بعض الناس يرون الأشياء كما هي عليه في الواقع و يقولون :
لماذا ؟
إنني احلم بأشياء لم لا ؟
“جورج برناردشو”
يفكر معظمنا حين يرى إنسانا يتمتع بقدرات استثنائية أو قوى تتجاوز قدرة البشر في التعامل مع تحديثات الحياة بان هذا الشخص “يتمتع بحظ لا يوصف وبموهبة لا تقاس, ولا بد انه ولد وهو يتمتع بذلك”
ولكن الواقع أن لعقل الإنسان قدره على التوصل إلى إجابات بسرعة اكبر من “أذكى” حاسب آلي يوجد على سطح الأرض , حتى لو أخذنا بعين الاعتبار التكنولوجيا المتناهية الدقة للحواسب الموجودة حاليا والتي تحسب بسرعة البليون من الثانية, ويمكننا القول انه يلزمنا بناءان بحجم البرج التوأم في كوالا لمبور (ماليزيا) أطول برجين في العالم لحفظ الإمكانيات التخزينيه لدماغك !
غير أن هذه الكتلة المكونة من مادة رمادية والتي لا يزيد وزنها كثيرا عن الكيلوجرام الواحد يمكنها أن تعطيك و قودا فوريا يجعلك قادرا على التواصل إلى حلول للحديثات التي تواجهك وخلق أحاسيس عاطفية تفوق أي تكنولوجيا متقدمة في جعبة العالم كله.
ولكن قدرات العقل في ذاتها لا تعني شيئا , شانها في ذلك شان حاسب آلي يحوي قدرات هائلة ,دون معرفة كيفية اســــتــــرجــــاع واستخدام كل ما تم تخزينه فيه .ولا شك انك تعرف شخصيا (ربما كان أنت بالذات) اشترى جهاز حاسب آلي من احدث الأنواع ولكنه لم يستعمله قط لسبب بسيط وهو انه لم يكن يعرف كيف يفعل ذلك. فإذا كنت تريد الوصول إلى الملفات التي تحوي معلومات قيمه والموجودة في الحاسب الآلي فلا بد لك من أن تفهم كيف يمكنك اســــتــــرجــــاع الملفات الموجودة فيه بطلب هذه الملفات عن طريق الدخول و الخروج بالنقر بالفأرة…
فكيف يمكنك عمل ذلك و أنت لا تعرف طريقة الدخول والخروج أو طريقة استخدام الفأرة وهذا هو شأن الدماغ فان ما يمكنك من الوصول إلى ما تريده من الملفات الموجودة لديك هو قوة توجيه الأوامر عن طريق طـــــــرح الســــــؤال على نفسك.
“الجواب الأجمل هو لمن يطرح سؤالا أكثر جمالا”
وهنا أريد أن أخبرك بأن الــــفــــــرق بين الناس هو الــــفــــــرق في الأسئلة التي يطرحونها باستمرار . فالبعض من الناس يعانون من الاكتئاب على نحو منتظم , لـــــــــــمـــــــــاذا ؟
فهم يمارسون حياتهم بحركات مــــــــحــــــــدودة وحالة بدنية مـــــــعـــــرقلــة.
ولكن الأهم من ذلك أنهم يــــــــركـــــــزون على أشياء تشعرهم بأنهم ثقلاء و مرتبكون , و قلقون , إذ أن نمط تركيزهم وتقييمهم يحد بدرجة خطيرة من خبراتهم العاطفية في الحياة.
فهل يستطيع مثل هذا الشخص أن يغير من شعوره
في لحظة واحدة ؟
أجـــــــــــــــــل.
بمجرد تغيير تركيزه الذهني وإذا لم يستطع عن طريق التنويم الإيحائي.
ما هي أسرع طريقة لتبديل التركيز؟
ببساطة بأن نطرح على أنفسنا سؤالا جيدا.
فحين يكون الناس مكتئبين فان السبب غالبا هو أنهم يسألون أنفسهم بانتظام أسئلة محبطة تسلبهم القوة مثل :
“ما الفائدة؟” , “لماذا نحاول؟” , “مجرد محاولة” , “إذا كان الأمر لا فائدة منه على أي حال؟!” , “لماذا أنا بالذات ؟” .
تذكر : اسأل وستلقى الجواب .
فإذا سألت سؤالا مزعجا فستتلقى إجابة مزعجة. فحاسبك الآلي الذهني مستعد دائما لخدمتك , ومهما كان السؤال الذي تسأله له فانه سيجيبك بالتأكيد. لذا فانك إن سألت : “لماذا لم أنجح في حياتي؟ “
فيرد عليك حتى لو اخترع الجواب !
وقد يكون الجواب هو : ” لأنك غبي “
س1 :انظر لهذا السؤال :
لماذا أنا حـــــــزيــــــــــن ؟
لماذا أنا مــكـــتـــئـــــــب ؟
لماذا أنا فـــــقـــــــيــــــر؟
إنظر لآخر ما قرأ وسمعت نفسك حزين , مكتئب , فقير
س2 : ولكن إذا سألت نفسك
كيف أكون سعيدا?
كيف أكون فرحا?
أو ما هي الأشياء التي تسعدني?
هي الأشياء التي تفرحني?
كيف أكون غـــــنــــيــــا?
انظر لآخر ما قرأت وسمعت نفسك سعيد , فرح , غني
فكر في هذين السؤالين وإذا لم تستطع أن تغير طريقة تفكيرك بنفسك فيمكن تغيير طريقة تفكيرك عن طريق الاسترخاء التنويم الإيحائي
من كتاب المدرب الشهير انتوني روبنز (أيقظ قواك الخفية )