بقلم : إسماعيل رفندي
الشخصية من المواضيع المهمة في المجال النفسي بكافة أنماطها وصفاتها و تحولاتها وذلك أمر لا بد أن يستمر عليها مسيرة الإنسانية الصالحة و أن يسخر لها كافة العلوم المتعلقة بكشف خفاياها أو تصحيح إعوجاجها أو إزالة ضعفها. و العلوم المتعلقة بموضوع الشخصية، علم النفس بشكل عام و علم النفس التربوي و علم النفس الاجتماعي وعلم تشخيص الجينات وكذلك علم النفس السلوكي والأخلاقي.
الشخصية هي المفهوم الشامل للذات الإنسانية ظاهراً وباطنا بكافة ميوله وتصوراته وأفكاره واعتقاداته وقناعاته وصفاته الحركية والذوقية والنفسية. وتتعدد صفات الشخصية في كتب علم النفس و الدراسات النفسية في كافة مجالات الحياة وكذلك تشمل الجوانب الطبيعة الإنسانية. ولكن بما ان موضوعنا يتعلق بالشخصيتين الإيجابية والسلبية نذكر هنا الصفات الشخصية المتعلقة بهذين المجالين فقط.
أولاً: الشخصية الإيجابية:
1.هي الشخصية المنتجة في كافة مجالات الحياة حسب القدرة والإمكانية.
2.هي الشخصية المنفتحة على الحياة ومع الناس حسب نوع العلاقة.
3.تمتلك النظرة الثاقبة…. وتتحرك ببصيرة.
4.هي الشخصية المتوازنة بين الحقوق والواجبات (أي ما لها وما عليها).
5.تمتلك أساسيات الصحة النفسية مثل:
*التعامل الجيد مع الذات.
*التعامل المتوازن مع الآخرين.
*التكيف مع الواقع.
*الضبط في المواقف الحرجة.
*الهدوء في حالات الازعاج.
*الصبر في حالات الغضب.
*السيطرة على النفس عند الصدمات (أي القدرة على التحكم).
6.تتعامل مع المادة حسب المطلوب ولا تهمل الجانب المعنوي.
7.تتأثر بالمواقف حسب درجة الإيجابية والسلبية (أي تقيس الإيجابية بالمصلحة العامة ولا تضخم السلبية أكثر من الواقع).
8.تعمل على تطوير الموجود وتبحث عن المفقود وتعالج العقبات.
9.بنيانها المبدئية وتمتلك الثوابت الأخلاقية.
10.ترعى مقومات الاستمرارية مثل:
*الجدية عند تقلب الحالات.
*الهمة العالية والتحرك الذاتي.
*التصرف الحكيم.
*المراجعة للتصحيح.
*احتساب الاجر عند الله.
*تنمية الدوافع الذاتية والموضوعية.
*الاستعانة بالله.
*الدعاء للتوفيق بإلحاح.
11.لا تستخف بالخير من شق التمرة والى قنطار من ذهب.
12.تتعامل مع كل شخص حسب درجة الصلاح فيهم ولايغفل عن سلبياتهم.
13.تحب المشاركة لتقديم ما عندها من الخير والايجابية.
14.تفكر دائما لتطوير الإيجابيات وإزالة السلبيات.
15.تكره الانتقام وتذم الحقد وتنتقد الحسود ولا تجلس في مجالس الغيبة والنميمة.
هذه هي الشخصية الايجابية المقبولة عند الرحمن والمحبوبة عند الانسان، سليمة في نفسيتها تواقة للخير، وتتأمل في سبب وجودها، تتقدم بايجابيتها، وتتفاعل بكل ما عندها من عطاء.
إذاً هي الشخصية الصالحة والمُصلحة، وهي الشخصية الخيّرة بمعنى الكلمة.
ثانياً: الشخصية السلبية:
1. النظرة التشاؤمية هي الغالبة عليها في كافة تصرفاتها و قناعاتها.
2. باطنها مملوء بالانتقام والعدوان، وفي أكثر الأحيان لا تستطيع أن تنفذ ما تريد، إذاً ينعكس ذلك في كلماتها وآرائها.
3. هذه الشخصية ضعيفة الفعالية في كافة مجالات الحياة، و لا ترى للنجاح معنى ،أو ليس عندها مشروعاً اسمه النجاح بل تحاول إفشال مشاريع النجاح.
4. لا تؤمن بمسيرة ألف ميل تبدأ بخطوة، بل ليس عندها همة الخطوة الأولى، و لهذا لا تتقدم و لا تحرك ساكناَ و إن فعلت في مرة تتوقف مئات المرات.
5. لا ترى أن هناك فراغاً يجب أن تملأه أو أن يكون لها دور يجب أن تؤديه.
6. ليس للإلتزام و الإنضباط معنى أو قيمة في قائمة أعمالها أي لا تتأثر بالمواعظ و لا تلبي أي نداء و لا تسمع التوجيهات النافعة.
7. دائماً تقوم بدور المعوق و المشاغب بكل ما هو تحت تصرفها أو ضمن صلاحياتها.
8. هذه الشخصية مطعمة بالحجج الواهية والأعذار الخادعة بشكل مقصود.
9. و هي دائمة الشكوى و الإعتراض و العتاب والنقد الهدام.
10. وإذا ناقشت في موضوع ما ناقشت بغضب وتوتر والإنحيازية لذاتها ومصالحها.
لا شك أن هذه الشخصية مريضة و ضارة في ذاتها و إن لم تظهر فيها أعراض المرض لأن هذه الصفات تنعكس على أساليب حياتها في البيت والمؤسسة أو اي وسط اجتماعي أو ثقافي أو اقتصادي … الخ.
ثالثاً: الشخصية المزدوجة:
يحتمل أن يتسائل أحد القراء هل الشخصية تنقسم الى شخصية سلبية وأخرى إيجابية و يحسم الأمر وينتهي بالخصال الموجودة في كليهما؟
كلا ليس الامر كذلك! لأن في ميزان كل المقاييس و التصورات ووفق الشريعة الربانية السمحاء، أن هناك شخصيات من نوع آخر أفسد من الشخصية السلبية، ضارة بوجودها منحرفة في أساليبها مريضة في حقيقتها.
و من صفاتها:
1. الإزدواجية في التعامل حسب ذوقها ومصلحتها وحسب المقاصد الخفية في نفسيتها.
2. تتقمص في لباس الحيل والخدع من وراء ستار البراءة والمصلحة العامة.
3. تعترف بالخير والثناء والمكانة إذا كانت هي المعنية وإلاّ ديدنها الحسد وباطنها مملوء بالحقد.
4. تحب المدح وتعمل عليه وتنشط به (بل المدح من الدوافع الرئيسية لتحركها ومبادرتها).
5. تتقرب إلى أصحاب القرار لذاتها وللوقاية من فقدان تأييدهم.
6. تحرص على الفرص، بل تستغل الفرص بكل الوسائل المشروعة والممنوعة.
7. النظرة التآمرية هي الغالبة عليها في تصرفاتها و إذا أبدت رأياً ظهرت ذلك في رأيها.
8. في ذاتها متكونة من نقيضين، العدو والصديق تنفعل بهما حسب الضرورة (أي معيار العداء و الولاء هي مصلحتها).
9. التعامل النفساني هو الغالب عليها ولاترى للأساليب الأخرى من معانٍ حميدة.
10. مفرطة في مقاييسها في ذم الآخرين و تزكيتهم، أيضاً وفق معاييرها ورضاها.
أليست هذه الشخصية هي شخصية المنافق؟
بلى والله هذه الشخصية ممزوجة بالنفاق ومطعَّمة بخبثهم و تتمنى أن يجلس في مجالسهم. نعوذ بالله منها و من صفاتها.