القدرة على إصدار القرارات في الوقت المناسب
يستند القائد الماهر في قراراته إلى أمرين هما: قابلية عقلية، والمعلومات المتوافرة. والحصول على المعلومات أمر غاية في الأهمية في عملية اتخاذ
القرار الصحيح، ولا بد أن يكون لدى القائد القدرة على استخلاص المعلومات وتحليلها. فقبل معركة بدر قبض الصحابة على غلام راع لقريش وسألوه عن عدد الجيش، فإذا هو لا يدري، فضربوه حتى أقبل الرسول عليه الصلاة والسلام وسأل الغلام: كم ينحر القوم من الإبل؟ فقال الغلام بين التسعة والعشرة. فقال صلى الله عليه وسلم: القوم بين التسعمائة والألف. الإمام أحمد
لقد استطاع عليه الصلاة والسلام استخلاص المعلومة المرادة بطريقة غير مباشرة واستطاع عن طريق تحليل الإجابة معرفة ما يريد وهو تقدير عدد القوة المعادية. وهذا يقودنا إلى القابلية العقلية للقائد. إذ لو لم يكن لدى القائد قدرة تحليلية مميزة لما استطاع أن يصل إلى القرار السليم. إن الحكمة مطلوبة في القائد وهي بدورها تولد الثقة لدى الأتباع وتزيد من قدرته على التحكم بهم وتوجيههم نحو الأهداف المتفق عليها
الجرأة الثبات عند تزعزع الآخرين
ومن ذلك ثبات النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة عشر عاماً في مكة رغم ضعف المسلمين وتجبر الكفار. ومثل أخر هو ثباته عليه الصلاة والسلام يوم أحد عندما كادت الهزيمة أن تودي بحياته، وبقاؤه صلى الله عليه وسلم مع نفر قليل في الميدان يوم حنين. مثل هذه المواقف تشعر الأتباع بجرأة قائدهم وثباته عند الملمات والشدائد. هذه الجرأة الثبات تبعث في الأتباع روح الإصرار والاستمرارية.
التخطيط والإبداع
يمتلك القائد المتحكم استراتيجية منظمة يضعها عبر تخطيط دقيق وماهر. ولا أدل على قدرة النبي عليه الصلاة والسلام في التخطيط من قصة هجرته إلى المدينة وتنظيمه للأمر لتلافي لحاق قريش به وبصاحبه، أما الإبداع فهو الإتيان بالجديد وعدم الركون إلى الأساليب والأدوات القديمة. وقد كان عليه الصلاة والسلام مبدعاً ومجدداً في كل النواحي. ونذكر على سبيل المثال ابتكاره لأسلوب جديد في القتال هو القتال بنظام الصفوف. وكذلك استخدام الخندق للدفاع عن المدينة في وجه الأحزاب ولم يكن معروفاً لدى العرب من قبل.