مال واقتصاد

البورصة الأمريكية الأفضل والأعلى نموا‮ ‬.. البورصات الأوروبية تغلق علي‮ ‬ارتفاع‮ .. ‬والروسية تعانى من العقوبات‮ .. ‬وهونج كونج تدفع ثمن المظاهرات

كان عام‮ ‬2014‮ ‬صعًبا على البورصات العالمية باستثناء أمريكا التي‮ ‬استفادت من تربعها على عرش الاقتصاد العالمي‮ ‬بتسجيلها أعلى معدل نمو في‮ ‬الربع الثالث،‮ ‬بجانب أكبر معدل للتوظيف،‮ ‬فيما عانت أسواق أوروبا الأمرين مع عودة شبح الأزمة المالية للظهور،‮ ‬وتحقيق معدلات نمو متدنية‮.‬

وانتعش الاقتصاد الأمريكي‮ ‬في‮ ‬الربع الثالث مسجلاً‮ ‬أقوى‮ ‬6‮ ‬أشهر من النمو خلال‮ ‬10‮ ‬سنوات،‮ ‬إذ بلغ‮ ‬إجمالي‮ ‬الناتج المحلي‮ ‬بنسبة‮ ‬3‭.‬9٪‮ ‬في‮ ‬الربع الثالث،‮ ‬صعودًا من تقديرات مبدئية استقرت عند‮ ‬3‭.‬5٪،‮ ‬بينما أظهر تقرير وزارة العمل الأمريكية عن ارتفاع وتيرة إضافة الوظائف إلى أعلى مستوى منذ مطلع عام‮ ‬2012،‮ ‬حيث تمت إضافة‮ ‬321‮ ‬ألف وظيفة جديدة خلال نوفمبر مقارنة مع التوقعات التي‮ ‬أشارت إلى‮ ‬230‮ ‬ألف وظيفة جديدة،‮ ‬بينما ظلت معدلات البطالة عند مستوى‮ ‬5‭.‬8٪‮.‬

وأكد البيت الأبيض أن الاقتصاد الأمريكي‮ ‬أخذ خطوة كبيرة علي‮ ‬طريق التعافي‮ ‬في‮ ‬عام‮ ‬2014،‮ ‬والذي‮ ‬سجل خلاله رقما قياسيا في‮ ‬أطول سلسة من النمو في‮ ‬وظائف القطاع الخاص،‮ ‬علي‮ ‬مدي‮ ‬57‮ ‬شهراً‮ ‬متتالية ولا‮ ‬يزال مستمرا‮.‬

وفي‮ ‬الاتحاد الأوروبي‮ ‬البالغ‮ ‬عدد دوله‮ ‬28‮ ‬دولة،‮ ‬كان الوضع مختلف تماما إذ بلغ‮ ‬معدل النمو في‮ ‬الربع الثالث‮ ‬0‭.‬3٪‮ ‬فقط بينما اقتصر معدل النمو في‮ ‬منطقة اليورو‮ ‬18‮ ‬دولة على‮ ‬0‭.‬2٪،‮ ‬وبلغ‮  ‬معدل النمو في‮ ‬ألمانيا على‮ ‬0‭.‬1٪،‮ ‬وفي‮ ‬فرنسا على‮ ‬0‭.‬3٪‮ ‬،‮ ‬وظل معدل النمو سلبيا في‮ ‬إيطاليا‮.‬

وكشفت تقارير مكتب الإحصاءات الأوروبي‮ ‬ارتفاع أعداد العاطلين بالمنطقة في‮ ‬الشهر الماضي‮ ‬مما أبقى معدلات البطالة عند‮ ‬11‭.‬5٪‮ ‬للشهر الثالث على التوالي‮.‬

أما اليابان فاستمر معدل النمو بها في‮ ‬التراجع للربع الثاني‮ ‬على التوالي‮ ‬إلى‮ ‬1‭.‬6٪‮ ‬نتيجة فرض الضريبة الجديدة للمبيعات،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬دعا إلى تأجيل تطبيق المرحلة الثانية منها،‮ ‬وتبني‮ ‬البنك المركزي‮ ‬الياباني‮ ‬سياسة نقدية جديدة لتحفيز النشاط الاقتصادى‮.‬

ويعتزم رئيس الوزراء شينزو آبي‮ ‬تأجيل زيادة مزمعة في‮ ‬ضريبة المبيعات لأبريل‮ ‬2017‮ ‬لأن أرقام الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮ ‬للربع الثالث من العام من المرجح أن تكون ضعيفة،‮ ‬حيث كانت الحكومة قد رفعت ضريبة المبيعات إلى‮ ‬8٪‮ ‬مقابل‮ ‬5٪‮ ‬في‮ ‬أبريل الماضي‮ ‬مما أثار أكبر انكماش اقتصادي‮ ‬في‮ ‬اليابان منذ الأزمة المالية العالمية في‮ ‬الربع الثاني‮ ‬من‮ ‬2014‮ .‬

ومما‮ ‬يعزز المشكلات أمام القارة العجوز،‮ ‬أزمة أوكرانيا التي‮ ‬تحتاج إلى‮ ‬15‮ ‬مليار دولار إضافيا خلال عدة أسابيع لمنع الانهيار المالي‮ ‬وفقا لصندوق النقد الدولي،‮ ‬بينما لا تزال اليونان في‮ ‬طريقها لإنهاء برنامج الإنقاذ المالي‮ ‬الشديد الصرامة في‮ ‬فبراير المقبل والتحول إلى مراقبة مالية أكثر‮ ‬يسراً‮ ‬رغم تأجيل المفاوضات مع المقرضين‮.‬

وأعلنت هيئة الإحصاءات الوطنية في‮ ‬اليونان،‮ ‬ارتفاع نمو الاقتصاد بمعدل أكثر من المتوقع خلال الربع الثالث من السنة الجارية،‮ ‬ما‮ ‬يؤكد عودة الاقتصاد اليوناني‮ ‬إلى النمو بعد‮ ‬6‮ ‬سنوات من الركود،‮ ‬إذ شهد اقتصاد البلاد حالة ركود منذ أزمة‮ ‬2008‮ ‬وحتى العام الماضي،‮ ‬بعد إجراءات حكومية لإصلاح الوضع المالي‮ ‬مقابل عمليتي‮ ‬إنقاذ اقتصادي‮ ‬دولي‮ ‬بقيمة‮ ‬240‮ ‬مليار‮ ‬يورو إذ شهدت الأعوام الستة الماضية انكماش الاقتصاد بنحو‮ ‬30٪،‮ ‬وتسجيل نسبة بطالة تجاوزت ربع حجم القوة العاملة‮.‬

وعلى مدار العام،‮ ‬ارتفع مؤشر‮ ‬يوروفرست‮ ‬300‮ ‬لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى بنحو‮ ‬240‮ ‬نقطة فقط بعدما وصل لمستوى‮ ‬1368‭.‬89‮ ‬نقطة مقابل‮ ‬1129‭.‬58‮ ‬نقطة في‮ ‬بداية عام‮ ‬2014‮ ‬الحالي‮.‬

وقفز مؤشر فايننشال تايمز‮ ‬100‮ ‬البريطاني‮ ‬نحو‮ ‬698‮ ‬نقطة ليبلغ‮ ‬مستوةى‮ ‬6607‭.‬31‮ ‬نقطة‮  ‬مقابل‮ ‬5909‭.‬62‮ ‬نقطة،‮ ‬خلال الفترة المقارنة ذاتها‮.‬

بينما صعد مؤشر كاك‮ ‬40‮ ‬الفرنسى‮  ‬بنحو‮ ‬677‮ ‬نقطة ليبلغ‮ ‬مستوى‮ ‬4‭,‬293‭.‬12‮ ‬نقطة مقابل‮ ‬3615‭.‬94‮ ‬نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها،‮ ‬أما مؤشر‮ «‬داكس الألماني‮» ‬فبلغ‮ ‬مستوى‮ ‬9‭,‬895‭.‬39‮ ‬نقطة مقابل‮ ‬9552‭.‬16‮ ‬نقطة مرتفعا بنحو‮ ‬343‮ ‬نقطة‮.‬ وتراجع مؤشر بورصة فيينا لأول مرة منذ عامين،‮ ‬في‮ ‬نهاية عام‮ ‬2014‮ ‬إلى مستوى1‭.‬992‭,‬46‮ ‬نقطة،‮ ‬مما أدى إلى إثارة مخاوف شديدة وقلق داخل الحكومة ودوائر المال والاقتصاد في‮ ‬النمسا‮.‬

وتعاني‮ ‬البورصة الروسية منذ فرض العقوبات الغربية وتراجع‮  ‬أسعار النفط،‮ ‬لتتوقع وزارة الاقتصاد الروسية أن‮ ‬يتراوح معدل النمو هذا العام بين‮ ‬0‭.‬7‮ ‬و0‭.‬8٪،‮ ‬وسط توقعات بأن تقلل موسكو توقعاتها لمعدل النمو الذي‮ ‬قدرته بـ‮ ‬1‭.‬2٪‮ ‬العام القادم‭,‬ وخسر مؤشر‮  «‬إم أي‮ ‬سي‮ ‬إي‮ ‬إكس‮» ‬الروسي‮ ‬نحو‮  ‬83‮ ‬نقطة في‮ ‬13‮ ‬شهرًا ليلبغ‮ ‬مستوى‮ ‬1412‮ ‬مقابل‮ ‬1495‭.‬65‮ ‬نقطة،‮ ‬بينما فقد مؤشر‮ «‬آر تي‮ ‬إس‮»  ‬نحو‮ ‬900‮ ‬نقطة ليلبغ‮ ‬مستوى‮ ‬814‮ ‬نقطة مقابل‮ ‬1442‭.‬83‮ ‬نقطة،‮ ‬خلال الفترة المقارنة ذاتها‮.‬

ووفقا للمالية الروسية،‮ ‬تخسر البلاد‮ ‬32‮ ‬مليار‮ ‬يورو سنويًا تقريبًا بسبب العقوبات الغربية المفروضة عليها و80‮ ‬مليار‮ ‬يورو تقريبًا بسبب تراجع أسعار النفط‮.‬

وتخضع روسيا لعقوبات فرضتها عليها الدول الأوروبية وأمريكا بسبب الأزمة الأوكرانية حملت اقتصادها إلى الانكماش،‮ ‬وأثرت بصورة كبيرة على عملتها‮ «‬الروبل‮» ‬التي‮ ‬خسرت قرابة ثلث قيمتها مقابل العملة الأوروبية الموحدة‮ «‬اليورو‮» .‬

وتأثر الاقتصاد الروسي‮ ‬الذي‮ ‬تشكل العائدات النفطية أكثر من نصف موارده بحد كبير بتراجع أسعار النفط،‮ ‬وتقدر وزارة التنمية الاقتصادية الروسية خسائر الموازنة الروسية في‮ ‬عام‮ ‬2015‮ ‬جراء تردى وضع الاقتصاد الكلي‮ ‬ستبلغ‮ ‬993‮ ‬مليون دولار و1‭.‬8‮ ‬مليار دولار أمريكي‮ ‬بما‮ ‬يعادل‮ ‬0‭.‬1٪‮ ‬من الناتج المحلي‮ ‬الإجمالي‮».‬

وتؤثر العقوبات الغربية على أكبر الشركات والمصارف الروسية،‮ ‬وضربت صناعتي‮ ‬الطاقة والدفاع،‮ ‬كما جمدت العقوبات أرصدة بعض حلفاء الرئيس الروسي‮ ‬فلاديمير بوتين وفرضت حظرا على سفرهم إلى الغرب‮. ‬وتحصل روسيا على نحو نصف إيراداتها من أرباح النفط،‮ ‬وتأثر اقتصادها الذى‮ ‬يفتقر إلى التنوع،‮ ‬بشكل كبير من انخفاض أسعار النفط في‮ ‬الأسواق العالمية بأكثر من‮ ‬25٪‮.‬ وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي‮ ‬لأسهم كبرى الشركات الأمريكية‮ ‬1383‮ ‬نقطة ليلبغ‮ ‬مستوى‮ ‬17959‭.‬89‮  ‬نقطة مقابل‮ ‬16576‭.‬66‮ ‬نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها‮.‬

وزاد ستاندرد آند بورز‮ ‬500‮ ‬الأوسع نطاقا‮ ‬270‮ ‬نقطة ليبلغ‮ ‬مستوى2078‭.‬60‮ ‬نقطة مقابل‮ ‬1848‭.‬36‮ ‬نقطة،‮ ‬خلال الفترة المقارنة‮.‬

وصعد ناسداك المجمع الذي‮ ‬تغلب عليه أسهم التكنولوجيا نحو‮ ‬604‮ ‬نقاط ليبلغ‮ ‬مستوى4781‭.‬42‮  ‬نقطة مقابل‮ ‬4176‭.‬59‮ ‬نقطة خلال الفترة المقارنة ذاتها‮.‬

كان داو جونز قد ارتفع بنسبة‮ ‬26‭.‬5٪‮ ‬خلال عام‮ ‬2013،‮ ‬مسجلا أفضل أداء سنوي‮ ‬له منذ‮ ‬1995‮ ‬بينما ارتفع ستاندرد آند بورز‮ ‬500‮ ‬بنسبة‮ ‬29‭.‬6٪‮ ‬مسجلا أيضا أفضل أداء سنوي‮ ‬منذ‮ ‬1997‮ ‬في‮ ‬حين قفز ناسداك‮ ‬38٪‮ ‬ليسجل أفضل أعوامه منذ‮ ‬2009‮ .‬

أما مؤشر نيكي‮ ‬الياباني‮ ‬فأنهي‮ ‬تعاملات الثلاثاء الماضي‮ ‬عند مستوى‮ ‬17635‭.‬14‮  ‬نقطة مقابل‮ ‬16291‭.‬31‮ ‬نقطة في‮ ‬2013‮ ‬والذي‮ ‬كان حينها الأعلى في‮ ‬6‮ ‬سنوات‮.‬

وكان مؤشر نيكي‮ ‬قد أنهى عام‮ ‬2013‮ ‬على مكاسب بلغت‮ ‬57٪‮ ‬هي‮ ‬أكبر زيادة سنوية له في‮ ‬أكثر من‮ ‬40‮ ‬عامًا بدعم من اجراءات التحفيز الاقتصادي‮ ‬القوية التي‮ ‬اتخذتها حكومة رئيس الوزراء شينزو آبي‮ ‬وبنك اليابان المركزى‮.‬

وقفز مؤشر توبكس الأوسع نطاقا بنحو‮ ‬110‮ ‬نقاط ليبلغ‮ ‬مستوى1413‭.‬05‮  ‬نقطة مقابل‮ ‬1302‭.‬29‮ ‬نقطة خلال عام‮ ‬2013‮ ‬الماضي،‮ ‬والذي‮ ‬كان حينها أعلى مستوى للمؤشر منذ عام‮ ‬2008‮ .‬

وبالنسبة لبورصة هونج كونج،‮ ‬فأنهى مؤشر هانج سينج القياسى العام عند مستوى‮ ‬23333‭.‬69‮ ‬نقطة مقابل‮ ‬23306‭.‬39‮ ‬نقطة مرتفعا بنحو‮ ‬27‮ ‬نقطة فقط،‮ ‬وذلك رغم المكاسب الكبيرة التي‮ ‬حققها في‮ ‬عام‮ ‬2013‮ ‬الماضي‮ ‬والتي‮ ‬قفزت خلالها بنسبة تناهز‮ ‬3٪‮.‬

وشهدت هونج كونج تظاهرات مطالبة بالديمقرطية خلال النصف الثاني‮ ‬من عام‮ ‬2014‮ ‬الماضي،وتأسست حركة تسم نفسها‮ «‬احتلوا وسط هونج كونج‮»‬،‮ ‬وأثرت تظاهراتها بشكل سلبي‮ ‬على اقتصاد المنطقة حيث سببت تباطؤا اقتصاديًا وارتفاعًا بالبطالة‮.‬

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى