنيا ذلك السير الجميل السهل في أعين العابدين الصالحين والوعر المنحدر أمام الكافرين المنافقين ، وأحمد سبحانه وتعالى علي نعمة العقل ونعمة القلب ونعمة الانسانية ، كما أصلي وأسلم وأبارك علي نبيه العظيم خير خلق الله وخاتم الرسل صلي الله عليه وسلم
انما الدنيا مدينة العجائب بها مساكننا بأشكال متنوعة وبها أرض واسعة مسطحة تحملنا وهواء هو سبيل حياتنا و حياة غيرنا ، نمشي فيها باسم البشرية فترانا نتقنه تــارة ونسقط في وديان الأخطاء والذنوب تارة أخرى ، نصبر علي بلاء كتبه الله عز وجل مرة وننيأس ونقنط مرة أخرى ، نقاتل من اجل الخير والسلام يوم حلاوة الايمان ونقتل الخير والسلام يوم مرارته انها المدينة العجيبة ذات الحلقات السعيدة والمحزنة ، حلقاتها السعيدة لا تكتمل ولا تحلو الا بايصالها بالأخرى الحزينة ، هكذا تعلمنا نحن البشر تعلمنا أن ما يبكينيا اليوم ربما سيجعلنا نضحك غدا وما أسقطنا العام الماضي قد علمنا معني السقوط كما علمنا كيف نقف اليوم .
أنت أيها العامل في سبيل الله ، انك علي طريق عظيم …. نعم أنت … أيها المثابر المجتهد والله لن تلمس النار جلدك ، لانك كرست دنياك لنعمة عظيمة وهي العمل ، نراك عــالما كبيرا تفيد البشرية جمعاء وتجمعهم علي كلمة الحق وتحثهم علي شد حبل الله وايصال الرحم ، ونراك كــاتبا مميزا تدخل روح الشجاعة والايمان في قلوب الناس فتدمع الأعين ويحن القلب وتقوي العقول وتعمل ، ونراك عضوا نشيطا في منتدى اللمة الجزائرية تفيد الاخوة بكل ما لذ وطاب من الفائدة والثقافة والكلمة الطيبة فتكسب القلوب وتزرع المحبة بينهم ، حتي اننا نراك مشرفا / مراقبا تحرص علي سلامة وأمن هذا البيت المبارك وتساعد الأعضاء وتزرع الأفكار الجميلة الخيرية وتبعد ما يشوه اسلامنا العريق … فكيف كل هذا ولا نقف لك وقفة الاحترام المكتسبة ، ووقفة الحب المباركة .
لكــن ، يا أيها العامل الصالح تريث قليلا ولتعلم ان لكل خطوة رابحة من خطوات هذه الدنيا ضريبة معنوية ، وكلما كبرت الأرباح كبرت معها الضرائب المفزعة ، نعم انها أيدي الحاقدين الموجعة تصد طريق نجاحك ذات يوم فتشقه شقا وتبدأ في انهاء مسيرتك الخيرية وموهبتك النادرة فلا تترك مبدأ * الموهبة أساس كل شيئ * وحيدا في ظلمة يصارع الأعداء في اعماقك فالموهبة النادرة وحدها لا تكفيك يا أيها العامل الجاد وهذا ما يذكرنا بالكاتب المسرح الانجليزي نويل كاوارد الذي يقول :
” آلاف الناس يمتلكون الموهبة. ويمكن أن أهنئك أيضا لأن لديك عينين في رأسك. ولكن الشيء الوحيد المهم هو: هل لديك القدرة على التحمل ؟ “
نعم هي القدرة علي تحمل مشاق الدنيا ووساوس الشيطان والعدو البشري الطاغي الذي اذا ما ضعفت امامه فانك سترفع رايات بيضاء لونها ، عليك ان تكون صابرا محصنا نفسك بدرع الايمان مؤمنا بقدراتك ومصرا علي نجاح مشروعك داعيا الله ومتيقنا من الاجابة فهؤلاء هم أناس خلقو لكي يفسدو و هنا نذكر نبذة من كلمات عائض القرني المشهورة في هؤلاء : إنك سوف تواجه في حياتك حربا! ضروسا لا هوادة فيها من النقد الاثم المر ، ومن التحطيم المدروس المقصود ، ومن الإهانة المتعمدة مادام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع ، ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتفر من هؤلاء ، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك.
إن الجالس على الأرض لا يسقط ، والناس لا يرفسون كلبا ميتا ، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحا ، أو علما ، أو أدبا ، أو مالأ ، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك
فلتتسلح بالثقة ولتتقن فن التجاهل فهو فن لا يتقنه الا العظماء أمثالك ، ولتجعل اخلاقك السامية ايضا سلاحا في معارك كهذه ولتعدل علي كل خطأ تقوم به في حياتك وبسرعة كبيرة والأهم ان تجعل أعمالك الناجحة وانجازاتك العظيمة هي من تدافع عنك لا لسانك .
وأخيرا ، هي مقالة بسيطة كتبتها بقلمي الخاص كهدية بسيطة لكل عضو او مشرف او مراقب في اللمة ، وكل عامل وانسان صالح في الحياة فأتمني ان تكون مفهومة وقد أدت ما عليها من واجب .
وبارك الله فيكم ورزقكم الحياة السعيدة والاخرة المرجوة