في بعض الأحيان عندما نتكلم مع صديق أو مشير ونعترف له أننا غاضبون نشعر بالراحة وخصوصاً إذا كنا قد تكلمنا عن أسباب غضبنا.
وفي رأي الأطباء النفسيين مصدر شعورنا بالراحة ليس أننا أخرجنا غضبنا ولكن لأننا في كلامنا حددنا الأسباب التي جعلتنا نغضب ولأننا قد نكون بدأنا نسعى لإيجاد حل مناسب لما يواجهنا.
هذا يجعلنا نرى الجانب الإيجابي في الشعور بالغضب، فهو محفز قوي على اتخاذ موقف متحرك يسعي إلى التغيير مثل أنه يشجعنا على التكلم عن ما يضايقنا. وعليه فإن سر نجاحنا أن نحول غضبنا إلى فائدتنا يكمن في نوعية الموقف المتحرك الذي سنختاره. لأنه عندما يحفزنا غضبنا على التحرك لتغيير ما يضايقنا قد يقودنا إلى الإقدام على أفعال مضرة أو مبالغ فيها.
أهم مبدأ تتعلمه وأول مبدأ أيضاً أنه بدلاً من أن تتأثر بالمضايقات الصغيرة اليومية فكر بصبر في حلول بناءة. فيما يلي بعض النقاط التي قد تساعدك في التحكم في مشاعر غضبك.
1. تنفس بعمق 3 مرات. جسمك يتوتر ويتحفز عندما تغضب. النفس العميق يضعف التوتر.
2. غير المكان الذي أنت فيه. أسرع طريقة تبعدك عن مصدر غضبك هي السير ل5 دقائق في مكان مفتوح. إن كنت لا تستطيع أن تبرح المكان بجسدك فلتبرحه بذهنك. مثلاً: الغضب في سيارتك وأنت متوقف بسبب زحمة المرور. اهرب بذهنك بأن تفتح الراديو وتغني معه بأعلى صوتك!
3. اكتشف سبب غضبك. تتبع آثار ما يثير غضبك في الأشياء، الناس، الأحداث، المواقف. كثيراً ما يختبئ وراء غضبنا مخاوفنا الدفينة. عندما تكون في موقف يثير غضبك الشديد اسأل نفسك ما هي المخاوف التي أشعر بها الآن.
4. تخلى عن ما يفوق قدرتك. أنت تستطيع فقط أن تغير من نفسك وردود أفعالك، لكنك لا تستطيع أن تغير ما يفعله الآخر. في هذه المواقف الغضب يزيد من سوء الموقف ويزيد من شعورك بالاحباط.
5. عبر عن نفسك ولكن تأكد في البداية أن تفكر فيما سوف تقوله وخذ قراراً أنك ستسيطر على نبرة صوتك ثم اختار كلمات معبرة لكن غير معبأة بمشاعر فياضة. بأسلوب خال من التحدي وكأنك تتلو معلومة بلغ من أمامك أنك غاضب ثم عرفه بالموقف الذي أغضبك والأسباب التي أشعلت مشاعر الغضب داخلك.
6. كن على حذر. هناك مواقف يكون من الخطر فيها أن تعبر عن غضبك. واحدة منها إن كان شريك حياتك يسيء إليك أو مصاب بالغيرة المرضية. في هذه الحالات من المناسب أكثر أن تخرج ما في صدرك أمام صديق بدلاً من أن تقصد من أساء إليك. تعبيرك عن غضبك مع صديق قد يؤدي بك إلى رؤية حلول لم تكن تخطر على بالك من قبل.
7. كن جازماً مؤكداً لحقوقك ولا تكن عدوانياً وأنت تعبر عن نفسك. توكيدك لحقك يتطلب منك أن تتحدث بأسلوب غير عنيف وفعال هدفه الوصول إلى أهداف إيجابية. قد يكون من المفيد لك أن تتدرب على ما ستقولة قبل أن تتحدث مع من أغضبك.
8. تبنى بعض الأفكار الإيجابية السهلة التي يمكنك أن تذكر نفسك بها عندما تغضب. هذه الأفكار ستذكرك أنه في مقدورك أن تختار سلوكك بدلاً من تسيطر عليك ردود أفعال متذبذبة ومتوترة. على سبيل المثال باستطاعتك أن تقول في نفسك: ” أستطيع أن أؤكد على حقوقي وأسدد احتياجاتي” أو ” كما أن ما أحتاجه مهم فإن ما يحتاجه هو على نفس القدر من الأهمية”أو” أستطيع أن أختار اختيارات مفيدة لشخصيتي”.