الفرصة هى أى منفعة ذات قيمة مادية أو معنوية تحقق فائدة ويتعرض لها الفرد بإحتكاكة بالبيئة المحيطة له وهى أحد وسائل تحقيق غاية أو هدف مشروع أو غير مشروع, وتتعدد أنواع الفرص بتعدد المجالات والأنشطة المختلفة فى الحياة , لذا يلزم الأمر للوصول إلى الفرص من العمل والإجتهاد والحركة المستمرة والسعي لطلب المنافع , فالفرصة لا تأتي وحدها ويتم إكتشاف الفرص بالتعرف على البيئة المحيطة ومن خلال التحليل والتحديد لأهم العوامل المؤثرة على نجاح الفرد , وفى تلك البيئة يكون هناك العديد من الفرص وكذلك العديد من التهديدات , والفرد صاحب الذكاء البيئي يستطيع من خلال التحليل السليم والنظرة المتفحصة إقتناص الفرص وتنميتها وتجنب التهديدات بأقصي ما يمكن .
وإذا مرت علينا الفرص ولم نغتنمها وضاعت من بين أيدينا فلا يكون إلا الندم هو المصير المتوقع , وكما يقال فى المثل فى مثل هذه الحالة ” كلمة يا ريت ما بتعمر بيت “.
حجم الفرصة.
وتتفاوت حجم المنفعة والفائدة بحجم الفرصة , فهناك بعض الفرص تكون عابرة ويمكن تعويضها فى مناسبة أخرى أو فى وقت لاحق أو فى مكان أخر , مثال ذلك :- فرصة الحصول على أسعار منخفضة لسلع إستهلاكية فى موسم للتخفيضات فى إحدى معارض بيع تلك السلع , حيث يفاجأ الفرد بهذه الفرصة عند قرب نهاية الموسم فيحاول جاهدا أن يغتنم الفرصة ويقتنى ما يحتاجة من سلع , ولو علم هذا الفرد بخبر موسم التخفيضات بعد إنتهائه ينتابه شعور الندم ويعاتب كل من علم من أصدقائه وأقاربه ولم يخبره .
وقد تكون الفرصة كبيرة الحجم ويتفاوت مدى كبرها بالنسبة للشخص , فبعض رجال الأعمال إذا ضاعت علية صفقة مكسبها مليون جنية لا يهتز ولا تؤثر فيه ولا تكون بالنسبه فرصه عابرة لأن مركزه المالى كبير وقد تعود على صفقات أكبر من ذلك بكثير , بخلاف بعض الأشخاص إذا فاتته فرصه مكسبها ألف جنيه من الممكن أن يصاب بالسكته القلبيه ؛ حيث تمثل له قيمه الفرصة شىء عظيم ومن الممكن ألا تتكرر له هذه الفرصه مرى أخرى .
أى أنه يمكن أن تكون هناك فرص صغيرة بالنسبه لبعض الأشخاص هى فرص عظيمة لأخرين , وقد تكون قيمة إغتنام الفرصة كبير جدا لبعض الأفراد ومن ناحية أخرى نفس الفرصة لا تمثل شىء يذكر للبعض الأخر وممكن أن يكون السبب هو مدى توافر الماديات بوفرة , أو يكون السبب هو أن الشخص سلبي لا تهمة مسألة الفرص ولا إغتنامها ولا يكون لديه أدنى طموح أو شعور بالمسؤولية .
وفى عملية إغتنام الفرص يلزم الأمر الإهتمام بعنصر الوقت فالوقت فى الأصل أعظم فرصة فى حياة الإنسان , فلا تكون هناك فرصة إذا تسببت فى ضياع الوقت , ويجب عمل موازنة بين الوقت المستقطع فى الحصول على الفرصة ومدى قيمة المنفعة العائدة من هذه الفرصة .
كما أن هناك فرصة تؤتى منفعة حسنة لصاحبها ويرضى عنها الله والناس , فهناك فرصة ثمرتها خبيثة وسيئة وهى الفرص التى يمكن أن تجلب منفعها لصاحبها لكن على حساب الإضرار بأخرين مثل فرصة للسرقة أو للنصب أو للخيانة ؛؛؛ وغيرها .
فرص الحياة Life Chances
يعد مفهوم فرص الحياة Life Chances من المفاهيم الهامة والمحورية في علم الإجتماع، ورغم عدم حداثة هذا المفهوم إلا أنه لم يلقى الإهتمام والإنتشار الملائم في علم الاجتماع في وقتنا الراهن، ولقد إرتبط إستخدام هذا المفهوم بدراسات الطبقة في علم الاجتماع, ويشير مفهوم فرص الحياة عند ماكس فيبر إلى: فرصة الأفراد في إستغلال قدراتهم وإمكانياتهم في تحقيق أهدافهم في المجتمع، أو فشلهم في ذلك، ويتضمن هذا المفهوم فرصة الأفراد في الوصول إلى الموارد الإجتماعية الكامنة في البناء الإجتماعي، وفرصة الأفراد في تحقيق السلامة الجسمانية والصحية، وفرصة الأفراد في الحصول على مستوي تعليمي جيد يتوافق مع قدراتهم وطموحاتهم، وأخيراً فرص الحياة تتضمن حقوق الفرد في أن يعيش في سياق بناء إجتماعي يمنع ويحد من صور تعرض الفرد للإنحراف.
وتتحدد فرص حياة الفرد من خلال الوضع والمركز الذي يشغله الفرد في البناء الطبقي، فكلما إرتفع وارتقى الوضع الاجتماعي للفرد، كلما زادت إيجابية فرص الحياة، وكلما تدنى الوضع الإجتماعي للفرد، كلما كانت فرص الحياة بالنسبة له سلبية.
وفرص الحياة موجودة في كل المجتمعات، وتؤثر على كل أشكال الحياة البشرية، وهي تظهر وتتضح من خلال النظام الطبقي، لأن فرص الحياة المتاحة للفرد تتصل بوضع الفرد داخل البناء الطبقي، فإذا ما تمت المقارنة بين فرص الحياة المتاحة لفرد مولود في أسرة تنتمي للطبقة العليا، وفرص الحياة المتاحة لفرد آخر مولود في أسرة تنتمي للطبقة الدنيا، فإن الفروق والاختلافات ستكون واضحة بشكل لافت للنظر[1].
الحياة فرصة
تظل المفاهيم والأفكار في حياة الإنسان هي أهم عوامل نجاحه وتوفقه وتميزه ، وتظل كذلك هي سبب فشله وتأخره وضياعه, وكل من يريد النجاح عليه أن يعمل على تحسين مفاهيمه وآليات تفكيره ، ويمكن بعد ذلك أن ينفر من على ظهر الأرض كأنجح مخلوق .
الحياة فرصة أحد المفاهيم المهمة التي نحن بحاجة إلى فهمه ، وتحقيقه واقعاً في مسيرة الواحد منا, وهو مفهوم إعتنقه بعض السلف فرحلوا به إلى جنان الخلد عند رب العالمين تنفيذا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم ” حياتك قبل موتك “.
إن هذا المفهوم يجعلنا نعمل في الدنيا وأعيننا أكثر انفتاحاً على الدار الآخرة ، وعقولنا أكثر إدراكاً لمعنى الفرصة في الحياة , وقلوبنا كذلك ينبغي أن تكون أكثر انفتاحاً لهذا المعنى ، وإقبالاً على آثاره في الدنيا قبل الآخرة [2].
إن مشكلتنا الحقيقية أن هذا المفهوم غاب من حياتنا ، لا لأنه غير مهم ، كلا ! وإنما لأن الدنيا إستحوذت على قلوبنا وأفكارنا فلم تبق فيها مجالاً للتروّي في معنى الفرصة في الدار الآخرة ، وأدلة هذا أكبر من أن تحصى في ظلال هذا المقام .
كما أن هناك فرصا قد تضيع على الفرد فرصا أفضل منها, فيجب على الشخص الواعى تقييم الفرصة من حيث أهميتها وفائدتها وجودتها فى تحقيق الهدف والمنفعة والمفاضلة بين الفرص المتاحة وإختيار الفرصه المناسبة مع إحتياجات ومتطلبات الفرد وإمكانياته المادية والمعنوية .
الفرصة و الحظ والقدر.
كلمتان تربط بينهما علاقة وثيقة ، و تستعمل الواحدة في موضوع الاخرى في كثير من الاحيان ، مع انهما ليسا شئ واحداً في الحقيقة .. فالفرصة هى ” شئ يمر بك في حياتك لم تكن تحسب له حساباً في خطتك الموضوعية ” ، أي ان الفرص هي الحوادث غير المتوقعة التي تقع فيها ، سواء كانت جسيمة أو تافهة …
وأغلب الفرص والامور غير المتوقعة التي تمر بنا ، لا نعيرها أهمية كبيرة ، اما لانها تافهة أو لأنها شئ خارجي لا يمسنا شخصيا ، و لكن يقع بين حين و آخر شئ يمس حياة الفرد و خططه بطريقة مباشرة – و هنا يصبح للامر اهمية كبرى ، لانه في اللحظة التي تتأثر فيها عواطف الانسان بفرصة ما ، فان الامر يصبح حظاً !
فالحظ اذن هو تأثير الفرص على حياتنا ، و لكن ليست الفرصة هي العامل الوحيد في الحظ ، فهناك عامل آخر له دخل كبير ، هو أنفسنا .. لأن تفاعلنا و تجاوبنا مع الفرص هو الذي يحولها الى حظ ، أما كيف و إلى أي مدى تؤثر الفرص في حياتنا و تفكيرنا ، فهذا يتوقف على اتجاهنا الذهني ، فالفرصة و التجاوب معها يمثلان طريقنا في الحياة و في التفكير، و يحددان تصرفاتنا، رغباتنا، آمالنا وخبرتنا بالحياة … فالنقطة المهمة إذن ، فهي أن الحظ يتوقف على تنمية التجارب بين الفرصة المتاحة و بين أنفسنا , والحظ هو مقدار النفع العائد عن الفرصة ونصيب الفرد منها, ويطلق على الفرد بأنه شخص محظوظ كناية عن مدي توفيقه فى الإستفادة من الفرص التى قدرها له الله عز وجل وتواجده في الوقت المناسب والمكان المناسب ليحقق النجاح.
يقول روبن إن الناس العاديون يقولون عن الناجحين في العمل والرياضة والعلم إنهم (أناس محظوظون)، ولكن الحقيقة غير ذلك فالنجاح ليس مظهرا ولا شكلا ولا فطرة موجودة في الأشخاص، ولكنه دائما نتيجة مكتسبة، إن الإنجازات العظيمة ليست قدرا على أحد ولكنها نتجية للرغبة العارمة والتصميم الحاد.
وكلا من الفرصة والحظ مقدر من عند لله للإنسان , فيجب على الفرد أن يؤمن بما قدره الله له من خير وشر , فالإيمان بالقضاء والقدر من أحد أركان الإيمان الراسخة.
هناك اعتقاد خاطئ أن الفرص تأتي مرة واحدة, وهذه من الأخطاء على قانون الوفرة, فالفرص من خصائصها مستمرة ومتوفرة دائما ولكن الامر يتوقف عليك هل أنت مستعد للفرصة أم لا .. هل تصدها أم لا … ففي كل يوم تعلن عن وظائف, وفي كل يوم يتوظف الناس, وفي كل يوم يتزوج الناس, لكن لابد من الإستقبال المستمر فإن ضاعت الفرصة تنقطع عنك وتذهب لغيرك لأنها مستمرة , إلا أن هناك فرص أساسية فى حياة الفرد لا تعوض مرتبطة بعمر الشخص كالشباب والوقت وكيفية إستثمارهم فى الخير والمنفعة وطاعة الله .