الأخبار

السوق سيتغير بعد عام.. خريطة جديدة للصادرات نشجع المستثمرين.. ولا نضيع حق الدولة

أأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر قادرة علي مواجهة التحديات الداخلية والخارجية وأننا نحتاج إلي فترة من 6 أشهر إلي عام من العمل الجاد وتكاتف كل المصريين لتثبيت دعائم الدولة المصرية. وليس لتثبيت أحد أو أشخاص أو نظام مشيراً إلي دور كبير للإعلام في ذلك باعتباره شريكاً أساسياً في هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها الوطن.

وحذَّر الرئيس من استغلال البعض لمعاناة المواطنين من مشاكل الكهرباء والتموين والطرق لإحداث ثغرة في تماسك الشعب. مطالباً الإعلام بتوعية المواطنين بأن هذه المشكلات لها جذورها وأنها ليست وليدة اليوم وأن الحلول القاسية علي المواطن كان لابد منها لتصحيح أوضاع خاطئة منذ 40 عاماً. وأن علي الجميع تحمل الصعاب حتي تنهض مصر. مشيراً إلي أننا نتحمل تكلفة التطور ومستعدون لدفع الثمن لنصل إليه.
وقال الرئيس في لقائه أمس برؤساء تحرير الصحف ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط: إن أسباب المشكلات معروفة لنا جميعاً وقد بدأت مواجهتها. وأن أزمة الكهرباء تم عمل مناورة لتوفير الغاز للشبكات مما أدي للتقليل من حدتها. وأن الآلية الجديدة لمنظومة التموين ستأخذ وقتاً يصل إلي 3 شهور حتي تكتمل ويستوعبها المواطن والبقال وموزع الخبز ويعرف كل مواطن حقه وقال بصراحة فإن “المصري فهلوي” في مسألة التموين.
وصرح الرئيس بأن التحسن الكبير الذي طرأ علي مشكلة انقطاع التيار الكهربائي يرجع إلي منح الأولوية لكهرباء المنازل علي حساب الصناعات كثيفة الاستهلاك موضحا أن هذا التحسن الذي شعر به المصريون في الأيام الأخيرة بعد معاناة من تخفيف الأحمال يعود إلي منح الأولوية لمحطات توليد الكهرباء المخصصة للمواطنين علي حساب قطاعات أخري تستخدم كهرباء بكثافة عالية.
وقال إن بعض أنصار “الإخوان” يقومون بتخريب محطات الكهرباء ليظل الشعب يعاني من انقطاع الكهرباء كما كان يعاني من انقطاع الكهرباء خلال فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي قائلا “إنهم يخربون محطات الكهرباء حتي يقولوا لقد أطاحوا بمرسي بسبب انقطاع الكهرباء.. وها هو مرسي قد ذهب والمشكلة لا تزال قائمة إذن لم يكن مرسي هو السبب”.
وأشار إلي أن المصريين لم يثوروا في 30يونيو ضد مرسي بسبب انقطاع الكهرباء ولكن ثورتهم كانت ضد سياسة مرسي التي كانت تقوم علي تغيير هوية الدولة المصرية وأخذها في اتجاه مضاد للأهداف التي أحتشد المصريون من أجلها.
وكشف الرئيس عن وجود بدائل يتم دراستها للسيطرة علي أسعار اللحوم المرتفعة ومن المنتظر السيطرة تماماً علي غلاء اللحوم خلال 6 أشهر.
وشدد الرئيس علي أن مشروع شق القناة الجديدة أدي إلي اصطفاف الشعب حول مشروعات يمكن أن يشهد عائدها في وقت قريب وبأقل تكلفة.
وطالب بأن يكون نائب البرلمان القادم مشهوداً له بالوطنية والتجرد ويعمل لمصلحة البلد. وعلي الإعلام اكتشاف هؤلاء المصريين من الشباب وغيرهم وتقديمهم كنماذج يمكن الوثوق بها.
وأوضح السيسي أننا أمة في أزمة ونتعرض لخطر كبير ولذلك علينا التكاتف وبذل العرق والعمل بجدية. مؤكداً إنه ليس مع عداء مع أحد أو أي فصيل وأن من يريد المصالحة فعليه مصالحة الشعب المصري.
وطمأن السيسي رجال الأعمال والمستثمرين قائلاً: إن المنظومة الضريبية تشجع علي الاستثمار وفي نفس الوقت تحافظ علي حق الدولة مؤكداً أنه لا توجد منظومة ضريبية يمكن أن ترضي جميع المواطنين.
وتطرق الرئيس إلي شبكة الطرق الجديدة وأكد أنه تم تشكيل لجنة حتي تكون هذه الطرق التي تصل إلي 3200 كيلو مطابقة للمواصفات القياسية.
وكشف السيسي عن أن موقف البحث العلمي في مصر مؤلم وحتي الموازنة الضئيلة التي كانت مخصصة له لم يتم استغلال سوي 50% منها وأنه سوف يلتقي بالعلماء قريباً لبحث تشجيع العلم.
وقال في اللقاء الذي استمر 3ساعات إن إصراره علي تقليص مدة حفر قناة السويس الجديدة إلي 12 شهرا فقط رغم ضخامة التحدي بعد أن كان من المفترض أن تتراوح مدة الحفر ما بين ثلاث إلي خمس سنوات يستهدف توصيل رسالة للشعب المصري مفادها “أنت ستنجح في أسرع وقت ممكن وبأقل تكلفة ممكنة”.
وأضاف بأن تقليص فترة حفر القناة الجديدة يندرج في إطار مشروعات تنموية طموحة علي رأسها استزراع مليون فدان وإقامة شبكة طرق هائلة لتوفير الظروف المواتية لجذب الاستثمارات مشيرا إلي أن هذه المشروعات تبعث برسالة للمصريين مفادها أن القادم أفضل وأن هذه المشروعات ستساهم بقوة في النهوض بمستوي معيشة المصريين.
وأكد أن هذه المشروعات العملاقة ستساهم في خلق العديد من فرص العمل لاسيما للشباب وستفتح مجالات تنموية واستثمارية عديدة أمام الجميع.
وقال السيسي في هذا الصدد “هذه المشروعات تستهدف ملء جيوب المصريين في إطار خطة النهوض بالبلاد ومكافحة الفقر والعوز”. مشيرا إلي أنه لا يمكن إلغاء الدعم بصورة كاملة إلا إذا امتلأت “جيوب المصريين” ومؤكدا أن الدعم خطر يهدد مصر مثل الفساد.
وأكد الرئيس أن الدولة ستواصل دعم المواصلات العامة بما فيها أسعار تذاكر مترو الأنفاق ليظل سعر التذكرة جنيها واحدا فقط قائلا “إن رفع الدعم عن تذكرة المترو يرفع سعرها إلي 9 جنيهات”. مشيرا إلي أنه لن تطرأ علي التذكرة أية زيادة تقديرا للصعوبات الاقتصادية التي يواجهها من يستخدمون المترو في الوقت الحالي.
وردا علي سؤال بشأن ما زعمته قناة الجزيرة عن قيام القوات المسلحة المصرية بأعمال عسكرية داخل الأراضي الليبية.. قال السيسي إننا لم نقم بأي عمل عسكري خارج حدودنا حتي الآن مضيفا أنه لا توجد طائرة ولا أي قوات مصرية في ليبيا ولم تقم أي طائرة مصرية بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية.. فقواتنا داخل أراضينا.
وأوضح السيسي أن مصر معنية مع دول الجوار بأمن وسلامة ليبيا الشقيقة مشيرا إلي أن مصر تجري مشاورات علي وجه الخصوص مع الجزائر وتونس ودول الجوار المعنية للوصول لعمل سياسي لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وكشف الرئيس عن أن مصر لا تصدر الغاز لإسرائيل ولم تستورد منها غاز.
وأشار إلي أنه ربما يكون هناك مشاكل تتعلق بالتحكيم في إشارة إلي تلويح وبعض الدول أو الشركات العالمية المتعاقدة مع مصر سواء في مجال الغاز أو غيره باللجوء للتحكيم الدولي.
أوضح الرئيس خلال اللقاء أن مصر لن تتخلي عن دعم القضية الفلسطينية وموقفها ثابت وهو اقامة دولة فلسطينية علي الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.. مطالبا بضرورة أن يكون الثمن الذي دفع من أرواح أبنائنا وأشقائنا في غزة حافزا لحل القضية الفلسطينية حلا شاملا.
وأوضح السيسي – خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف ووكالة أنباء الشرق الاوسط – أن الأحداث في غزة أعادت القضية الفلسطينية إلي بؤرة الاهتمام العالمي وأن مصر تحاول حاليا استغلال ذلك لحل القضية الفلسطينية.. بصورة شاملة ونهائية وأنها لن تتواني عن تلبية المطالب الإنسانية للأشقاء في غزة من خلال معبر رفح.. مبينا أن الأمر يتعلق في نفس الوقت بالامن القومي المصري.. رافضا من يختزلون كل ما حدث في غزة علي قضية معبر رفح فقط.
وأضاف أن معبر رفح لم يكن أصلا في بنود اتفاقيات المعابر بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية عام 2005 لان هناك العديد من المعابر حيث توجد 5معابر أخري فلماذا يتركونها ويتحدثون فقط عن رفح.. مؤكدا أن مصر لن تتأخر عن تلبية مطالب الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة.
أضاف أن مصر لا تبالي ب “داعش” أو بما يسمي “دالم” “الدولة الإسلامية في ليبيا ومصر” طالما أن هناك شعبا مصريا يقف علي قدميه والجيش وراءه. لذلك لا خوف علي مصر من داعش أو غيرها.
وقال “داعش إيه طالما خليت بالك يا مصري من جيشك فان أي شيء سيتم دهسه وفرمه مهما كانت قوة هؤلاء”.
وقال السيسي إن مصر لا تدعم النظام السوري أو المعارضة السورية ولا تنحاز إلي أي منهما مؤكدا أن اهتمام مصر الوحيد ينصب علي الحفاظ علي وحدة الأراضي السورية وحمايتها من خطر التقسيم.
واعترف السيسي بأن هناك العديد من العوامل الداخلية والخارجية التي تلعب في الساحة السورية مؤكدا أن جهود مصر تنصب علي إحباط أي مخطط لتقسيم سوريا أو النيل من وحدة أراضيها حيث تسعي مصر للتوصل إلي حل سلمي للوضع في سوريا ويحمي وحدة أراضيها.
أشار الرئيس إلي أن مصر تعمل حاليا علي ألا ينزل سد النهضة الإثيوبي أي ضرر بمصالح مصر المائية او ينتقص من حصتها المائية التاريخية في مياه النيل وفي الوقت نفسه تقدر جهود إثيوبيا في إقامة مشروعات للتنمية.
وأكد السيسي أنه حصل علي وعود من رئيس وزراء إثيوبيا خلال لقاء علي هامش القمة الإفريقية الأخيرة بغينيا الإستوائية بألا يكون للسد أي أضرار علي حصة مصر سواء خلال فترة البناء أو التشغيل أو ملء بحيرة السد. مشيرا إلي أنه في سبيل ذلك فإنه لا يمانع في أن يذهب لزيارة أثيوبيا مرة ومرتين بل وثلاث مرات حتي يتم حل المشكلة بشكل يحافظ حفاظا تاما علي حصة مصر من مياه نهر النيل.
وصف الرئيس السيسي الأمة الإسلامية بأنها “أمة في أزمة” فهي أمة تقتل نفسها وتسفك دماء أبنائها خلافا لعقيدة دينها الإسلامي الذي يقوم علي السماحة والوسطية ونبذ العنف.
وأضاف السيسي أنه في الوقت الذي يتميز به الإسلام بالسماحة فإن بعض أبناء الدين الإسلامي يقومون بتشويه صورة الإسلام باعتناق أفكار متطرفة وسفك الدماء بزعم التدين التمسك تعاليم الإسلام.
وكشف السيسي عن أن هناك دولا عربية تمول وتساهم في إسقاط دول عربية أخري في إطار مخططات دولية تقوم علي تقديم بعض التنظيمات والحركات والتيارات الإسلامية كنموذج يسيء للإسلام كدين ويدفع ببعض الشباب للإلحاد مثل تنظيم “داعش” الذي يتبني دينا يتعارض تماما مع دين الإسلام السمح.
وحذر السيسي من أن هذه المخططات تستهدف تقويض الإسلام كعقيدة والنيل من الإسلام في أعين العالم. وتساءل السيسي كيف ينزل المسلم الضرر بأخيه المسلم؟!.
وشدد السيسي علي ضرورة مراجعة الخطاب الديني الذي أصبح ينتج عقولا لا تريد أن تفهم وتعتبر أن القتل وسفك الدماء هو السبيل للدفاع عن الإسلام والإسلام في الواقع براء من هذه النفوس المريضة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى