عادةً ما يُقال إنّ هذا الفرد أو ذاك مصابٌ بالإكتئاب نظراً لوجود أعراض واضحة قد تدلّ عليه، أبرزها الحزن الشديد
والشعور بالتعب من دون القيام بأيّ مجهود مع النظرة السلبية إلى الذات وانعدام الرغبة بالقيام بأيّ شيء.
وهنا تكمن خطورة ما يُعرَف بـ”الاكتئاب المبتسم” الذي تختلف أعراضه الظاهرة ويتخفّى وراء قناع الضحك والابتسامة
إلى أن يتفاقم ويظهر فجأةً أمام بعض الأشخاص القريبين وليس جميعهم.
بالإضافة إلى هذا النوع الخطير، نكشف في هذا الموضوع بعض الأنواع الأخرى من الاكتئاب، والتي إن لم تُعالَج
في الوقت المناسب، تتفاقم خطورتها وتؤدّي إلى عواقب وخيمة.
الاكتئاب الحاد
يتميّز بأعراض حادة تؤثر على تفاصيل الحياة اليومية بشكلٍ كبير وقد تُعيق القيام ببعض المهام البسيطة
التي لطالما اعتاد عليها الشخص في السابق. تستمرّ هذه الأعراض لأسابيع أو أشهر مع حدوث نوبات اكتئابيّة حادة
تُشعر الفرد بالدونية وانعدام القيمة مع تعب شديد وغياب النشاط والرغبة بالعزلة والأفكار الانتحارية.
الاكتئاب المزمن
هو اكتئابٌ طويل الأمد تكون أعراضه أقلّ حدّة من النّوع السابق، ولكن أحياناً قد يُصاب الشخص بنوبات تتضمّن
أعراضاً حادة ويسبّب التعب والإجهاد والتأثير السلبي على الحياة اليومية والعلاقات الشخصية. وقد يصعب التفريق
بين هذا الاكتئاب والحالة الطبيعية للمريض إذ يُعتقد أن ذلك جزء من شخصيته وطبيعته.
الاكتئاب الذهاني
يُعدّ من أشكال الاكتئاب الشديد وتتخلّله أعراض ذهانية تؤثر على أداء الشخص وتفكيره
حيث ينفصل عن الواقع ويعاني من أعراض تشمل الاعتقاد بأفكار ووقائع غير منطقية وغير موجودة
هلوسة سمعيّة وبصريّة والمعاناة من مشاكل في الجلوس والحركة.
الاكتئاب المبتسم
من أخطر أنواع الاكتئاب المتخفّي نتيجة الظهور بحالٍ جيّدة من خلال وضع قناع الابتسامة طوال الوقت وإخفاء
معاناة نفسيّة حقيقية. ومن أعراضه تغيّرات في الشهية ما بين الإفراط وعدم تناول الطعام، الأرق أو النعاس الدائم
الشعور بالذنب والاعتذار الدائم، الشعور بالدونية وقلّة الثقة بالنفس، عدم الاهتمام بالأنشطة المعتادة
الاندماج في الحياة الاجتماعية وكأنّ كلّ شيء على ما يرام وارتفاع الكفاءة في العمل.
الاكتئاب الموسمي
كما يدلّ عليه إسمه، يرتبط الاكتئاب الموسمي بفصولٍ معيّنة من السنة وغالباً ما يحدث خلال الشتاء.
تبدأ الأعراض في العادة مع بداية فصل الخريف بسبب النقص في الضوء وانخفاض حدّة أشعة الشمس.
ومن الأعراض: الرغبة الدائمة في النوم، زيادة الوزن، العزلة الاجتماعية، توارد الأفكار الانتحارية.
الاكتئاب المصاحب للولادة
تتعرّض نسبة من النساء لما يُعرف بالاكتئاب المصاحب للولادة، والذي يبدأ في الفترة الأخيرة من الحمل
وتزداد حدّته كلّما اقترب موعد الولادة ويستمرّ بعد خروج الطفل إلى الحياة لمدّة 4 أسابيع تقريباً. وتحدث
في هذه الحالة تغيّرات هرمونية تسبب تغيرات كيميائية في الدماغ، يصاحبها اضطرابات مزاجية.