تنمية بشرية

الحب و التعايش ..!

 مقولة الحب يأتي مع العشرة لم تكن وليدة الصدفة أو مجرد فكرة عصف بها العقل
إنها وليدة الخبرة و التجربة و لكن كيف يكون ذلك ..؟!

المسألة ليست تعود على طباع الطرف الآخر فحسب لأن التعود قد يأتي نتيجة التعايش مع الطرف الآخر و هناك فرق بين الحب و التعايش
إذ ليس بالضرورة التعايش مع الواقع أن يكون بدافع الحب
التعايش حل من الحلول لتقبل الواقع
فالمرء ممكن يتعايش مع واقع ما و يسلم له لأنه الحل الأكثر قابلية بالنسبة له
قد يتعايش زوج مع طباع زوجته لأنه يحبها فيبذل كل الأسباب للتعايش و التقبل حتى يصل
الى مرحلة الانسجام و التوافق و هي مرحلة القدرة على التعامل مع تلك الطباع التي تختلف
عن طباعه و هنا يكون الحب هو الأصل
و قد يكون التعايش نتيجة مراعاة للعرف و عادات و تقاليد المجتمع
مثل أن تتعايش الزوجة مع طباع زوجها خوفا من أن تكون مطلقة
و التعايش قرار ليس صعب التحقيق و في نفس الوقت ليس سهل التحقيق
لأنه يكون وفقا للموقف و لما يحمله المرء من قناعات و قيّم
بمعنى هناك زوجة قد تقبل التعايش مع زوج لا ينجب مثلا بينما أخرى قد يتعبها هذا الأمر و تفضل الأمومة فلا تقبل التعايش في هذا الوضع و لكنها قد تقبل التعايش مع زوج آخر في سبيل تحقيق الأمومة لأنها من أولوياتها في الحياة و قد تكون قيمة الأمومة لديها أعلى من قيمة الحب
طيب كيف يأتي الحب مع العشرة ؟
يأتي الحب مع العشرة من تلك الطباع و الأمور المتوافقة ..!!
بمعنى الزوجان الآن تزوجا و أصبح لديهما قناعة تامة بأنهما يبحثان عن الاستقرار العائلي و السعادة الزوجية ,
في هذه الحالة و في ظل تقبل كل منهما للآخر يبدأ كل طرف بملاحظة طباع الآخر و قدر المستطاع التعايش مع تلك الطباع حتى يتحقق الاستقرار العائلي فتبدأ عملية التقبل و التعود و في أثناء ذلك هناك منطقة يرتاح لها كل طرف الى الآخر ..
قد تكون تقارب بعض الصفات او الطباع فيما بينهما و ربما اهتمامات مشتركة أو خبرات و ثقافة
و معارف معينة و ربما تبادل الإهتمام فيما بينهما كل تلك الأمور التي تلامس الفطرة الإنسانية
متى بدأ كل منهما التركيز عليها .. ينطلق الحب
و الله سبحانه و تعالى يقول في محكم آياته
{ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} الاية (21) من سورة الروم
و للمودة و الرحمة علامات و اشارات يحب كل طرف أن يراها من الآخر
قد تكون نظرة حانية و ابتسامة ودية ، أو كلمة حلوة و ربما مساعدة ما
و قد يكون التعبير عنها عن طريق المرح والملاطفة و المداعبة و الإهداء و غيرها من الأمور
فتلك مسألة تحتاج أن يفهم كل طرف ما يرضي الطرف الآخر و ما يناسبه كما تحتاج أيضاً
أن يتفهم كل منهما لطريقة الآخر في التعبير عنها و هذا أمر مفترض
بين كل زوجين يبحثان عن السعادة الزوجية و الاستقرار العائلي .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى