تنمية بشرية

إنتبه.. عملك جزء من حياتك!

هناك نظريات عديدة تفسر لماذا يعمل الإنسان، منها ما يحدد أن:

* سلوك الإنسان يتحرك بسبب وجود حاجات خمس هي: حاجات تحقيق الذات، وحاجات التقدير، حاجات إجتماعية، حاجات الأمن والسلامة، حاجات أساسية (الأكل والشراب) وهي على التدرج من النهاية للبداية، حيث يتم إشباع الطعام والشراب أوّلاً فإن أشبعت تحول إلى الأمن والأمان والحاجات الإجتماعية حيث القبول و… بحيث يندفع الفرد إلى إشباع آخر أعلى منها؛ إذ إنّ هذه الحاجات تحدث في تسلسل هرمي.
* هناك توازن في أربعة احتياجات هي: الجسد، الروح، العقل، العاطفة ولابدّ من ضرورة إحداث التوازن في تلبية إحتياجات هذه المراكز الأربعة تحت شعار:
أن أعيش وأحب وأتعلم وأترك ورائي أثراً طيِّباً.
والمفتاح الأساسي لإشباع هذه الحاجات هو: التوازن والتفاعل وإعطاء كل ذي حق حقه فالإنسان يملك قدرات أربع هي:
– إدراك الذات (قوة الشخصية).
– الضمير الحي (قوة الإيمان).
– الإرادة المستقلة (قوة الإستجابة).
– الخيال المبدع (قوة العقل).
والتوازن المطلوب ليس فقط بين الحاجات الأربع وإنما أيضاً بين القدرات الأربع للإنسان؛ فإذا لم يحدث التوازن الذي غالباً ما يكون في العمل على حساب بقية الحاجات فتجد متوسط عمل الشخص في الدول المتقدمة في اليوم الواحد يفوق عمل أشخاص في بلادنا في أسابيع، حتى إنهم في بلد مثل هولندا لديهم مرض اسمه “مرض أيام الإجازات” نتيجة قيامهم بالعمل الإضافي في خلال أيام العطلات الأسبوعية والإجازات، بل وبعد إنتهائهم من القيام بأداء ساعات العمل الأساسي المحدد لهم يومياً، وتبدأ معاناتهم إن أخذوا إجازة فيمرضون ويشكون من مشكلات صحية مختلفة بمجرد توقفهم عن العمل والرغبة في الإسترخاء فتجد لديهم أعراض الدوار والتعب والغثيان وآلام عضلية متفرقة وحالات شبيهة بالزكام والأنفلونزا خلال أيام الإجازات.
فأرجع العلماء هذه الشكاوى المرضية التي تصيب الأشخاص الذين يحسون بقدر عالٍ من المسؤولية والمفرطين في العمل إلى إصابات التوتر وصعوبات التكيف مع الإجازات والعطلات والإسترخاء مشيرين إلى أنّ للصفات الشخصية أهمية بالغة في العمل البالغ أو الزائد، فهؤلاء يقودهم العمل ليسوا هم مَن يقوده والذي يعمل بشكل متواصل يفقد الإحساس بنفسه وينهك جسده ونفسيته ويكون جسمه في معظم الوقت في وضع الهجوم أو الإنسحاب، كما أن مشاعره سوف تكون موجهة صوب أهداف العمل وسوف يتعامل مع أي شيء يقطع عليه تقدمه صوب الهدف بوصفه دخيلاً.
ولكن كيف نصل إلى التوازن المبدئي بين ما يقوله الإسلام من ضرورة العمل وبين أهمية وضرورية العمل وما يفعله الغرب من العمل ولا شيء قبله أو بعده.
وهل هذا من ضروريات الإنسان حتى يستطيع أن يحيا في هذه الدنيا؟
فإن لم تدرك حقيقة التوازن ستنحاز لطرف على حساب آخر وتمرض بأي مرض ومع ضغوط الحياة وصعوبتها قد تجد نفسك تنحاز بدون شك إلى العمل على حساب البيت ومن فيه بما فيه نفسك.
هذا إن لم تكن أصلاً من محبي العمل.
إذن البديل لعدم التوازن هو إدمان العمل وإهمال الأسرة ونفسك.

المصدر: كتاب لتكن لك حياتك الخاصّة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى