مرحباً بكم قرائنا الاعزاء،،بدايةً احب ان اعتذر عن طول فترة غيابي عن اراجيك و عنكم اصدقائي، و لكنها الدراسة التي
لا تّرحم، على اية حال، فاني قد انتهيت منها مؤخراً و احتفالاً بهذا الانجاز قررت ان ابدأ بكتابة “سلسلة” حلقات جديدة عن التسويق، و لكن اي نوع من الكتابة؟ و اي نوع من التسويق ؟!
هل اتحدث عن طرق انشاء الاعلانات و بعض الخدع ؟ ،، طرق زيادة الزوار ؟ ام جذب مشتريين جدد ؟
كلها اشياء تحدّث عنها الكثيرون من قبلي “بما فيهم انا” و تمتلئ بها المدونات على الانترنت “خصوصا الاجنبية منها”، لذا قررت هذة المرة ان اكتب عن شئ جديد، شئ اساسي جدا و بدائي جداً و على الرغم من ذلك لم اجد من قام بتخصيص مساحة كافية للحديث عنه ! “حتى انني لم اجد مدونات اجنبية قامت بتجميعه بمكان واحد”
هذا الشئ هو ببساطة؛ “استراتيجيات” التسويق الابداعي الاجتماعي الحديثة !
و لكن ما هذه الاستراتيجيات؟ و ما فائدتها ؟
حسناً، كل من يبدأ بتسويق خدمة ما او منتج ما فانه يصنع استراتيجيته الخاصة، و بغض النظر اذا كنت حاصلاً على شهادة في ادارة الاعمال او شخصاً عادياً ،، اذا كنت تعرف انك تصنع استراتيجية او كنت تفعل هذا “بالفطرة” ! فإنك حتماً تصنع استراتجيتك الخاصة في التسويق و البيع .
بعيداً عن الكلمات الصعبة، و لتلخيص الامر، اود ان اصل لنتيجة واحدة، و هي ان كل شئ تم بيعه في هذا العالم، فقد تم ذلك نتيجة لاستراتيجية تسويقية اُعِدت له مسبقا، سواء تم ذلك عن قصد و عِلم او بدون قصد و علم !
و نتيجة لاضطرارنا جميعاً لصنع استراتيجية لتسويق منتجاتنا، فانه يُفضل ان نصنعها عن علم و دراسة بدلاً من ترك الامر للصدفة و الظروف ! و هذا هو موضوع حلقاتنا يا سادة، كيف تصنع استراتيجية مناسبة !
لمن لا يزال غير مقتنع بهذا اللفظ “استراتيجية“، حسناً يمكنك ان تطلق عليه “خطة عمل” او بالاخص “خطة تسويقية” !
امثلة حية !
الامثلة على انواع الاستراتيجيات كثيرة ، فمثلاً اختيار نوع السوق الذي تستهدفه، نساء ام رجال، متوسطي ام مرتفعي الدخل، مثقفين ام عموم الناس، التركيز على وضع افضل سعر ام افضل خدمة ؟
كل هذه تعتبر من انواع التسويق المختلفة، و التي لها تأثير كبير في نسب بيع خدمتك او منتجك لاحقاً !
فعلى سبيل المثال؛ شركة ابل ترمز للاناقة، بي ام دبليو ترمز للثراء، سامسونج ترمز للعملية، كيا ترمز للرياضة، كوكاكولا للسعادة و ريد بول للقوة “و بعض الاجنحة” !
كيف استطاعت تلك الشركات ان تلصق اسمها و علاماتها التجارية بهذة المعاني و ما تأثير ذلك عليها ؟
بالنسبة للسؤال الاخير، فانتم بالطبع تعرفون تأثير ذلك عليها ! هذه هي اكبر شركات العالم، بعض ميزانياتها تعادل اكثر من عشرات اضعاف اقتصاديات بعض دولنا العربية !
و هذا لم يأتِ صدفة في الحقيقة بل الامر كله يتعلق ببناء “استراتيجية تسويقية” و “تنفيذها على ما افضل ما يكون” !
اذا لم تكن قد بنيت استراتيجية لمنتجك او خدمتك بعد، فانت لن تكون مثلهم في اي وقت ! قد تنجح و تكسب بعض المال، و لكنّ هو فقط “بعض” المال الذي يكفيك لشراء منزل او سيارة جديدة، و ليس ذلك الذي يكفي لشراء جزيرة مثلاً في الكاريبي !
مهم جداً ان نبني طريقة تسويقنا لمنتج على “خطة” عملية مدروسة و جديدة، و مهمتي في تلك الحلقات ان اضع امامكم الخيارات المناسبة لتبنوا هذه الاستراتيجيات.
تحديد نموذج العمل بدقة
فمثلاً، اذا كنت تمتلك مصنع تمور، و تريد بيع هذا “التمر”، فعلى اي اساس ستقوم ببيعه ؟ و اين ؟
هل تذهب للسعودية و تبيعه هناك حيث يوجد افضل انواع التمور ؟ هل تنشئ استراتيجية اعلانية تقول انك تبيع التمر “بارخص سعر ممكن” ؟ ام تُركز “الصورة الذهنية” للعميل على جودة التمر و ليس سعره ؟
هل ستبدأ في صفحاتك الاجتماعية بالحديث عن فوائد التمر الصحية ؟ هل تبدأ بالحديث عن فوائده الدينية ؟ ام ان هذا سيدمر سمعتك التجارية باعتبارك تستعمل الدين من اجل التجارة ؟ هل تنشئ اعلانات بها احد المشاهير و هو يمسك “تمرة” و يقضمها و يستلذ بها ؟ ام يُفضل ان تنفق المال في توزيع بعض العلب المجانية امام المتاجر الضخمة ؟ هل تجعل اسم شركتك مشابه لشركة ضخمة و عملاقة جداً في هذا المجال لكي تستغل تشتت الذاكرة في جذب العملاء و البيع سريعاً؟ ام يفضل ان يكون لك اسم خاص و علامة تجارية خاصة تنافس بها على المدى الطويل لتجتذب احترام العملاء ؟ هل تتبرع ببعض المال للجمعيات الخيرية لتجتذب عاطفة الناس؟ ام سيتم اعتبار ذلك نوعاً سيئاً في الدعاية ؟ هل ….. !
حسناً، لن تنتهي الاسئلة و كذلك لا حدود للاجابة الواحدة، و للعلم فإن جميع الاجابات صحيحة ! و جميعها لديها تاريخ من التجارب الناجحة، و لكن هل توجد اجابة صحيحة بنسبة اكبر من غيرها ؟ هل توجد اجابة مناسبة لمجال عملي اكثر من غيرها ؟ هذا ما يجب علينا ان نحدده بكل دقة !
كل سؤال من الاسئلة السابقة “العلوية” يمثل استراتيجية بحد ذاتها يمكنك استخدامها في التسويق، كذلك يمكنك دمج اكثر من استراتيجية لتحقيق غاية اكبر، و لكن الامر ليس بهذه البساطة، هذه الاستراتيجية يجب ان يكون لها اسس علمية و نظريات تُبنى عليها و الا فستنهار سريعاً و ستظل تتنقل بين الواحدة و الاخرى بلا فائدة !
عدد الحلقات و النهاية المتوقعة ؟
هذا ما اود الحديث عنه في سلسلة الحلقات القادمة و التى لا اضع لها نهاية محددة، لان تلك الاستراتيجات لا حصر لها، متجددة جداً و مبدعة جداً، نهاية تلك الحلقات ستكون عندما لا اجد منكم اي استجابة او تفاعل معها، لذا انتم من سيحدد استمراريتها، و لكني اتمنى ان استمر لاطول فترة ممكنة و اتمنى ان تعجبكم تلك الافكار !
تحملوني رجاءاً !
فربما سأتحدث عن اشياء مجنونة و جديدة، كالتسويق بالموسيقى و الالحان، التسويق الطفولي، التسويق بالمخلوقات الفضائية ! هذه كلها عناوين لمجموعة قادمة من الاستراتيجيات التسويقية، لذا ارجو منكم سعة الصدر لتحمّل ما هو قادم !
و نظراً لطول عنوان الحلقات ” استراتيجيات التسويق الابداعي” فانني قد قررت اختصارها في رمز واحد انجليزي “CMS” (اختصاراً لـ creative marketing strategeis) و سنضيف بجوار هذا الرمز رقم يدل على ترتيب الحلقة؛ فمثلاً الحلقة الاولى ستكون “CMS1” و الثانية “CMS2” و هكذا … الخ .
و لكن لماذا هذا العنوان الغريب ؟
اما لماذا اخترت هذا العنوان، فهو لأن كل “استراتيجية” ناجحة تُستخدم في “التسويق” ستكون حتماً “مبدعة” ! لذا، فهذا العنوان الصعب الطويل سيكون افضل ما يصف سلسلة الحلقات القادمة ان شاء الله.