تنمية بشرية

الشهيق المنقذ من البلاء

في بعض الأوقات نفاجأ بكلمة أو عبارة قاسية موجهة إلى ذواتنا.

وفي أحيان كثيرة تكون لدينا الرغبة في الإطاحة بالمائدة فوق

رؤوس الجالسين، صارخين في وجوههم أننا نستطيع رد الصفعة

بأحسن منها ، والعبارة بأخت لها أكثر منها طولاً وأشد منها تأثيراً

وإيلاماً.

فإذا ما أنفذنا تهديدنا تملك القلب حالة من الحنق، ونفاجأ أننا على

عكس ما ظننا لم ترتح أفئدتنا، ولم يشف غليلنا سيل الكلمات

المتدفقة على من أغاظنا و أحنقنا.

لذلك ينصح علماء النفس حال غضبك من شخص أن تستدعي أحد

الجنود المكلفين بحمايتك وهو جندي أول (الشهيق المنقذ ) والذي

هو عبارة عن دفقة أوكسجين تدخل الصدر فتطفئ ناره، وتخرج

حاملة معها لهب الغيظ الذي بداخلك.

والتنفس فن يجب أن نتعلمه فأحد طرق خفض القلق والتوتر هي

أن نتعلم كيف نتنفس بشكل صحيح ، وأحد التمارين التي ينصح

بها الأطباء كتمرين يومي هو تمرين (تنظيف الرئة) ويكون ذلك

عن طريق الاستلقاء في مكان هادئ وارتداء ملابس مريحة، ثم

وضع اليد تحت عظام الصدر ثم سحب نفس عميق من الأفق

وإخراجه من الفم مع التركيز على أن يخرج من الحجاب الحاجز

و ليس من الرئة فقط..

هذا التمرين عندما تتعود عليه سيمكنك استدعاؤه في حالات

الغضب والغيظ ، و سيعمل عمله في تهدئتك وتلطيف جسمك!. ولا

غرابة في ذلك.. فعندما يدخل الهواء بعمق ليصل لآخر جزء في

الرئة حيث يحدث تبادل الأوكسجين مع ثاني أكسيد الكربون فإن

كل شيء يتغير.. حيث يقل معدل ضربات القلب وينخفض ضغط

الدم وتتراخى العضلات ويتوقف القلق ويهدأ البال.

إن المساحة بين أن تنفذ غضبك أو تكظمه بسيطة جداً

فهي (مقدار شهيق)خطيرة جدا في الأثر،فقد تسبب غضبة

كوارث، وقد يمنع كظمك لغيظك بلاء عظيماً

فكر مرتين ثم لا تقل شيء.

لــ كريم الشاذلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى