ذات صلة

جمع

وظائف محاسب في شركه تعمل في مجال الاخشاب – اكتوبر

تفاصيل الوظيفة مطلوب محاسب – لشركة تعمل في مجال الاخشاب –...

وظيفة محاسب عملاء في شركه العمده للتوريدات والمقاولات

تفاصيل الوظيفة مطلوب محاسب عملاء – شركة العمدة للتوريدات والمقاولات...

مطلوب محاسب – التجمع الخامس

تفاصيل الوظيفة مطلوب محاسب – خبرة لا تقل عن 3_5 سنوات...

مشكلة نقض التدريب وكيف يمكن مناقشتها مع الادارة

مشكلة نقص التدريب في بعض الأحيان، يشعر الموظفون أنهم لم...

مشكلة انخفاض المرتبات وكيف يمكن حلها مع الادارة

قد تكون هذه مشكلة خاصًة إذا شعر الموظف المعني...

الانتحار … الوهم الكبير للتغيير

الانتحار … الوهم الكبير للتغيير

عن هسبريس
يونس بقيان *
الخميس 26 يناير 2012 – 23:09
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد:
تعتبر ظاهرة الاحتجاج بحرق النفس من أبرز الظواهر التي شهدتها عدة عواصم عربية منذ بداية الربيع العربي محاكاة للشاب التونسي محمد البوعزيزي ، ولا يمكن أن نقول بأنها وسيلة استثنائية من وسائل الجهاد ضد الحاكم الظالم ؛ حيث أن هناك العديد من السبل أقل ضررا من حرق النفس ، التي بها يستطيع الإنسان أن يعبر عن رأيه بما يوافق الشرع ، وإن صحة المقاصد يلزم فيها صحة الوسائل ، إذ الغاية لا تبرر الوسيلة ، فحق حفظ النفس مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية التي التي لا يجوز لأحد أن يعتدي عليها بغير حق ، واعتبر الفقه الإسلامي الاعتداء على النفس كبيرة من الكبائر التي يمارسها الإنسان ضد نفسه ، فقال تعالى : ﴿ ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة ﴾( البقرة :195) وقال : ﴿ولا تقتلوا أنفسكم ﴾ (النساء:29)
وفي الحديث أن النبي صى الله عليه وسلم قال: مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهْوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا ، وَمَنْ تَحَسَّى سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسَمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ .. الحديث .رواه البخاري
فالكيان الإنساني محل حماية ، تحميه الشريعة الإسلامية في حياته وحتى بعد مماته ، ونفس الإنسان ليست ملكا له يتصرف فيها كيف يشاء ، ولا يباح بحال من الأحوال لأحد أن يقتل نفسه ليستريح من الظلم والطغيان والقهر ، فالإنسان بنيان الله ملعون من هدمه ، والمؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف ، حيث أن الصحة هي ركن أساسي في حياة الإنسان حتى تتحقق خلافته في الأرض ، إذ لا معنى للكفاية من غير صحة ، ولا معنى للصحة من غير هداية ، وهذا من فلسفة الابتلاء والقدرة على الصبر والتحمل ، فمهما اشتدت المصائب على الإنسان فإنه يصبر ويحتسب ولا ينقطع رجاؤه من الفرج الإلهي .
فالنفس أمانة من الله إليك أيها الإنسان ، فكن حريصا على حفظ الأمانة ولا تضيعها ؛ لأنك ستسأل عنها ، إذ الاعتداء عليها محرم شرعا . وأنا من خلال هذه المقالة لا أستطيع أن أحكم على الشباب الذين أحرقوا أنفسهم ، أكثر مما أريد أن أوضح حكم الشرع في المسألة بغض النظر عن إسقاط الأحكام على الأعيان ؛ حيث أن الحكم بعد الابتلاء بالفعل ، غير الحكم قبل الابتلاء به عند أهل العلم . وفي السياق نفسه لا يمكن ان نغفل الحديث عن المسئولين الذين فرطوا في حقوق شعوبهم ، فالشريعة الإسلامية جاءت بكل ما ينظم العلاقة بين الراعي ورعيته ، على كل المستويات ، وبما يكفل لهم حقوقهم ، من حياة كريمة ، وصحة ، وتعليم ، وغيرها من الأمور التي تكفل للإنسان حقه في الحياة ، وبتحقيق هذه الأمور، يكون قد قام بواجب تجاه رعيته ، ويكسب حبهم وطاعتهم ، وفي مثل هذه العلاقة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ . رواه مسلم
فالحاكم إذا كان صالحا غرس الله له القبول في الأرض فأحبه الناس ، والناس لا يحبون إلا الأخيار .
وكان وعد الله لكل مسئول أن يشق على شعبه ، أن يشق الله عليه ، فكان من دعائه صلى الله عليه وسلم : اللَّهُمَّ مَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ وَمَنْ وَلِىَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِى شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ . رواه مسلم . فالمسئول الذي يحتكر كل شيء لنفسه ويذيق شعبه طعم الذل والهوان ، عليه أن يعرف بأن المصير المحتوم له من الكأس نفسه الذي جرع منه شعبه .
وفي الختام أريد أن أوجه رسائل قصيرة الى إخواني الشباب الذين ما زالوا يفكرون في إحراق أنفسهم
1_ لا مبرر لجريمة الانتحار مهما كانت الأوضاع متردية ، إن الانتحار حالة شديدة من ضعف الإيمان لقوله تعالى: ﴿ ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ﴾( الحجر:56)
2_ النضال هو أن توجد قوة على الساحة تعلي كلمة الحق ومستعد للتضحية حتى ولو كان الثمن سجنا ، أو بطشا ، أو قهرا كما نشاهد ، وليس الحل هو حرق النفس .
3_ لا تعيشوا في وهم كبير، لقد خرج كثير من الشباب فأحرقوا أنفسهم أملا أن يحدث التغيير ، ولن يحدث أي تغيير حتى ولو حرق الشعب كله نفسه ، فالصمود ثم الصمود الى أن تستردوا الحقوق كاملة أو تقتلون دونها شهداء بإذن الله .
4_ مهما كانت ظروف الحياة ، فهي لا تستحق أن تزهق روحك من أجلها ، اللهم إذا أزهقت على يد الظالم فأنت شهيد في سبيل الله .والله الموفق للصواب
*طالب مغربي ماجستر في جامعة القاهرة ، وعضو في الرابطة العالمية لخريجي الأزهر.