إياك و … !!
إياك وأن تسلم عقلك لغيرك ، فيديره كيفما يشاء دون الرجوع إليك حتى ، فيجعل منك آلة يحركها على ما يشتهي وما يتمنى ، يأخذك أحيانًا لليمين مرة وللشمال أخرى ، كن المتحكم في عقلك ومن يديره ، فإن خيانة العقل أشنع الخيانات وأقبحها.
إياك وأن تقلد غيرك ، كون لك شخصية مستقلة ، لا تكون مقلدًا لشخص في كل تصرفاته ، فلا يعرفك الآخرون إلا بمجرد ذكر الآخر ، كن ذا شخصية مستقلة وأسلك لك طريقًا يختص بك وحدك ، ولا تخلط بين التقليد والأقتداء ؛ فهما لا يتشابهان ؛ فالإقتداء يكون بالإيجابيات ، والتقليد تخالطه السلبيات.
إياك والخوض في أمور غير مهمة أو بمعنى آخر “تافهة” إنشغل بالأشياء ذات الأهمية والقضايا الكبرى وهي كثيرة في مجتمعنا ، ولكن لا تخوض في أمور تتحدث عن كيف تقود السيارة “سارة” وكيف تبيع للرجال “ندى” وتترك قضايا أخرى منها ، كيف يصرف “سامي” على أهله وهو عاطل عن العمل ، وكيف تحصل “عواطف” على مؤنة لها ولأطفالها الثمانية الأيتام.
إياك وأن تكون من أصحاب العقول المهاجرة ، التي تساهم في حلول مشاكل الجيران ، وتنسى أن يكون لها كلمة بسيطة في مشاكل بيتها ، تتحدث كيف سُرقت “قشور التفاح” من عند الجيران ، وفي بيتهم سُرق ” كرتون التفاح” بأكمله!
إياك والأقنعة ، لا ترتدي قناعًا تختبئ من خلفه ، كن أنت ولا تكن غيرك ، عامل الناس كلهم بأخلاقك أنت ولا تعاملهم بحسب مناصبهم ومكانتهم الإجتماعية ، فتبتسم في وجه مديرك ، وتكشر أنيابك في وجه العامل الذي يحضر لك الشاي !
إياك والعنصرية النتنة ، لا تنتقص أحدًا ولا تعاير أحدًا بنسبه ، ولا تخلط ما بين الإنتماء والعنصرية ، فلكل منهما طريق ومنهج ، فالإنتماء ذكرٌ لمناقب القبيلة دون الإنتقاص من أحد ، والعنصرية إنتقاص قبل ذكر المناقب ، وفي مجتمعنا تفشت العنصرية ، وكثُر المتحدثين بها وملاحم الجدران خير شاهد على هذه الظاهرة الممقوتة.
إياك والإستسلام ، فلا يعني أنك فشلت في المرة الأولى هو نهاية العالم ، وأنك لن تنجح بعدها أبدًا ، كن واثقًا أن الفشل هو أول درجة في سلم النجاح ، عندما تثق بهذا وقتها ستنجح ، لا تجعل الفشل يكون السبب في تكسير مجاديف الحياة لديك.