ازرع شجرة مثمرة .. مبادرة على طريق التنمية
ازرع شجرة مثمرة مبادرة طريق التنمية
“إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها” هكذا وصانا رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام بضرورة العمل والتعمير، حتى ولو لآخر لحظة في حياة العالمين، وانطلاقا من هذا المعنى ومواكبة لركب مبادرات التنمية الذي يسعى الجميع للحاق به، خاصة بعد ثورة 25 يناير قام مجموعة من الشباب بعمل حملة تحت عنوان “ازرع شجرة مثمرة تبني بلدا منتجا”
حيث تقوم فكرة المبادرة – ازرع شجرة مثمرة تبني بلدا منتجا – على إقامة مشروع قومي لخدمة مصر يقوم على زراعة أي نوع من أنواع الأشجار المثمرة والفواكه والنخيل وغيرها بدلا من زراعة أشجار الزينة “الفيكس والجازوارينا والتي تكلف مبالغ كبيرة ولا تدر أي دخل” وفي الأماكن الخالية وغير المستغلة مثل جوانب الطرق السريعة وعلى ضفاف الترع والمصارف والأراضي الزراعية التي لا يتم الاستفادة منها وعلى جانب النيل على طول مصر وعرضها وعلى جوانب الطرق الصحراوية.
بذلك يتم الاستفادة من ملايين الأفدنة المهدرة التي إذا تم استغلالها بعناية فائقة وبشكل علمي دقيق فمن الممكن أن تسد حاجة الشعب المصري من الفواكه والثمار المفيدة؛ حيث يتم تخصيص الأراضي الزراعية الأخرى لزراعة المحاصيل الزراعية الأخرى من قمح وأرز ومحاصيل أخرى هامة للأمن الغذائي القومي لمصر.
مزارع داخل المنازل !
لم تناد الحملة فقط بزراعة الأشجار المثمرة في الأراضي الواسعة والفارغة ولم يوجهوا حديثهم فقط للمزارعين أو المتخصصين في الأمور الزراعية؛ إنما يتم توجيه هذه المبادرة إلى كافة المواطنين من الشعب المصري، حيث تتضمن المبادرة زراعة أشجار مثمرة داخل البيوت وعلى أسطح المنازل وداخل أفنية المنازل وأمامها وأي مكان داخل البيوت يمكن الاستفادة منه في زراعة أشجار مثمرة مفيدة للأسرة وللمجتمع كافة، سواء داخل أحواض أو قصاري أو براميل بلاستيكية .
حيث يتم زراعة أشجار الجوافه والزيتون والليمون التى لا تحتاج إلى رعاية شديدة، وبدلا من النخيل الملكي الذي لا يستفاد منه في أي شئ سوى المنظر الجمالي يتم زراعة النخيل المصري والزغلول والسماني وذلك في الجزر الوسطي للشوارع الكبيرة والصغيرة والطرق السريعة.
الفوائد الاقتصادية للمشروع
هذا المشروع يعد بمثابة مشروع استراتيجي تتحقق من خلاله العديد من الفوائد الاقتصادية ويحل الكثير من المشكلات لمصر؛ ففضلا عن المنظر الجمالي والمسطحات الخضراء والشكل البديع للطرق ولمصر كلها من جراء زراعة الأشجار المثمرة على طول الطرق والأراضي، فإن هذا المشروع سوف يوفر لمصر اكتفاءها الذاتي من ثمار الفاكهة والزيتون والنخيل وغيرها من الثمار المهمة والمفيدة التي من الممكن أن يتم تصدير الفائض منها إلى الخارج.
كما أنه يمكن أن يتم الاستفادة من ثمار هذه الأشجار أيضا في صناعات أخرى مثل صناعة المربات والعصائر من الفواكه، وزيت الزيتون من ثمار أشجار الزيتون، وصناعة مختلف التمور من النخيل كما أنه يمكن استغلال أوراق بعض أشجار الفواكه في بعض الاستخدامات العلاجية مثل أوراق أشجار التوت والجوافة وغيرها.أشجار التوت والجوافة وغيرها
هذا بخلاف الصناعات الأخرى مثل صناعة الأخشاب من تلك الأشجار والتي تستخدم في صناعة الأثاث المنزلي وغيره من الصناعات القائمة على الأخشاب، وصناعة الورق من جريد النخيل وغيرها من الصناعات الهامة.
بالإضافة إلى كل هذه الفوائد السابق ذكرها فإن هذا المشروع سوف يدر بالدخل على الأسرة ويزيد من انتاجية مصر ومن دخلها القومي كما أنه سوف يوفر العديد من فرص العمل للعاطلين وغير العاطلين بزيادة دخلهم وتحسين مستوى معيشتهم.
تفاعل وتكامل
وتفاعلا من مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية والخيرية مع هذا المشروع الهادف قامت جمعية رسالة وصناع الحياة ومستفيدي مشروع ابني بيتك بالتضامن مع المبادرة من خلال البدء الفعلي بزراعة أشجار الفاكهة حيث قاموا بزراعة شجر المانجو والبرتقال والليمون والزيتون والمشمش في عدد من الأحياء والمدن المختلفة منها 6 أكتوبر والمعادي ومدينة نصر والمقطم والتجمع الخامس والمهندسين وبمناطق مختلفة بمحافظة المنصورة الواقعة بشمال شرق مصر.
كما قامت رابطة مستفيدى مشروع إبني بيتك بتنفيذ مبادرة “ازرع شجرة” حيث تم زراعة 400 شجرة مثمرة فى بيوت المنطقة الثالثة بـمدينة السادس من أكتوبر كدفعه أولى من حملة المليون شجرة مثمرة، حيث تم زراعة الشتلات بالتعاون مع جمعية ابنى بيتك وجهاز مدينة 6 اكتوبر.
كما أبدى العديد من الأساتذة الجامعيين في بعض المحافظات اعجابهم بالمشروع وأعلنوا أنهم سوف يقومون بتنفيذه في محافظاتهم، مثل المهندسة منى كمال عبدالعظيم بالمنصورة التي استطاعت اقناع محافظ الدقهلية بالفكرة ووعد بالبدء فورا في تنفيذها من خلال تشكيل لجنة لهذا الامر بالتنسيق مع مجموعة الشباب – أصحاب الفكرة – وجمعية رسالة، أيضا الدكتور منتصر دويدار الاستاذ بهندسة جنوب الوادي في مركز السنبلاوين، وعبد المحسن محمد الطالب بهندسة أسوان ووفاء أحمد علي الطالبة بتربية نوعية جنوب الوادي بقنا والمهندس محمد عطية الذي يمتلك مشتلا لأشجار الفاكهة بالزقازيق ويساهم في المشروع بتوفير الشتلات باسعار رمزية.
وفي محاولة من أعضاء المبادرة لنشر وتوصيل الفكرة بشكل أيسر لكافة المواطنين قاموا بعمل صفحة على الفيس بوك تحمل عنوان المبادرة “ازرع شجرة مثمرة تبني بلدا منتجا” وأخرى تنادي بزراعة 100 مليون شجرة مثمرة تحت عنوان ” تعالوا نزرع 100مليون شجرة مثمرة” في مصر مزودة بروابط ومعلومات لكيفية زراعة بعض الأشجار المثمرة والفوائد التي تعود علينا من زراعتها وذلك حتى يتعلم المواطنين كيفية الزراعة داخل منازلهم أو حتى خارجها في الأماكن السابق الإشارة إليها.
هذه الفكرة واحدة من الأفكار التي ولدت من روح ثورة 25 يناير، وتتوالى الأفكار والمقترحات التي تسعى للتنمية والنهضة، لكن المهم هنا هو ألا يكون الحماس لتلك الأفكار مؤقتا، وأن تمد روح الثورة في عمرها حتى تؤتي أكلها.