إحياء فن المُحادثة المفقود
منذ أواخر التسعينات، أصبحت الشركات تعتمد على البريد الإلكتروني بإعتباره صلتها الأساسية للتواصل مع العملاء والزملاء الخارجيين. بل إنهم أصبحوا يفضلون البريد الإلكتروني للإتصالات الداخلية (مما يعني أن الموظفين يجلسون فقط على شكل مقصورة منفصلة، يكتبون بدلًا من التحدث إلى بعضهم البعض). لقد أصبحنا نعتمد على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بنا والبلاك بيري، وأهملنا فن المحادثة.
فالتكنولوجيا رائعة لتحسين السرعة، ولكن يُمكن أن يكون لها تأثير ضار على العلاقات الشخصية. كم عدد لمرات التي قمت فيها بإرسال رسائل حسنة النية، إلا أن المُستلم أساء فهمها؟ كما أن الردود المُقتضبة والقصيرة التي ترسل على عجل قد يُساء تفسيرها أيضًا كعدم إهتمام، أو ما هو أسوأ من ذلك، كدليل على أنك غاضب..
إن غالبية الكلمات التي تُفسر في المحادثة لا تأتي من الكلمات نفسها، بل من تعبيرات الوجه ولغة الجسد للمتحدثين، وفقًا لأبحاث أجراها أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا ألبرت مهرابيان [المصدر: الشركة]. ولكن عبر البريد الإلكتروني فإن الإيماءات والإبتسامات تأخذ بعيدًا من المعادلة، و يمكن للمتلقين الحصول على فكرة خاطئة بسهولة ، وخاصًة عندما تكون ألفاظ المرسل غير واضحة.
و هناك علاج لهيمنة التكنولوجيا الزائد: قم بإلتقاط الهاتف مرة واحدة وفي ذلك الوقت قم بإجراء مكالمة. والأفضل من ذلك، أن تقوم بالمشي داخل الشركة وتتحدث مع موظفيك وجهًا لوجه.