أغمض عينيك للحظة وحاول أن تتخيل كيف تود أن تكون حياتك بعد عشر سنوات من الآن , إحفظ في ذهنك إنك شخص شخص كلي وأنه من المهم أن تضع أهداف مالية تلبي إحتياجاتك ورغباتك في الحياة , قال أحدهم مرة : (سواء كنت غنيا أم فقيرا , من الظريف دوما امتلاك المال) , لكن هناك الكثير في الحياة غير جمع المال , ربما قرأت قصة نشرت في الصحف مؤخرا عن فتاة من كاليفورنيا تلقت كعكة عيد ميلاد خاصة جدا في عيد ميلادها الواحد والعشرين , إلى جانب كل من الشمعات الأحدى والعشرين كان هناك ظرف فيه ألف دولار, بعد بضعة أيام , عثر والدها على جثتها وفي يدها كانت رسالة إنتحار قالت : (لقد قدمتما لي كل شئ كي أعيش به , ولكن لم تقدما لي أي شئ كل أعيش من أجله) إنها مأساة حقيقية!
في إختيارك هدفك في الحياة , ينبغي عليك أن تجيب على ثلاثة أسئلة كبيرة :
1- من أنا ؟ إن تمرينا بسيطا يستطيع مساعدتك على التركيز على هذا السؤال , أكتب مقالا قصيرا يروي من أنت , ولكن ضمن الحدود التالية : إحذف إسمك , عمرك , خلفيتك الثقافية , عنوانك , معلوماتك السيرية , أو أيا من الأشياء الأخرى التي تذكرها عادة في بيان سيرة.
إن وضع الأهداف والعمل بإتقان لتحقيقها يساعدك في تولي مسؤولية حياتك لعشرة أسباب جيدة :
1- تمنحك الأهداف شيئا تعمل من أجله , وهدفا واتجاها لحياتك.
2- تمنحك الأهداف أفضل سبب في العالم لعدم المماطلة أو التأجيل .
3- تساعدك الأهداف في تركيز طاقاتك ومواردك كلها في الجهة المحددة التي اخترتها .
4- تساعدك الأهداف على بناء الحماسة.
5- تساعدك الأهداف على أن تكون محددا مع الأشخاص الآخرين الذين يودون مساعدتك.
6- الأهداف تساعدك على إدخار الوقت لنفسك , للناس الذين تعمل من أجلهم , ولجميع من في حياتك.
7- تساعدك الأهداف على جمع النقود وادخارها .
8- تساعدك الأهداف على أن تضع كل ما يهمك في منظور.
9- تمنحك الأهداف معيارا تقيس عليه فعاياتك كشخص.
10- تقدم الأهداف أساسا لوضع أهداف جديدة تساعدك على مواصلة الإنطلاق.
إن السؤال الوحيد الذي يهمنا في الحقيقة هو : (من أنت كشخص)؟
2- ما الذي أفعله هنا ؟ ما الذي ترغب في الإسهام به , والذي سيغنيك كشخص ويجعل العالم مكانا أفضل للعيش فيه. أكتب مرثية لنفسك , لخص في بضع كلمات ما تود أن يقوله الناس عنك بعد موتك.
3- إلى أين أنا ذاهب ؟ لخص , على ضوء التمرينين السابقين , أي جهة ستسلك في حياتك , في جملة واحدة قصيرة , والآن قدر لنفسك على ميزان من 1 إلى 10 كيف تماشى أداؤك في الحياة حتى الآن مع الهدف الذي حددته لنفسك .
وحين تحدد هدفك في الحياة , تذكر أن حياتك تملك أبعاد كثيرة من المهم أن تختار :
1- وظيفة لا تقدم مكافآت مالية فحسب , وإنما تلبي إحتياجاتك العميقة وتمنجك الرضا عن النفس والمعنى.
2- علاقات شخصية وعائلية تحضر الحب إلى حياتك,
3- الأهداف الإجتماعية والدينية التي ترضي إحتياجاتك الدينية وعلاقاتك مع الآخرين.
4- الأهداف الثقافية والإستجمامية التي تغني حياتك وتجعل العيش مسليا.
نيدو كوبيت
ترجمة : أسامة إسبر
لتحقيق رغباتك وبسرعة عليك ان تمارس تصور هذه الأهداف ,كن ايجابياً ومتفائلاً بتحقيق هذه الأهداف.
إن كل ماترغب وتطمح بتحقيقه باستطاعتك الحصول عليه وذلك بأمرك وايحائك الى عقلك الباطن.
العقل الباطن بامكانه جلب وتحقيق هذه الأهداف مادية كانت أم معنوية, لكن أول خطوة يجب اتباعها هي تحديد الهدف.
فإذا كان هدفك هو الصحة الجيدة والشباب الدائم وقهر الشخوخة والعيش متمتعاً بالجسم السليم والعقل السليم عليك إلا ان تتسلح بالمعرفة الصحيحة للجسم – وظائف اعضائه والعقل وقوته ومستوياته من عقل واعي وعقل باطن – والغذاء وخصائصه وتناوله بصورة متوازية ,وتجنب الارهاق والتوتر.
تذكر أن عمرك ليس فترة من الحياة والزمن – بل طريقة تفكيرك ,وان تفكيرك يؤثر على جسمك ايجابياً شباب دائم وصحة وحيوية أو سلبياً مرضاً وهرم.
فالشباب, الشباب الخالد حالة عقلية ذهنية, الشباب جذوره في اللانهاية ,ولا يشيخ ويعجز الإنسان إلا بمنع روحه من الانطلاق وسيطرة الخوف والحسد والغضب والتعصب والشك والعواطف الهدامة بدل الاتجاه الايجابي من أما وتفاؤل وحب وتسامح وفهم وشجاعة وحماس.
فكر كل يوم من حياتك أنك تنمو شاباً صحيحاً ومعافى, انه تحسين كبير أنك ستكون شاباً بصحة جيدة وعافية حتى عندما يصبح عمرك أكثر من مائة.
فالبقاء شاباً فن, وسر هذا الفن في الغذاء المتوازن, العيش الصحيح بعدم مخالفة قوانين الطبيعة, والاتجاه الصحيح للعقل والتفكير.
إلاراة تنسب وتخص العقل الواعي, وبإلارادة تستطيع أن تضبط بدرجة كبيرة مايسجله العقل الباطن ,وكم مدى التأثير المسجل عليه, هذا أمر مهم وذلك لأنه بإرادتك تستطيع السيطرة على مايدخل الى عقلك الباطن, وتستطيع السيطرة على مايخرجه العقل الباطن من داخله, وعندما تجمع طاقة وسعة العقل الواعي والعقل الباطن فانك تحصل على انجازات غير محدودة.
المخيلة الخلاقة هي الملكة التي بواسطتها يتم “الحدس” و”الإلهام” ,وبواسطتها يمكن الاتصال بذبذبات الأفكار من العقول الأخرى, وبواسطتها يستطيع عقل الإنسان المحدود الاتصال مباشرة مع العقل اللانهائي.
وبواسطتها يمكن لإنسان ما أن يتراسل أو يتناغم مع العقول الباطنة للأشخاص الاخرين.
هذه المخيلة الخلاقة تعمل فقط عندما يكون العقل الواعي يتذبذب بمعدل سريع ,كما يحصل بتحفز العقل الواعي بواسطة الرغبة القوية.
في محاولة تفسير سلوك الحيوانات, عادة نقول إن الحيوانات لها “غرائز” معينة توجهها.
وبتحليلنا لهذه الغرائز نجد أنها تساعد الحيوانات لأن تتلائم بنجاح مع محيطها.
وباخصار فإن هذه الحيوانات لها “غريزة النجاح” أو التلائم مع المحيط.
غالباً ماتتغاضى عن حقيقة أن الانسان بدروه له ايضاً غريزة النجاح, ولكنها أكثر غرابة وأكثر تعقيداً من اي حيوان, ومن جهة أخرى, فالإنسان مميز ومبارك بصورة خاصة من هذه الناحية.
الحيوانات ليس باستطاعتها اختيار أهدافها, أهداف الحيوانات (المحافظة على الذات والنوع), ويمكن القول أنها موجهة مسبقاً.
ونجاحها آلي محدود بما يلائم الاهداف الموضوعية التي ندعوها “غرائز” تماماً مثل آلة الحاسوب المبرمجة مسبقاً.
الانسان عنده شيء خاص ليس للحيوانات مثله – المخيلة الخلاقة, الانسان لوحده باستطاعته ان يوجه غريزته للنجاح وذلك باستعمال مخيلته أو قدرته على التصور.
التخيل لديه القوى اللازمة لتحقيق مايتخيله (الهدف), فعندما يقرر أو يوضح الهدف, يقدم (العقل الباطن) الوسائل اللازمة لتحقيق هذا التخيل (الهدف), فإن أراد إنسان مثلاً التخلص من صداعه (آلام في رأسه) يكفي أن يتخيل (بتركيز أي بشدة) أن الآلام قد زالت ,عندئذ يعمل العقل الباطن كل مايلزم لتحقيق زوال تلك الآلام فعلاً وحقيقة.
د. أحمد توفيق