تنمية بشرية

الجميع يفوزون

التفاوض بصفة عامة يعني التفاعلات الإنسانية الايجابية المؤثرة . وهذه التفاعلات تشمل عملية حل النزاعات , أو الاتفاق على خطة عمل , أو التشاور لتحقيق المصلحة العامة , أو صياغة نتيجة مريحة ومقبولة من الأطراف المعينة

بالتفاوض . ومن ثم فان عملية التفاوض هي أحد بدائل حل النزاعات سلمياً . وهي تتضمن ثلاث عناصر : العملية , السلوك , والمحتوى . أما العملية فهي تشير إلى كيفية تفاوض الأطراف المعنية ( مثل : سياق التفاوض , المفاوضون , أساليب التفاوض , ومراحل التفاوض ) وأما السلوك فهو يشير إلى العلاقة بين المتفاوضين وأنماط التواصل المفضل لديهم .والمحتوى يشير إلى موضوع التفاوض ( مثل : جدول الأعمال , والقضايا والمواقف والاهتمامات , والخيارات , والاتفاقات التي تم التوصل إليها في نهاية المفاوضات ) .
والتفاوض هو أحد ثلاثة طرق أساسية لحل النزاعات سلمياً هذا بالإضافة , هذا بالإعانة إلى طريقة إصلاح ذات البين التي تتطلب وجود شخص آخر بين الطرفين المتنازعين يستمع إلى وجهة نظر كل منهما حول موضوع النزاع , ثم يحاول مساعدتهما على التوصل إلى حل مقبول من الطرفين . وأخيراً طريقة التحكيم التي تشبه الإجراءات القضائية , حيث يستمع القاضي إلى طرح أطراف النزاع ثم يصدر بعد ذلك حكماً يلتزم به الطرفين . وينبغي أن نتذكر أن مفتاح التفاوض هو المعلومات . كلما كانت هناك معلومات أكثر حول الموضوع وموقف المتنازعين , كلما كان حل النزاعات سلمياً أفضل .
ومن أفضل المداخل للتفاوض هو مدخل ( الجميع يفوزون ) الذي يقترح أنه من الممكن التوصل إلى اتفاقات حل النزاعات سلمياً , إذا تغاضت الإطراف المتنازعة عن موقفها , وركزت بدلاً من ذلك على النتيجة المطلوب الوصول إليها بما يحقق مصلحة الطرفين المتنازعين , على أساس مبدأ ( التراضي بالأخذ والعطاء ) حتى يفوز الجميع .

وفيما يلي بعض توجيهات حل النزاعات سلمياً بمبدأ ( الجميع يفوزون ) التي ينبغي على الآباء والمعلمين تعليمها للطفل وإتباعها عند تعليم هذا المبدأ :
كن هادئاً , وحاول أن تجد طرق ايجابية بديلة للتعبير عن غضبك
عبر عن مشاعرك تجاه المشكلة كما تراها أنت مستخدماً أسلوب ( رسائل أنا ) , ولا توجه اللوم إلى الآخرين أو اهانتهم أو مقاطعتهم .
تعاون بفاعلية في عملية العصف الذهني الإبداعي لاختيار الحلول التي تحقق مبدأ ( الجميع يفوزون)
حدد مسؤوليتك في إيجاد المشكلة .
احترم آدمية الإنسان الآخر وسامحه على تقصيره , وأشكره على مجهوده لحل النزاع .

المقال منقول للبروفيسور الدكتور محمد سراج الدين

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى