spot_img

ذات صلة

جمع

خطوات وشروط نقل رقم التليفون المحمول إلى شركة أخرى.. تعرف عليها

ألزم الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات مقدمــي خدمــات التليفــون المحمــول...

أسعار العملات اليوم الإثنين 17-6-2024 في السوق المصرفي

استقرت أسعار العملات اليوم الاثنين 17-6-2024 بالبنوك العاملة في...

شعبة الذهب تكشف مواعيد عمل المحلات خلال أيام عيد الأضحى

كشف مصدر فى شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أنه...

212.5 مليار جنيه قيمة التداول بالبورصة خلال جلسات الأسبوع

بلغ إجمالى قيمة التداول بالبورصة خلال الأسبوع نحو 212.5...

وزير المالية يزف بشرى سارة لمحدودي ومتوسطي الدخل

أكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، أنه تنفيذًا للتوجيهات...

التوازن بين العدالة الضريبية والهدف الجبائي للضريبة

إذا كان للضريبة هدف جبائي يتمثل بحصول الدولة ، من خلال الضريبة ، على إيرادات سيادية لتمويل قنوات الإنفاق العام ، لكن هذا الهدف قد يبدو

بحاجة إلى أن يكون متسقاً مع قاعدة العدالة الضريبية ، مما يدعو إلى التساؤل عن آلية الموائمة بين ذلك الهدف ، وتلك القاعدة ، فهل أن هدف الجباية والتحصيل يعطل أو يطغى على قاعدة العدالة الضريبية ؟ أم أن مظاهر العدالة الضريبية بفرض الضريبة يطغى أو يسمو على مظهرها الجبائي ؟

حاول الفقه المالي دمج أساس فرض الضريبة مع قاعدة العدالة حين بين أن نظرية التضامن الاجتماعي تقرر مظهراً أساسياً من قواعد العدالة الضريبية هو: تناسب حجم الضريبة التي يدفعها المكلف مع مقدرته التكليفية ، لا أن تكون مساهمته الجبائية متوقفة ، في مقدارها ، على مقدار انتفاعه من الخدمات العامة .

في حين قضت المحكمة الدستورية العليا المصرية:” أن فرض هذه الضريبة كان عملاً عشوائياً منافياً لعدالتها الاجتماعية ، مجاوزاً الحدود التي يكون فيها أداؤها واجباً قانوناً ، معطلاً دورها في مجال تحقيق الكفاية والعدل اللذين جعلهما الدستور أساساً للنظام الاقتصادي ، وغدا تحصيلها بالتالي مجرد جباية لا ضابط لها ولا يستقيم بنيانها وفق الأسس الموضوعية التي لا تقوم الضريبة دستورياً في غيابها ” ، بل أنها أكدت ، قبل هذا الحكم ، أن جباية الأموال ، من خلال الضرائب ، في ذاتها لا تعد هدفاً يحميه الدستور ، بل يتعين أن تكون الجباية على وفق قواعد الدستور وتطبيقاً لأحكامه .

كما توجهت المحكمة الدستورية ذاتها أن القانون الضريبي يجب أن يحقق التوازن بين الهدف الجبائي وقاعدة العدالة ، ولكن من دون بيان الضابط القانوني في إقامة ذلك التوازن ، وبذلك قضت :” أن قانون الضريبة العامة ، وإن توخى حماية المصلحة الضريبية للدولة باعتبار أن الحصول على إيرادها هدفاً مقصوداً ابتدأ ، إلا أن مصلحتها هذه ينبغي موازنتها بالعدالة الاجتماعية بوصفها مفهوماً وإطاراً مقيداً لنصوص هذا القانون .

مما تقدم أظن أن فرض الضرائب إذا كان هدفه النهائي هو الحصول على تيارات نقدية لتمويل أوجه الصرف العام ، فإن ذلك لا يولي النظر عن البناء الضريبي على وفق قواعد فرض الضريبة ، ومقصدها القريب بإسهام المخاطبين بها بتحمل الأعباء العامة لتلبية متطلبات إشباع الحاجات العامة ، وهو مظهر من مظاهر التضامن الاجتماعي بوصفه من أهم الأسس التي قيلت في فرض الضرائب ، فضلاً عن كون البناء الضريبي ، على وفق قواعده ، يقضي أن تكون الضريبة متكأه على قاعدة العدالة بوصفها من بين تلك القواعد .

لذا قد تكون الإجابة عن التساؤل المتقدم يسيرة بوجوب بناء الضريبة على وفق قاعدة العدالة ، وأن تكون تلك القاعدة مفهومة ، في أوجه من وجوهها ، على وجوب مراعاة المقدرة التكليفية للمكلفين ، وأن تنصب على دخول متحققة فعلاً ، غير موهومة في حقيقتها ، أو مستحيلة في تدفقها ، أما الهدف الجبائي سيكون بمثابة النتيجة النهائية المتوقفة على صحة أسبابها ، لا أن يكون هذا الهدف مسعى يغلب على مقاصد التشريع الضريبي ، ولا يكون هذا الهدف مرجحاً في فحص دستورية القانون الضريبي .

spot_imgspot_img