كل منظمة لديها “مدراء” مكلفون بمسئولية توجيه و إرشاد المنظمة لتحقيق أهدافها.
و يقوم المديرون بإدارة وتنسيق الموارد بفعَّالية وكفاءة لتوجيه طاقاتهم نحو تحقيق أهداف المنظمة بنجاح. فالمديرين مطلوبين في جميع أنشطة المنظمات. و تعد خبرتهم أمر حيوي و ضروري عبر الإدارات في جميع أنحاء المنظمة.
دور المديرين (Role of Managers)
المدراء هم القوة الأساسية في نمو المؤسسة وتوسعها. فالمنظمات الكبيرة معقدة بشكل خاص نظرًا لحجمها وعمليتها وأفرادها وطبيعة عملها. ومع ذلك، يجب أن تكون المؤسسات مجموعة متماسكة تشمل كل موظف وموهبته، وتوجيهه نحو تحقيق أهداف العمل المحددة. و هذا مسعى بالغ الصعوبة، ويتطلب مدراء فعّالين للغاية لديهم مهارات في إدارة الأفراد و التواصل.
الإدارة العليا (The Top Management)
يوجه المسئولون التنفيذيون من المستوى الأعلى المؤسسة لتحقيق أهدافها ولهم دور أساسي في خلق رؤية ورسالة المنظمة. فهم مركز الفكر الاستراتيجي للمنظمة.
الإدارة العليا (Senior Management)
المدير العام مسئول عن جميع جوانب الشركة. وهو مسئول عن إدارة بيان الأرباح والخسائر (P&L) للشركة. و عادًة ما يقدم المدير العام تقاريره إلى مجلس إدارة الشركة أو كبار المديرين التنفيذيين ويتخذ توجيهات منهم لتوجيه العمل.
أمَّا المدير الوظيفي مسئول عن وحدة تنظيمية أو إدارة واحدة داخل شركة أو مؤسسة. وهو بدوره يُساعده مشرف أو مجموعات من المديرين داخل وحدته أو إدارته. وهو مسئول عن ربحية ونجاح القسم أو الإدارة.
المدير التنفيذي ومدير شئون الموظفين (Line and Staff Managers)
المديرون التنفيذيون مسئولون مباشرًة عن إدارة موظف واحد أو مجموعة من الموظفين. كما أنهم مسئولين بشكل مباشر عن الخدمة أو خط الإنتاج للشركة. على سبيل المثال، مدير خط الإنتاج أو المدير التنفيذي في تويوتا مسئول عن تصنيع وتخزين وربحية خط إنتاج كورولا.
و غالبًا ما يشرف مديرو شئون الموظفين على الموظفين الآخرين أو المرؤوسين في المؤسسة، ويرأسون عمومًا الإدارات المستهلكة للدخل أو الدعم لتزويد المديرين التنفيذيين بالمعلومات والمشورة.
مديري المشاريع (Project Managers)
كل مؤسسة لديها مشاريع متعددة تعمل في وقت واحد خلال دورة حياتها. فمدير المشروع مسئول بشكل أساسي عن قيادة المشروع من بدايته وحتى إتمامه. و يخطط وينظم الموارد اللازمة لإكمال المشروع. وسيقوم أيضًا بتحديد أهداف و غايات المشروع وتحديد الكيفية و الوقت الذي سيتم فيه إنجازه.
الأدوار المتغيرة للإدارة والمديرين (The Changing Roles of Management and Managers)
كل مؤسسة لها ثلاثة أدوار أساسية معنية بالعلاقات الشخصية. يمثل المدير في الدور الشكلي أو الرمزي المنظمة في جميع المسائل الشكلية. و يمثل مدير المستوى الأعلى الشركة قانونيًا واجتماعيًا للعالم الخارجي الذي تتفاعل معه المنظمة.
و في الدور الإشرافي، يمثل المدير فريقه في الإدارة العليا. و يعمل كحلقة وصل بين الإدارة العليا وفريقه. كما أنه يحافظ على الاتصال مع أقرانه خارج المنظمة.
مجموعة أو تشكيلة هيتزنبرغ المكونة من عشرة ادوار (Mintzberg’s Set of Ten Roles)
خلص البروفيسور هنري مينتزبرج، وهو باحث إداري كبير، بعد دراسة المديرين لعدة أسابيع، إلى أنه لتلبية العديد من متطلبات أداء وظائفهم، فإن المديرين يتولون أدوار متعددة.
و لقد أوضح أن الدور عبارة عن مجموعة منظمة من السلوكيات. وحدد الأدوار العشرة التالية المشتركة في عمل جميع المديرين. و تم تقسيم هذه الأدوار إلى ثلاث مجموعات كما هو موضح في الشكل التالي.
الدور المتعلق بالعلاقات الشخصية (Interpersonal Role)
الدور الرمزي أو الشكلي (Figurehead): لديه مسئوليات اجتماعية، احتفالية، وقانونية.
القائد (Leader): يوفر القيادة و التوجيه.
حلقة وصل مع الأخرين (Liaison): يتفاعل و يتواصل مع جهات الإتصال الداخلية و الخارجية.
الدور المتعلق بالمعلومات (Informational Role)
المراقب (Monitor): يبحث عن المعلومات المتعلقة بمؤسستك وصناعتك، ويراقب الفرق الداخلية من حيث إنتاجيتها ورفاهيتها.
الموزع (Disseminator): ينقل المعلومات التي قد تكون مفيدة داخليًا.
المتحدث الرسمي (Spokesperson): يمثل ويتحدث عن المنظمة وينقل المعلومات حول المنظمة وأهدافها إلى الأشخاص خارجها.
الدور المتعلق باتخاذ القرارات (Decisional Role)
المدير المبتكر و المطور و المستحدث (Entrepreneur): يخلق ويتحكم في التغيير داخل المنظمة – حل المشكلات، وتوليد أفكار جديدة، وتنفيذها.
المدير الذي يحل المشكلات و المعوقات (Disturbance Handler): حل و إدارة العقبات غير المتوقعة.
الموزع للموارد (Resource Allocator): يخصص الأموال، و يقوم بتعيين الموظفين والموارد التنظيمية الأخرى.
المفاوض (Negotiator): يشارك مباشرًة في المفاوضات المهمة داخل الفريق أو الإدارة أو المنظمة.
المهارات الإدارية (Managerial Skills)
قام هنري فايول، واضع النظريات الإدارية المشهور والمعروف أيضًا باسم أبو الإدارة الحديثة، بتحديد ثلاث مهارات إدارية أساسية – المهارات الفنية والمهارات الإنسانية والمهارات الفكرية.
المهارة التقنية أو الفنية (Technical Skill)
المعرفة والمهارات المستخدمة لأداء مهام محددة. المحاسبين والمهندسين والجراحين لديهم جميع المهارات الفنية المتخصصة اللازمة لمهنهم. يحتاج المديرون، خاصة في المستويات الدنيا والمتوسطة، إلى مهارات تقنية من أجل أداء المهام بفعالية.
المهارات التقنية مهمة خاصةً لمديري الخط الأول و المدير التنفيذي، الذين يقضون معظم وقتهم في تدريب المرؤوسين والإشراف على مشاكلهم المتعلقة بالعمل.
المهارات الإنسانية (Human Skill)
القدرة على العمل مع الآخرين وفهمهم وتحفيزهم كأفراد أو في مجموعات. وفقًا لواضع النظريات الإدارية، مينزبرغ، فإن كبار المديرين (و المديرين المتوسطين) يقضون وقتهم كالآتي: 59 % في الاجتماعات، 6 % على الهاتف، و 3 % على الجولات.
القدرة على العمل مع الآخرين والحصول على تعاون من الأفراد في مجموعة العمل. على سبيل المثال، معرفة ما يجب فعله والقدرة على توصيل الأفكار والمعتقدات للآخرين وفهم الأفكار التي يحاول الآخرون إيصالها إلى المدير.
المهارات الفكرية (Conceptual Skill)
القدرة على تصور المؤسسة ككل، لتصور جميع الوظائف التي تنطوي على موقف أو ظرف معين، لفهم كيف تعتمد أجزائها على بعضها البعض، وتوقع كيف سيؤثر التغيير في أي من أجزائه على الكل.
الإبداع والمعرفة الواسعة والقدرة على تصور الأفكار المجردة. على سبيل المثال، يتصور المدير الإداري لشركة اتصالات أهمية تقديم خدمة أفضل لعملائها مما يساعد في نهاية المطاف في جذب عدد كبير من العملاء وزيادة غير متوقعة في قاعدة المشتركين والأرباح.
مهارات إدارية أخرى (Other Managerial Skills)
إلى جانب المهارات التي تمت مناقشتها أعلاه، هناك نوعان من المهارات الأخرى التي يجب أن يمتلكها المدير، وهي المهارات التشخيصية والمهارات التحليلية.
المهارات التشخيصية Diagnostic Skill – تشخيص مشكلة في المنظمة من خلال دراسة أعراضها. على سبيل المثال، قد يكون قسم معين يعاني من ارتفاع معدل دوران. و بمساعدة المهارة التشخيصية، قد يكتشف المدير أن مشرف القسم لديه مهارة إنسانية ضعيفة في التعامل مع الموظفين. و قد يتم حل هذه المشكلة عن طريق نقل المشرف أو تدريبه.
المهارات التحليلية Analytical Skill- القدرة على تحديد العناصر الحيوية أو الأساسية في موقف معين، وتقييم ترابطهم، وتحديد العناصر التي يجب أن تحظى بأكبر قدر من الاهتمام. تمكن هذه المهارة المدير من تحديد الاستراتيجيات الممكنة واختيار الأنسب لهذا الموقف.
على سبيل المثال، عند إضافة منتج جديد إلى خط الإنتاج الحالي، يمكن للمدير تحليل مزايا ومخاطر القيام بذلك وتقديم توصية إلى مجلس الإدارة، الذين يتخذون القرار النهائي.
تمكن المهارة التشخيصية المديرين من فهم الموقف، في حين تساعد المهارة التحليلية على تحديد ما يجب فعله في موقف معين.