الخيـآل قـوة لآ يُمكن آن يُستـهآن بهآ ..
وقد قيل بأن الإنسان الذي يستطيع أن يتخيل أي أمر يرغب فيه وبصورة ورؤية واضحة المعالم ،
فإن ذلك إشارة الى أنه يستطيع تجسيد ما يتخيله على أرض الواقع ،
وإن كل ما يحتاجه هو العزم والإرادة والبدء في التنفيذ دون تسويف .
إن أردت تحقيق هدف ما ، فإن أول الخطوات الى ذلك هو أن تتخيله ولكن في المشهد الأخير حيث مظاهر النجاح والسعادة لتحقيق الهدف المنشود .
إن تخيل ذلك المشهد المليء بالسعادة ومشاعر النجاح، سيعمل عمله بالنفس ،
حيث تبدأ جذوة الحماسة تتقد وتشتعل ، فإن الحماسة كما ذكرنا من ذي قبل ،
بمثابة الوقود اللازم لأي مشروع يرغب أحدنا تنفيذه وتحقيق أهداف يحلم بها من خلاله .
تحدث كثيرون عن قوة الخيال وتأثيراته الإيجابية لو عرف المرء كيف يستثمر تلك القوة.
إذ يدعو المشتغلون بهذا المجال من العلم ، الى استثمار قوة العقل الباطن أو اللاواعي
في مجال التخيل ، وإشغاله في تصور أحداث ومشاهد النجاح المصاحب لتحقيق الهدف
المنشود ، فإن لهذا العقل الباطن قدرات تختلف عن العقل الواعي ،
بل يتميز الباطن أنه يأخذ ما تبعث إليه من رسائل ومشاعر على أنها حقائق
ويعمل على ربط الأمور بعضها ببعض ، حتى لو كانت غير منطقية أو ليست على أرض الواقع، لينتهي في النهاية إلى تشكيل صورة واضحة لما يجب أن يكون عليه المشروع
لتحقيق الهدف المطلوب.
أفضل الأوقات للتعامل والتحدث الى العقل الباطن وتكليفه بهذه المهمة ، هي أوقات السحر ، حيث الهدوء النفسي والفيوض النورانية القادمة
من السماء ، ولأن بالليل يستمد الإنسان المؤمن طاقته الروحية أيضاً ..
ومن هنا استثمر الليل في تعاملك مع عقلك الباطن ونم بعد ذلك ،
فإن النوم يثبت المعلومات ويحفظها من النسيان والتبعثر ، بحسب ما يقول العلماء
المشتغلون في أبحاث الدماغ ، أن المعلومات تُخزن في منطقة عميقة من المخ لوقت قصير ،
ومن ثم أثناء النوم العميق تنتقل الى قشرة الدماغ حيث يتم التعامل معها وتخزينها
في مناطق الذاكرة طويلة الأمد التي تحميها من النسيان ..
هذه هي إمكانات البشر أودعها الله في أجسامهم ،
ولكن من يستثمرها بالشكل الصحيح والزمان الصحيح أيضاً ؟ وسبحان الله ، جلّت قدرته .