مال واقتصاد

البنك الدولى يعترف بفشل المؤشرات الاقتصادية فى التنبؤ بالربيع العربى

اعترف البنك الدولى بأن الاعتماد على المؤشرات الاقتصادية أخفى مستويات الإحباط والسخط بين سكان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتفشل تلك المؤشرات فى التنبؤ بثورات الربيع العربى والتى أرجعها إلى تنامى وانتشار مشاعر عدم الرضا عن مستويات المعيشة وتدنى وسوء الخدمات الحكومية ونقص الوظائف.

جاء ذلك فى تقرير جديد يبحث عن التفاوتات الاقتصادية والرفاه الشخصية والاضطرابات الاجتماعية فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتى تبحث عن حل لغز التفاوتات العربية خاصة ما الذى دفع الناس إلى النزول الى الشوارع؟ ولماذا لم تتنبأ الأرقام والبيانات الاقتصادية بذلك؟ خاصة انها كانت تشير الى صورة مشرقة للمنطقة تشمل تحقيق تقدم مطرد نحو القضاء على الفقر المدقع وتعزيز الرخاء المشترك وزيادة معدلات الالتحاق بالتعليم وخفض أعداد الجوعى ووفيات الأطفال والأمهات الى جانب أن معدل النمو الاقتصادى كان معتدلا.

وتوقع التقرير أن يبلغ معدل نمو اجمالى الناتج المحلى العام الحالى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نسبة 2.8% فى المتوسط، مشيرا إلى أن احتمالات تحسن التوقعات ضئيلة مع استمرار التراجع فى أسعار البترول واستمرار الحروب الأهلية إضافة إلى الركود المحتمل للاقتصاد العالمي.

واوضح التقرير أن المواطن العادى خاصة من أفراد الطبقة المتوسطة فى الفترة التى سبقت الربيع العربى كان يشعر بالإحباط بسبب تدهور مستويات المعيشة نتيجة نقص فرص العمل فى القطاع الرسمى وسوء الخدمات العامة والافتقار إلى آلية المسألة الحكومية ،مضيفا أن العقد الاجتماعى القديم لإعادة توزيع الثروة وعدم قدرة المواطنين على إسماع صوتهم لم يعد من الممكن استمراره.

وأكد التقرير أن مستوى الرضا عن نوعية الحياة قبل اندلاع الربيع العربى كان منخفضا نسبيا وكانت مستويات عدم الرضا عن نوعية الحياة آخذه فى الزيادة وفى عام 2010 كان الناس فى البلدان التى شهدت أشد الاضطرابات وهى سوريا وليبيا وتونس ومصر واليمن من بين أقل الشعوب سعادة فى العالم حيث تفشت مشاعر الاستياء والسخط.

ويشير التقرير إلى أن العقد الأول من القرن الحالى كانت الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المنطقة الوحيدة فى العالم التى شهدت تراجعا حادا فى الرفاه الشخصى وتظهر إحصاءات مسوح الرفاه والتى وردت فى التقرير زيادة مشاعر عدم الرضا عن الخدمات الحكومية التى تؤثر على مستويات المعيشة فى المنطقة من بين هذه الإحصاءات كان نسبة من يشعرون بعدم الرضا عن مدى توافر مساكن ميسورة هى الأكثر شدة كما كان هناك زيادة فى نسبة السكان الذين يشعرون بعدم الرضا عن وسائل النقل العام ونوعية الرعاية الصحية وتوافر وظائف جيدة.

وتشير ايلينا يانتشوفيتسيا الخبيرة الاقتصادية الأولى فى مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبنك الدولى والمؤلفة الرئيسية للتقرير أن الوضع مازال يتفاقم فى المنطقة حيث أن كثيرا من العوامل التى أسهمت فى تعاسة المواطنين قبل الربيع العربى مازالت قائمة ورغم أن المظالم لا تؤدى إلى حروب أهلية فان الانتفاضات التى تحركها المظالم يمكن أن تنمو وتتطور إلى حروب أهلية فى المجتمعات التى تشهد استقطابا ومما يزيد من مخاطر الصراع ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب رغم وفرة الموارد الطبيعية.
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى