إن كان فيها عتقك فإن فيها رقيّ
”إن كان فيها عتقك فإن فيها رقيّ” هي قصة تروى عن مالك بن دينار… شخصية و قصة يضرب بهما المثل عنذ ذكر موقف من مواقف أصحاب الهمم.
…………………………
مر مالك بن دينار يوماً ببائع التين فتاقت نفسه إلى التين و لم يكن يملك ثمنه فطلب إلى البائع أن يؤخّره فرفض، فعرض عليه أن يرهن حذاءه عنده، فأبى البائع فانصرف مالك…
و أقبل الناس على البائع و أخبروه عن حقيقة المشتري، فبعث بغلامه إلى مالك بعربة التين كلها و قال لغلامه:
((إن قبلها فأنت حر))
فأبى مالك و قال للغلام قل لسيدك:
((إن مالك لا يأكل التين بالدين، و إن مالك حرّم على نفسه أكل التين إلى يوم الدين))
قال الغلام :
((يا سيدي خذها فإن فيها عتقي))
فرد مالك قائلا:
((إن كان فيها عتقك فإن فيها رقيّ)).
…………………………
أحس مالك بن دينار بالذل بعد موقفه ذلك مع البائع من أجل ”تين”، من أجل شهوة زائلة : شهوة البطن التي دفعت به للديْن و للرهن …
أليس هذا حالنا اليوم ؟ صرنا عبيدا لشهواتنا الطيب منها و الخبيث.
ما بالنا لو سلك كل منا في تعامله مع نفسه و تهذيبها على هذه الطريقة، ألا نستطيع كبح جماح هذه النفس ؟