تنمية بشرية

إحترامك للآخرين.. هو إحترام لنفسك..

خلق الله سبحانه و تعالى كل شيء بالحق ،و الحق هنا هو جلال الله سبحانه و تعالى ،

الإحتــــرام نابــع من الإيمان ، و هــــو محــاكاة النــفس مع ما حولــها من أمــور ،
تــتلخـّص بقـــبول كل شيء على ما هو عليه ، و إضافة مالديك بحدود و بقــــيود ،
فلا شـــيء اســـمه ” فبركة ” ، و لا شيء اسمه ” تحدي ” ، الا بعقول خانــــتها
لـحظــات راكــــدة العــيش ، و كــأنـــها ملــكت الدنــــيا و ما علــــيهــــــــــــــا ،

إذن نحــن بــصدد حــرب أفــكار ، و معها تبدأ المعاني بشد ّ رحيلها نحــو مكان
هي أرادت لــه ان يــكون ملاذها عبر بوابة الــرقي ّ بالتعامل مع الآخــريــــن ،

ربما هي لحظات حتى يفصل الحق بهكذا قضايا معلـّقه بين العقول و الأفكار ،
و قلمك يساعدك إن أعطيته حرية التعبير ، دون المساس بالمـُثل و لا بالقيم ،

التربية أساس كل شيء ، و العمر ايضا ً له دور ، فــكــما ان هناك اشخاص
تجاوزوا عمر المراهقه بكثير ، الا ان عقولهم مازالت تنضح بفكر شريد مـُبهم ،
و بالجانب الآخر نجد ان هناك من عمرهـ دون سن المراهقة ، و لكنه فرض
عـــلى نـــفـــســه قــبــل غــيــره ” مـــعـــانــــي الإحــــتـــــرام “

الاحترام مفهوم بدأ بالتغير في الآونة الأخيرة، ما هو الاحترام؟ ومن هو الشخص المحترم؟ مسألة أصبحت تحتاج إلى كثير من التأمل والدراسة، لكن الأكيد أن هذا المفهوم لم يعد يهم الكثير من الناس، فالمهم في الحياة أن نصل إلى ما نريد، فما هي أسباب غياب الاحترام بين الأبناء والآباء، الزوج والزوجة، الطالب والمعلم، بالإضافة لغيابه بين الناس عامة،

في هذا الموضوع سنلخص معنى الإحترام في المجتمع, موضحين فقدان ذلك المفهوم بين الناس,و ما الطرق و الإرشادات التي تكسبنا
إحترام ىلآخرين:

إن الإنسان ليس في حاجة إلى أن يكون غنياً أو ناجحاً أو ذا نفوذ لكي يستحوذ كل الاحترام والتقدير من الناس، بل يجب عليه التزام القيم واحترام نفسه والآخرين، حتى ينال احترام الناس وتقديرهم، والاحترام يحمل معاني عميقة ومختلفة بأوجه وصور متعددة، كما أنه الطريق الأنجح والأضمن لزيادة الروابط والعلاقات مع الناس في المجتمع.

نصائح لاكتساب احترام الآخرين

افعل ولا تفعل
لا تقلل من شأنك فالإنسان يفقد احترام الآخرين عندما يقلل من شأن نفسه وقدره أمامهم، فكما ذكرنا سابقاً، احترام المرء لنفسه هو المفتاح الأول في احترام الآخرين له، فهو الأولى باحترام نفسه، فلا ينبغي عليك التقليل من قدر انجازاتك أو تصرفاتك مهما كانت بسيطة أو صغيرة، ولا ينبغي أن تنسب ذلك إلى الظروف أو الحظ، الذي سيترك انطباعاً سيئاً لدى الآخرين، ومهما كان الفعل صغيراً فلا تنسى أبداً ولا تنكر على نفسك، أنك عملت لذلك وسعيت لتحقيقه حتى تكتسب احترام الآخرين مهما كان إنجازك صغيراً.

اعترف بأخطائك
فالذين يتظاهرون بأنهم على حق دوماً يفقدون الاحترام، لأن الناس تراهم على أنهم مخادعون، ويقبلون الهزيمة مهما كانت المواقف، وهذا السلوك يولد قلة الاحترام بمرور الوقت وتراكم المواقف المختلفة.

ابتعد عن الاعتذار المتكرر
فالاعتذار بالمناسبة أمر جيد، ولكن لا تبالغ في ذلك، ليصبح عادة سواء دعت الحاجة لذلك أم لا، وإلا صغرت في نظر نفسك قبل أن تصغر في نظر الآخرين، ويشعرون بضعفك بصورة ظاهرة مما ينعكس سلباً على إحساسهم باحترامك أو احترام تصرفاتك.

دائماً قدر قيمة الوقت
فالأشخاص الذين يتسكعون ويضيعون وقتهم بلا فائدة وبلا أي إنجاز أو عمل يفقدون احترام الآخرين لهم، بسبب الصورة المستهترة أو غير المسؤولة التي سيتركها ذلك السلوك الذي سيصفه الآخرون باللامبالاة.

كن صاحب «مبدأ»
إن تمسك الواحد منا بمبادئ أو قناعات معينة، يكسبه احترام الآخرين له ولتلك المبادئ حتى وإن كانوا يرفضونها أو لا يتفقون معها، فدائماً ما تجد الناس تقدر وتحترم صاحب المبدأ حتى وإن لم يتوافقوا معه ولذلك فإن التمسك واحترام مبدأ ما، يعزز نوعاً من الاحترام والثقة لدى الآخرين لا يستطيعون تجاهله أو إنكاره.

ابتعد عن الانفعال المفرط
إن الانسان الذي يعجز عن ضبط انفعالاته ويفقد أعصابه سريعاً، دون التمتع بالقدرة على لجم ثورته والسيطرة عليها، يفقد احترام الآخرين له، ويكتسب زعزعة كل من يحيطون به في حسن تصرفه وقدرته على ضبط نفسه، وفشله في التعامل معها ومع المواقف المختلفة، «ولا ننسى أن معادن الناس تظهر وتبرز في المواقف الصعبة».

كن أكثر جدية وثباتاً
فإن عادة الإكثار من سؤال الناس عن رأيهم يعكس عدم تأكدك من قرارك، وترددك في الإقدام على أي خطوة في حياتك مهما كانت صغيرة أو كبيرة، وهذا يقلل من احترامهم لك أو حتى ثقتهم بك وفي حسن تصرفك، ولذلك كون أكثر جرأة وأكثر ثقة بنفسك مع مراعاة أن بعض القرارات الحاسمة والمهمة تحتاج أحياناً كثيرة إلى المشورة، وإلا كانت النتيجة نفسها إذا تعاملت مع كل الأمور والقرارات بناء على رأيك الشخصي فقط، فلا إفراط ولا تفريط في الأخذ بآراء الآخرين.

لا تتعدى على حقوق الآخرين
تذكر دائماً أن للآخرين حقوقاً عليك الإقرار بها دون أن تتعدى عليها حتى و إن لم تكون تود ذلك، ومن ضمن تلك الحقوق هي حق الآخرين في الكلام وإبداء الرأي، وعليه، فيترتب عليك إعطاؤهم حقهم بالاستماع والإصغاء دون مقاطعة وباهتمام، كما أن احترام خصوصية الناس وحياتهم تعتبر حقاً لهم عليك الاعتراف به اتجاههم مهما كان فضولك في الخوض في تفاصيل الآخرين أو التواجد في حياتهم وخصوصياتهم، وبذلك تجعلهم يحترمون فيك ذلك الاحترام لحياتهم وحقوقهم.

لا تستخدم قوتك
مهما كانت ظروف الشخص الذي تتعامل معه، ومهما كانت سلطتك وقوتك فلا تستضعف الناس أو تسلبهم حقوقهم، وعاملهم كما تتمنى أن يعاملك من هم أقوى منك وأكثر نفوذاً وسلطة عليك، ولا تنسى أن تعاملك مع حقوق الآخرين يجب أن يكون تابعاً لمبادئ معينة لا تتغير وفقاً للشخص صاحب الحق، فهذا الأسلوب في التعامل مع حقوق الآخرين يكسبك ثقتهم واحترامهم بلا شك، وتذكر أنك بقوتك وسلطتك قد تحصل على مخافة الناس وخشيتهم لك، ولكنك لن تستطيع أبداً إجبارهم على احترامك.

لا تفرض رأيك
لو حاولت جاهدا أن تؤثر في الآخرين، فإن الناس سيشعرون بذلك وقد تضطرهم الظروف أو المواقف أحياناً لمجاراتك في رأيك وتفكيرك، ولكنك ستفقد احترامهم وثقتهم بكل تأكيد.

الاحترام أوجه وصور

رغم أن هناك عدة أوجه مختلفة للاحترام إلا أن هذه الصور، تتلخص في ثلاث، وهي:

ا
إحترم نفسك:

على المرء احترام نفسه أولاً وقبل أي شيء، فمن يحترم نفسه يفرض احترامه على الآخرين، هذه نقطة لا يختلف عليها اثنان أبداً، كما أن احترامه لنفسه يعود عليه بفوائد شخصية أخرى مختلفة، أقواها هو الشعور بالرضا عن نفسه وعن حياته، التي يفقد الجزء الأكبر من معناه وقيمه في حال لم يشعر المرء نفسه باحترام نفسه، وعندها سيكون هذا الشعور أصعب وأقوى من ألا يحترمك الناس، فالمرء أولى الناس وأحقهم باحترام نفسه قبل أن يطالب الآخرين باحترامه.

احترم الآخرين:

الاحترام مسألة متبادلة، فعندما تحترم الآخرين، وتحترم حقوقهم وحياتهم وأعمالهم مهما كانت مراتبهم ومستوياتهم العلمية والعملية أو حتى الاجتماعية، فإنك تفرض بذلك احترام الآخر لك، فاحترام الناس يجبرهم على احترامك، ولا تنسى أن تعامل الناس كما تحبهم أن يعاملوك وإلا فلا تلوم يوماً شخصاً لم تحترمه على أنه لا يحترمك، وكون دائماً صاحب الخطوة الأولى باحترام الناس فتكسب احترامهم.

احترم تصرفاتك وكن مسؤولا عنها:
على المرء أن يحترم تصرفاته وردود أفعاله، وأن يتمتع بالقوة والقدرة على تحمل مسؤولية تصرفاته وتبعاتها مهما كانت النتائج، لذلك لا تهرب من مواقف أنت تسببت في حدوثها، فذلك يعود باحترام الذات واحترام الآخرين لك، مهما كان الخطأ في التصرف الصادر أو مدى سوء النتائج، إلا أن هذا السلوك وتحمل المسؤولية يجعلك أقوى وأكثر احتراماً في نظر نفسك ونظر الآخرين، وعلى العكس من ذلك عند الهروب أو محاولة التملص من المسؤولية، أو التحايل على المواقف والأخطاء.

لذا ان اردنا ان نعيش بالحق ، و بالإيمان الخالص ، فما لنا من سبيل سوى إحترام أنفسنا ، و بالتالي إحترام الآخرين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى