تنمية بشرية

التنميـــة

التنميـــة

مفهوم التنمية

مقدمة

التنمية هي عملية إجتماعية وثقافية وسياسية وإدارية وليست محض إنجازات إقتصادية، وهي شئ ضروري وهام لكل مجتمع إنساني، وذلك لتحقيق أهداف الناس والمجتمع، وعلى رأسها تحقيق مستوى معيشة أو حياة أفضل. والتنمية عملية شاملة تضرب جذورها في مختلف جوانب الحياة وتنقل بالمجتمع على مرحلة جديدة من التقدم.

والتنمية لغويا جاءت من الفعل نما أي زاد، ومن النماء أي الخير والإصلاح.

ويمكن النظر إلى التنمية بأنها عكس التخلف حيث يعرف العلماء التخلف بأنه تأخر وبطء في الحركة في تحقيق النمو والتقدم إلى الأمام، بمعنى تخلف الأساليب الإجتماعية والإقتصادية والتكنولوجية في مجتمع معين عن المستوى الذي كان بوسع ذلك المجتمع أن يبلغه في وقت معين.

ويمكن تحديد ثلاث خصائص للتخلف هي كالتالي:-

1. إنخفاض مستوى الدخل.
2. سوء مستوى التغذية.
3. إنخفاض المستوى الصحي.

حيث تلك الخصائص تشكل بدورها حلقة مفرغة للفقر.

تعريف التنمية:- هناك تعريفات عديدة لمفهوم التنمية، نذكر منها على سبيل المثال:-

1) التنمية هي عملية ديناميكية تتكون من سلسلة من التغييرات الهيكلية والوظيفية في المجتمع، وتحدث نتيجة للتدخل في توجيه حجم ونوعية الموارد المتاحة للمجتمع، وذلك لرفع مستوى رفاهية الغالبية من أفراد المجتمع عن طريق زيادة أفراده في إستثمار طاقات المجتمع إلى الحد الأقصى.

2) التنمية هي عملية مستمرة يشارك فيها أفراد المجتمع للعمل على نقل مجتمعهم من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية عن طريق إحداث بعض التغيرات الإيجابية في قطاعات العمل المختلفة والتي تؤدي إلى زيادة وتحسين في مستوى معيشة الأفراد.

3) التنمية هي كل الجهود البشرية التي تبذل من أجل النمو والتقدم وتحقيق الرفاهية للمواطن والمجتمع.

4) التنمية هي كل عمل إنساني بناء في جميع القطاعات وفي مختلف المجالات وعلى كافة المستويات.

5) التنمية هي عملية حضارية متكاملة تعني بدفع كفاءة القوى المنتجة بما ينمي الثروة القومية ويولد الفائض الإقتصادي اللازم للتوسع المطرد في الإستثمار.

كما تعني التنمية بتوفير الخدمات الأساسية للأفراد المنتجين لتوفر لهم الشروط الموضوعية للوصول إلى مستوى التطوير التكنولوجي المطلوب.

خصائص التنمية:- وفي ضوء التعريفات السابقة يمكن تحديد بعض خصائص التنمية في التالي:-

1) التنمية عملية مقصودة ومخططة.
2) التنمية عملية ضرورية للتغيير المنظم.

3) التنمية عملية ليست جزئية وإنما كلية شاملة.
4) التنمية عملية داخلية ذاتية أي أن مقوماتها وبذورها موجودة في داخل كيان المجتمع نفسه، وأن قوى خارجية لا تعدو أن تكون عوامل مساعدة أو ثانوية.

5) التنمية عملية ديناميكية.
6) التنمية عملية مستمرة.

7) التنمية ضرورية لكل مجتمع حتى المتقدم منها.
8) أهمية المشاركة الشعبية في جميع مراحل العمل التنموي.

9) أهمية العدالة في جميع مراحل وإجراءات التنمية.
10) ضرورة إزاحة المعوقات التي تعوق عمليات التنمية في أي مرحلة من مراحلها.

11) ضرورة أن تراعي التنمية البعد البيئي في جميع مشروعاتها.
12) التنمية لها أنواع عديدة حسب المجال الذي تعمل به مثل:- التنمية الإجتماعية، والتنمية الإقتصادية، والتنمية التعليمية، والتنمية الصحية.

13) التنمية لها مستويات عديدة حسب المستوى الجغرافي الذي تعمل علي مثل:- التنمية الدولية الإقليمية، والتنمية القومية، والتنمية المحلية (تنمية المجتمع المحلي).
14) التنمية لا بد أن تكون تنمية مستدامة.

أبعاد التنمية:- يمكن تحديد أربعة أبعاد متكاملة للتنمية لا بد من مراعاتها عند ممارسة التنمية، هي كالتالي:-

1) التنمية كعملية:- حيث يكون التركيز على التغيرات المتتابعة، التي من خلالها ينتقل المجتمع من النمط البسيط إلى النمط الأكثر تعقيدا، وهي بذلك تؤكد الآثار الإجتماعية والنفسية على الأفراد.

2) التنمية كمنهج:- حيث تعتبر إتجاها نحو الفعل وهي بهذا تتضمن معنى العملية مع التركيز على المرحلة النهائية، وليس على عملية التتابع، فهي إذن وسيلة لتحقيق غاية.

3) التنمية كبرنامج:- حيث يكون التركيز على مجموعة من الأنشطة تمثل مضمون البرنامج الذي يصبح هدفا حد ذاته.

4) التنمية كحركة:- حيث تحمل معنى الإلتزام وتكون موجهة نحو التقدم وتصبح نوعا من التنظيم.

مقومات إستمرارية عملية التنمية:- ولضمان إستمرارية عملية التنظيم في المجتمع يجب الإعتماد على توفير المقومات التالية:-

1) توفير الكادر الإداري الناجح الذي لديه القدرة على إدارة مشروعات التنمية بكفاءة من داخل أفراد المجتمع أنفسهم.

2) توفير الدعم المالي الذي يساهم في إستمرارية المشروعات التنموية.

3) قبول المجتمع لعملية التنمية من خلال مشاركتهم في تخطيط وتنفيذ وإدارة المشروعات التنموية وإحساسهم بملكية تلك المشروعات.

4) خلق علاقة جيدة مع الجهات الحكومية من خلال التأكيد على أهمية دور الجمعيات الأهلية الذي يكمل دور الجهات الحكومية في عملية التنمية.
ونظرا لأهمية إستمرارية عملية التنمية ظهر مصطلح التنمية المستدامة تأكيدا لهذه الأهمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى