الرسـالة والـرؤيافي حياة الإنسان.
الرسالة: Mission
ويحلو للبعض أن يسميها المهمة, أو الدور, وهي ما تود أن تسير عليه في الحياة, ولذا فإنك تقول لشخص: ما رسالتك في الحياة, أو ما دورك في الحياة ؟ أو ما مهمتك في هذه الحياة ؟ وتكون الرسالة عن شيء عام, وطريق دائم.
الرؤية: Vission
هي النتيجة النهائية التي تسعى شخصيًا لصنعها, وهي ما تود الوصول إليه, والرؤية كلمة عامة للأهداف. كما أن الأهداف تنقسم إلى: ‘بعيدة ـ ومتوسطة ـ وقصيرة المدى’.
الفرق بين الرسالة والرؤية
م |
الرسـالة |
الـرؤية |
1 |
غير محددة بهدف, مـثل: أن تكون رسالتي أن أعلم الناس. |
مقصد وهدف تصل إليه, مـثل: رؤيتي أن أكون مديرًا. |
2 |
شيء لا ينتهي, فأنت تعلم الناس حياتك كلها. |
شيء ينتهي, فبعد أن تكون مديرًا, تكون قد إنتهت رؤيتك. |
3 |
إتجاه |
نتيجة |
4 |
نوعية |
كمية |
5 |
تُشعر وتُحس |
تُحسب وتُعد |
6 |
مهمة |
خطة قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى. |
7 |
غاية |
وسيلة |
وقد وردت الرؤية والرسالة في القرآن الكريم بالمعني الذي نريد… منها.
قال تعالي: ” فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ” الأعراف {79}
وقال تعالي: ” قَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ ” الفتح {27}
والناس في تحديدهم للرسالة والرؤيا أربعة أنواع:
1- رسـالة ورؤية:
فهؤلاء يعرفون مسارهم وتخصصهم فيه, ولديهم أهداف واضحة فهؤلاء العظماء المؤثرون, السعداء, الأقوياء, المنتجون, الواضحون, المقدامون, مثلهم مـثل: الأنبياء والرسل والقادة الذين غيروا في أممهم ومجتمعاتهم.
فخير من إستطاع تحقيق ذلك هم أنبياء الله ورسله فقد حققوا العبودية الكاملة لله عز وجل في جميع شئون حياتهم, فالحق سبحانه وتعالى إصطفاهم حيث قال: الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس “, ولو بحثنا في قصصهم سنجد أنهم بشر مجتهدون, أداروا حياتهم وعلاقاتهم مع الله ومع النفس ومع الناس, قال تعالى: ” لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفتري ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون “.
إن الشخص الذي يحمل رسالة ورؤية Captain يقود السفينة وينقل البضائع بين البلدان ويعرف الموانئ الجيدة من الموانئ غير الجيدة, كما أنه يعرف أماكن القراصنة ويعرف متى تأتي العواصف وكيف يتصرف معها إذا أتت ويعرف كيف يدير البحارة والاتصال بهم وهكذا هو واضح في إتجاهاته ومقاصده.
صاحبالرسالة كل يوم يمر عليه محسوب له لأنه يقترب من هدفه, بينما الآخر كل يوم يمر عليه محسوب عليه.
2- رسـالة دون رؤية:
فهؤلاء يعرفون مسارهم لكن ليس لديهم خطة مكتوبة فهؤلاء صالحون, نافعون, والقادة, والمربون وهؤلاء جيدون غير أنهم غير واضحين في تحقيق الرسالة ليس لديهم خطة ومتابعة, وفيهم جمع كبير ربما الأكبر من المتدينين والمشايخ.
3- رؤية دون رسـالة:
فهؤلاء يعرفون ما يريدون دون أن يحددون مسار حياتهم, مثلهم مثل العاملين في مؤسسات هادفة والتجار المركزين في تجارتهم فقط من أجل المال والنجاح, وهؤلاء جيدون في الخطوط الثانية في سير الحياة, لكن عادة ما يحققون النجاح ولا يحققون السعادة.
4- لا رسـالة ولا رؤية:
فهؤلاء لا يعرفون مسارهم في الحياة ولا يعرفون ما يريدون فهم أنواع, منهم الحائرون فهؤلاء عليهم تحديد مساراتهم وتخطيط حياتهم. فالشخص الذي لا رسالة له ولا رؤية له معرض لهزات إجتماعية ونكبات مالية وإضطرابات نفسية.
والشخص الذي لا رؤية له ولا رسالة كمـثل: قبطان السفينة الذي لا يدري إتجاهه ولا يعرف عن القراصنة شيئاً ولا دلالة له في الأجواء البحرية أو إدارة البحارة, فهو أحياناً ينزل بميناء أهله مضرون وأحياناً يخسر بعض رجاله بسبب العواصف التي لا يعرف كيف يتعامل معها أو متى تأتي.
فالرسالة مرتبطة إرتباطا عميقا في السعادة, والرؤية مرتبطة إرتباطا عميقا في النجاح, ولك الخيار لو شئت تجمع بين الرسالة والرؤية لتحصل على السعادة والنجاح معا.
واليك بعض التنبيهات التي يجب وضعها في عين الإعتبار عند وضعك لرسالتك:
1– إذا كانت رسالتك دعوية: فيجب أن تضع الجانب الدعوى كأحد الجوانب الرئيسية بالنسبة لك.
2– أن لا تنسى نفسك في الأهداف: وأهم ما أقصده التطوير الذاتي. هذا الجانب غاية في الأهمية, ينبغي أن تعرف أن هذا العصر عصر المعلومة, والذي لا يتطور كل يوم, تفوته سنة الذي لا يتطور لمدة سنة, يعيش في عصرٍ سابق, ويتعداه الزمن.
3– أن لا تنسى أهلك: فأنت لا تعيش وحدك, ولأهلك عليك حق, وأنت مسئول عنهم ومسئول عن رعايتهم, فرسالتك ينبغي أن تكون من ضمن بيئة أو جماعة من الناس تحيط بك؛ أهلك جزء منك, فاحملهم معك.
وعند هذه النقطة… أرجوا أن يكون الجميع قادراً على تحديد رسالته في الحياة…
وضوح الـرؤية:
1– وضوح رؤيتك سيمنعك من الإرتباط ودراسة لغات أخرى كالفرنسية ثم تركها للغة أخرى، فأنت تعلم ما تريد.
2– إدراكك لمستوى الدخل المتوقع سيجعلك تخطط لبناء المنزل المناسب خلال فترة قد تمتد لعشر أو خمسة عشر سنة، تبدأ بشراء الأرض، ثم وضع أساس يتحمل عدد من الطوابق فانت تعرف حجم المنزل لك ولأبناءك، ثم الشروع وفق هذا الوضوح في عمل طابق ثم آخر ليكتمل بعد عدة سنوات، والعكس قد تبني وتهدم لعدم مناسبة البناء أو لضيق المساحة، وكل ذلك لعدم وضوح الرؤية.
3– ستسعى طوال الوقت للتميز بمواصلة الدراسة والإطلاع.
4– مهما طال الزمن فسوف تعالج كل عيوبك, حتى تصبح قادراً على فرض إرادتك. (لو تعلق قلب المرء بالثريا لنالها)
5– إن عدم وجود إستراتيجية وعدم وجود هدف استراتيجي يعني العشوائية وعدم قدرتك على المواكبة, وستكتشف بعد طول السنين أن الآخرين تدرجوا في سلم النجاح وفي معيتهم القدر الكافي من العلوم والمهارات، بينما أنت لا تزال في نفس وضعك تلعن الظلام غير قادر على تحقيق ذاتك.
6- رؤية الانسان لنفسه وقدراته تشكل حلقة الوصل مع رؤيته للحياة من حوله لتحديد أهدافه. ومحور رؤية الانسان لنفسه يقوده بداية للتعرف على نفسه، يحدد مواضع قوتها وضعفها، يعلم نفسه ماتحتاجه لتحقيق أو السير في تحقيق الأهداف التي يراها. ليس تحديد الهدف هو السؤال الصعب، ولكن الرؤية التي سيتحدد عليها الهدف هي التي تطلب جهداً واخلاصاً وصدقاً.
مما سبق يتضح لنا أن وجود هدف أو أهداف في حياتنا، هو الذي يجعلنا نعرف على وجه التقريب ما العمل الذي سنعمله غدًا، كما أنه يساعد على أن نتحسس باستمرار الظروف والأوضاع المحيطة؛ مما يجعلنا في حالة دائمة من اليقظة، وفي حالة من الاقتدار على التكيف المطلوب.
وكما أسلفنا أن الهدف هو المحصلة المرادة في نهاية أمر ما، ومحصلة أي أمر تحدث سواء كان الشخص القائم بالأمر أو الذي وقع عليه الأمر مخطط له بوضع أهداف أم لا والفارق بين الأثنين والذي نود الأشارة إليه أن الذي لا يخطط يحدث له الأمر قدرا بلا تدخل منه أم المخطط فرؤيته الواضحة وهدفه المحدد يجعلانه يضع خطة زمنية لكل مرحلة من مراحل تحقيق الهدف مما يجله يوفر في وقته.
فليس من العيب أن تكتب ماذا تريد وبماذا تتمنى, فكما قال خبراء التنمية البشرية: ” نصف الأهداف المكتوبة تتحقق “, فخذ ورقة وقلم ودون أهدافك وأحلامك وماذا تريد أن تصل إليه وضع ما كتبت أمام عينك في مكان بارز يذكرك دائما حتى إن شغلتك الدنيا عن أمانيك وأحلامك تلفت نظرك, وحاول أن لا يراها أحد غيرك حتى لا يوجه إليك أي إستهزاء أو سخرية أو حقد وخلافه, واستعين على قضاء ما تحتاجه وتريده في السر والكتمان.
بعد أن قمت بتحديد الأهداف بدقة حسب قدراتك الشخصية عند إنطلاقك من محطة البداية في طريق النجاح, وخططت لكيفية الإنطلاق تخطيطا إستراتيجيا على المدى البعيد , فقد حان وقت العمل والإجتهاد وتنفيذ الخطة بإحكام, فأنت من اليوم الرقيب على نفسك, فحاول جاهدا أن تؤدي المهام التي رسمتها على أتم وجه وإتقان ولا تختلق الأعذار وتقنع نفسك بها وابدأ بالأعمال ذات الأهمية القصوى والمهام الصعبة وركز على الأساسيات والأصول ثم إنطلق إلى الفروع ولا تؤجل عمل اليوم إلى الغد حتى لا تتراكم عليك المهام والأعمال.
قد تكون خطة النجاح هدفها النجاح الدراسي والتفوق العلمي وفيها تسعى إلى النجاح والحصول على أعلى التقديرات, أو تكون الخطة موجهه للنجاح الوظيفي والتقدم العملي والحصول على أعلى المناصب, أو تكون الخطة للنجاح في الحياة الزوجية وبناء أسرة صالحة تساهم في نهضة الإسلام وخدمة المسلمين, والشخص الناجح هو من يوازن في الحصول على النجاح في كل هذه الإتجاهات.