تنمية بشرية

” الروح ما بين الخواء والاكتفاء “

" الروح ما بين الخواء والاكتفاء "

السلام عليكم سادتي الأكارم /
في محيط المعنوي يتلاشى أو يختبئ ذاك الاحساس بتلكم المعاني التي تكون سبباً لإدخال السعادة ،
وتربع الطمأنينة والسكينة على عرش القلوب والأروح ، وذاك الذي يفتقر إليها الكثير ممن تطرق
عقولهم ، وتمزق قلوبهم من الناس الذين تاهوا وساحوا في وديان الغفلة ، حين جعلوا من الحسي
والملموس هو الغاية لنيل المأمول الذي يتوهمون به أنه سيكون السبب لخمد نار الاضطراب التي تتوهج لظاها ، لتحرق
الأمنيات التي عليها يستيقظون وينامون !

للأسف :
هجر الغالبية من الناس الاهتمام بالداخل وتزكية تلك النفس ، وانعاش الروح ، والتي منها يكون الانعتاق من تلكم الهموم التي تنقض
أواصر الراحة ، وتلك السعادة التي يرنو لها من كان كيانه ووجدانه يتعطش لتلك المعاني الذي تسلو بها الروح .

الفقر :
في حقيقته يكون ذاك الفقر والافتقار للجانب المقابل المكّمل للمحسوس والمشاهد ، ألا وهو
الجانب المعنوي المتمثل في ” الروح ” .

ولنا التأكد والتيقن من ذلك :
في النظر فيمن ملك الوسائل التي هي الموصلة ” في نظر الكثير “لتلكم السعادة ، ومع هذا
يبقى ذاك النصب والتعب هو القرين الملازم ، والعلة والسبب هو ذاك “الفراغ الروحي ” الذي ينقص ذلك المخلوق .

في القابل :
تجد ذاك الفقير تتناهشه الابتلاءات ، وتعصف بساحته رياح النكبات ، ومع هذا تجده مستقر الجَنان ،
هادئ السلوك ، والسبب لذاك التعانق والتلاحم بين الجسد والروح ، وبين الحسي المشاهد وبين الخافي المكنون ” يعود ” .

بخواء الروح :
يكون النهم واللهاث الشديد والشعور بالحاجة :

للمال
للجمال
النفوذ
الشهرة
و
….
….

وفي امتلاء الروح :
يكون الشعور ب:
” الاستغناء الداخلي عن الكثير من الأمور ” .

فالأصل :
هو ” الخواء ” والاستثناء يرجع ” للامتلاء ” .

هناك الاسباب لذاك الخواء منها :

* الغفلة عن الله
* ضبابية وهلامية الغاية والهدف اللذان يناكفهما
التباين بين :
” الحقيقة والادعاء ” .

* الفراغ الذي هو الشعور القاتل الذي منه يجني المصاب به بذاك المرض العضال.
و” غيرها العديد من الأمور ” .

ومخاطر خواء الروح :
تستنزف دم المثابرة والطموح .
و
الوقوع في الخطأ والمثالب من قبائح الأمور .
و
وتقتل الصمود في وجه العظائم والشدائد من الخطوب .

في الختام :
” هنالك متسع من الوقت لتدارك الأمور لنجعل من المتاح أدوات ووسائل لنذللها
للوصول إلى أسمى الغايات ، والتي منها تسعد الروح ” .

 

من ذاك :
” تنتهي تلك المآتم ويخبو صوت الأنين ، وتلكم الآهات تزول ” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى