دأت مصلحة الضرائب المصرية، تلقي الإقرارات للأفراد الطبيعية والاعتبارية، بدءًا من يناير وحتى أبريل المقبل للأشخاص الاعتبارية، وحتى نهاية مارس للأفراد الطبيعية، على أن يتم تقديمها إلكترونيًا هذا العام.
ووضعت مصلحة الضرائب، عددًا من الإجراءات لتفادي ارتفاع معدلات التهرب الضريبي، ولتحصيل أكبر قدر ممكن من الإيرادات الضريبية التي تعد مصدرا مهما لإيرادات الدولة، وخفض العجز الكلي للموازنة العامة.
وشدد وزير المالية الدكتور محمد معيط، على أن التهرب الضريبي، جريمة مخلة بالشرف والأمانة تستوجب الحبس لمدة تتراوح بين عامين وخمس سنوات بخلاف الغرامات وسداد الضريبة المستحقة، موضحا في تصريحات سابقة، أن 59 حالة من 122 بضرائب القيمة المضافة، كانت قد شملتها العينة التي فحصتها الضرائب مؤخرًا، ثبت فيها أن إقرارات القيمة المضافة لم تتضمن كل التعاملات، بفاقد ضريبي 86 مليون جنيه، وتمت إحالتها إلى إدارة مكافحة التهرب الضريبي؛ لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وإلغاء تسجيل خمسة ممن كانوا مسجلين بمركز كبار الممولين.
وأشار، إلى أن هناك فجوة بين عدد المسجلين في ضرائب القيمة المضافة وبين من يقدم الإقرارات، فقد بلغ عدد الإقرارات الضريبية 198 ألف إقرار ضريبي خلال أكتوبر الماضي، رغم أن عدد المسجلين في منظومة الإقرارات بمصلحة الضرائب وصل 550 ألف مسجل.
وفي ذات السياق، شددت مصلحة الضرائب، في بيان، منذ بداية الموسم الضريبي، على استمرار حملات مكافحة التهرب الضريبي للتأكد من الالتزام بالتسجيل في ضريبة القيمة المضافة، وفقًا للقواعد القانونية المقررة، وتحصيل حق الدولة ووقف “الهدر الضريبي”، على أن يتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حق الدولة من خلال استمرار ملاحقة المتهربين من الضرائب.
وأوضحت مصادر بمصلحة الضرائب، أن الحملات التفتيشية لمكافحة التهرب الضريبي كشفت أن بعض الشركات تكتفي بتسجيل المركز الرئيسي دون الفروع مع تحويل تعاملاتها إلى غير المسجلة بالمخالفة للقانون.
وكشفت، عن أنه يجب استخراج شهادة تسجيل لكل فرع، بحيث يتم وضع الشهادة الأصلية وشهادة الفرع “الزرقاء” في مكان بارز أمام الجمهور بالمقر الرئيسي والفروع، والإفصاح أيضًا عن كل المعاملات في الإقرارات الشهرية.
و تقوم “الوحدة المركزية لتحليل المخاطر” بمصلحة الضرائب بفحص عينات عشوائية من تعاملات المسجلين بمنظومة الإقرارات الإلكترونية؛ للتحقق من الإفصاح عن كل تعاملات البيع والشراء بإقراراتهم الضريبية، وتصنيف الحالات إلى عالية ومتوسطة ومنخفضة المخاطر، كما أطلقت وزارة المالية الوطنية لبناء الوعي الضريبي بين المواطنين والممولين، بما يُسهم في رفع كفاءة المنظومة الضريبية، ومكافحة التهرب الضريبي، وتحصيل حق الدولة لصالح الاقتصاد القومي، وتعظيم الإيرادات العامة وسد عجز الموازنة وخفض حجم الدين، وزيادة أوجه الإنفاق على الصحة والتعليم والارتقاء بالخدمات المُقدمة للمواطنين وتحسين مستوى معيشتهم، على أن يقوم المواطنين بطلب الفواتير من التجار منعا للتهرب الضريبي، وخصصت مصلحة الضرائب رقم “16395” أو بجهاز حماية المستهلك على رقم “19588”، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة فورًا حيال المتهربين.
وسياق متصل، قال رمضان صديق، مستشار وزير المالية والخبير الضربيي، إن قانون المنازعات الضريبية الجديد يقلل من معدلات التهرب الضريبي، لافتا الى أن ميكنة الطعون الضريبية يسهم في تقليل النزاع وتحقيق العدالة الضريبية، مشيرا إلى أن تقديم الإقرارات الضريبية إلكترونيا والتشديد على القيمة المضافة، يعد من أهم ما تم إنجازه خلال الفترة الماضية.
وأوضح، أنه حال ثبوت تهرب أحد المسجلين أو الممولين في مصلحة الضرائب المصرية “قيمة مضافة- دخل”، فبالإضافة إلى اتخاذ الإجراءات القانونية حياله وثبوت تهمة التهرب الضريبي المنسوبة إليه وتحويله إلى مكافحة التهرب الضريبي، سيتم إدراج ملفه ضمن الحالات العالية المخاطر في قاعدة البيانات الخاصة بمنظومة مصلحة الجمارك.
وأعلن وزير المالية الدكتور محمد معيط، في وقت سابق، في مؤتمر صحفي، أن الإيرادات الضريبية حققت 304 مليارات جنيه في النصف الأول من العام المالي الحالي 20192020، مضيفا أن حصيلة الضرائب على شركات الأموال بلغت نحو 40 مليار و47 مليون جنيه، بارتفاع 46.6%، وحققت ضرائب النشاط التجاري والصناعي 10.1 مليار جنيه بنمو 21.6، وزادت حصيلة ضرائب المرتبات إلى 29.820 مليار جنيه بنمو 23.7%، وحصيلة ضرائب التبغ والسجائر إلى 32.322 مليار جنيه بارتفاع 8.6%، وسجلت حصيلة ضرائب المهن غير التجارية 767 مليون جنيه بارتفاع 15.7، وبلغت ضرائب القيمة المضافة على السلع المحلية 22 مليار و659 مليون جنيه.
و تستهدف وزارة المالية خلال العام المالي الجاري 20192020 تحقيق 856.616 إيرادات ضريبية، وفقا للموازنة العامة للدولة.
ورصد “الدستور” أبرز المتهربين من سداد الضرائب خلال موسم العام الماضي 2019، والذين جاء على رأسهم دوللي شاهين، محمد أبو تريكة، والمطربة بوسي، والفنان الراحل فاروق الفيشاوي، وتامر عاشور، وأيمن بهجت قمر، وسعد الصغير.