” إن التواصل ينجح مع من يعملون على إنجاحه”
جون بويل
ليس الهدف الوحيد للاتصال أن تبعث برسالتك إلى الآخرين؛ بل يجب أن يكون هدفك رباعي الأبعاد : أن تفهم الطرف الآخر، ثم أن تستقبل رسالته، ثم أن تجعل نفسك مفهوماً ، وأخيراً أن تبعث برسالتك إليه .
التواصل : اتصال وصلة وترابط والتئام. هذا ما تقوله اللغة دوما عبر معاجمها. أما اصطلاحا فالتواصل يدل على عملية نقل الأفكار والتجارب وتبادل المعلومات والأحاسيس بين الأفراد والجماعات وقد ينبني هذا التواصل على الموافقة أو على المعارضة والاختلاف. ويفترض التواصل أيضا – باعتباره نقلا وإعلاما- مرسلا ورسالة ومتقبلا وشفرة، يتفق في تسنينها كل من المتكلم والمستقبل (المستمع)، وسياقا مرجعيا ومغزى للرسالة.
يعرف (شارل كولي) التواصل قائلا:” التواصل هو الطريقة التي بواسطتها توجد العلاقات الإنسانية وتتطور. إنه يتضمن جميع رموز الذهن مع وسائل تبليغها عبر المجال وتعزيزها في الزمان. ويتضمن أيضا تعابير الوجه وهيئات الجسم والحركات ونبرة الصوت والكلمات والكتابات والمطبوعات والتلغراف والتلفون وكل ما يشمله آخر ما تم من الاكتشافات الخاصة بالتواصل”.
يقول الدكتور إبراهيم الفقي: ” الاتصال كالوميض مهما كان الليل مظلمًا فهو يضيء أمامك
الطريق دائمًا. “
التواصل هو جوهر العلاقات الإنسانية ومحقق تطورها. تقول أخصائية العلاج الشهيرة (فرجينيا ساتر): ” الاتصال هو عملية أخذ وعطاء للمعاني بين شخصين ” .
أكدت الأبحاث التي تمت على شريحة كبيرة من الناس بأن عملية التواصل مهمة في الدقائق الأربعة الأولى، فالناس يحكمون على الشخص في الدقيقة الأولى و يحاولون تبرير ذلك الحكم في الدقائق الثلاث التالية.
وهناك خطئان شائعان بين الناس في ميدان التواصل فأكثر الناس يعتقدون بأننا لدينا حرية تشغيل أو إيقاف التواصل ولكن في الحقيقة نحن لدينا حرية، ولكن تكمن حريتنا في أن نختار تواصلاً جيداً أو تواصلاً غير جيد ولن نستطيع أن نوقف التواصل والقاعدة الذهبية تقول: لا نستطيع إلا أن نتواصل، فالتواصل أمر كائن دائما، بمعنى أنك تستطيع أن لا تحيي أحد، وأن تقاطع أحد، وأن لا تعمل مع أحد والحقيقة فإنك قد أوصلت رسالة بذلك للآخرين بأنك لا تريد الاحتكاك بأحد.
و الخطأ الثاني هو أننا نبدأ الاتصال مع الناس من خلال صورة مسبقة عنهم و هو ما يشوش على الحوار و يجعله غير مثمر. و الصحيح أن نبدأ التواصل في حالة من الحياد، ونجتهد في تفسير ما يَرِد إلينا من الرسائل على الوجه الصحيح، ثم نرسل رد الفعل تبعًا لذلك.