الحمد لله على نعمة الإسلام ؛ ونعمة القرآن ونعمة النبي محمد صلى عليه وسلم ؛
كل مسلم ومسلمة يعلم أن الدنيا دار بلاء وليست دار جزاء …وإن حياة المؤمن وسعادته الحقيقة
ليس في هذه الدنيا الفانية ؛ حياته الحقيقة في الجنة …
ومن الشيئ الطبيعي أن تمر على الإنسان من ذكر كان أو أنثى مصاعب وآلام كثيرة وأيام بها تعب
ونصب وهكذا هي الحياة كما قال ربنا جل جلاله …
قال الله تعالى :-
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4)البلد
ولكن البعض يواجهها بقوة ؛ والبعض الآخر يضعف وينهار …!!
@ – ماهي الأفعال التي تجعلنا نعيش بنفسية قوية ولاننهتز وننهار ونتعب ونعيش تحت تأثير الإكتئاب وتشل طاقاتنا وتضعف إرادتنا
ولانستطيع التحكم في قراراتنا المصرية من الضعف والوهن حتى تمحق بهجة الحياة في أنفسنا ويضيع الأمل ويدب اليأس والقنوط في قلوبنا …
@ – كيف نكون أقوياء لمواجهة مصاعب هذه الحياة الفانية .؟
@ – كيف نعيش بنفسية قوية في هذه الحياة الدنيا ؟
@ – ماهي الأمور التي علمنا إياها ربنا الرحمن الرحيم لنعيش براحة وطمأنينة ؛هو الذي خلقنا ويعلم مايصلح لنا .؟
هي عدة أمور وسأذكر بعضاً منها …
{ أولاً }
أعلم اخي المسلم أن الله جل شانه يحب المؤمن القوي الذي يستطيع ان يعالج جميع مشاكله مستعين بالله جل شأنه .
ولايقول ؛؛مثل العبارت التي تقال عادة في المصائب ؛ ياليتي لم أفعل كذا ؛ وكذا ؛ ولو فعلت كذا ..
هذا الفعل يعين الشيطان على نفسك لأن { لو تفتح عمل الشيطان } ..
قال صلى الله عليه وسلم :-
{ المؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك،
واستعن بالله ولا تعجز، واذا اصابك شيء، فلا تقل: لو أني فعلت كذا، ولكن قل، قدر الله،
وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان } رواه مسلم
إذا أعمل وأعمل بكل قوة ؛ وإن لم يحصل المراد ..فلك الخيرة في ذلك ..
{ ثانياً }
أخوتي هل تريدون الراحة النفسية والطمانينة في النفس مهما عظم البلاء ..أقم الصلاة بوقتها
لأن إداء الصلاة بإنتظام وجماعة للذكر تبث في النفس راحة وشعور بالطمأنينة ؛ وهذا الشعور يقوي النفس
لنتمعن هذا الحديث ..
قال صلى الله عليه وسلم :-
( أقم الصلاة يابلال ؛ أرحنا بها يابلال ) رواه أحمد ( 22578؛ 7312) ومسلم ( 1037)
لم يقل حبيبنا عليه الصلاة والسلام أرحنا منها ؛ بل أرحنا بها ..
لما لها بعد إدائها راحة نفسيتة للإنسان ؛ وبعد ذلك ينشرح الصدر وتقوى النفس
{ ثالثاً }
أمرنا العظيم الجبار بالصلاة بأوقات معينة وبنظام مرتب ؛ إذا ؛أذ كنت تريد الراحة النفسية والقوة عش بنظام ورتب حياتك ؛
ونم بالليل وأصحو النهار ؛ وأجعل الغدد التي خلقها الله بك تعمل كما أمرها الله هناك غدد في الإنسان لاتعمل
إلا بالليل والإنسان نائم ؛مثل الغدة الصنوبرية كما أوضحت مصادر طبية ؛ولها أثر كبير على الراحة النفسية ؛
وكان حبيبنا يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها إلا ببعض الأمور المعينة .
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:-
{ كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها ” رواه البخاري (568) ، ومسلم (647) .
{ رابعاً }
قوي إرادتك بالصوم ؛ فالصوم يجعل إرادة الإنسان قوية ويسيطر على هوى نفسه وكبح شهواتها من أكل وغيره
وبعد ذلك يصبح الإنسان قوي يسيطر على كل سلبيات حياته .وينمي إجابياته ؛أكثروا من صوم النافلة من يوم الإثنين والخميس وأيام البيض ؛
عن أبي هريرة قال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث لا أدعهن في سفر ولا حضر
{ ركعتي الضحى وصوم ثلاثة أيام من الشهر وأن لا أنام إلا على وتر } وأخرجه البخاري .
{ خامساً }
القناعة والنظر للجزء المتوفر في حياتنا ؛ والله أنها مفتاح للسعادة والقوة النفسية وإنها لكنز
لأن مهما خسرت فستكون نفسك قنوعة ومرتاحه..لأنك قوي بالله ومؤمن أن هذا هو رزقك .ولاتنظر لما عند غيرك
والنظر لرزق غيرك سيضعف نفسك وسيسيطر عليك هوى نفسك والشيطان وينهكك نفسيتك وتضعف ومن تنهار .
كما قال صلى الله عليه وسلم :-
(قد أفلح من أسلم ، ورزق كفافاً ، وقنعه الله بما آتاه ) رواه مسلم …
{ سادساً }
أتق الله وكن صادقاً مع الله ثم مع نفسك ؛ لاتخاف من أحد إلا من الذي خلقك ؛ تعامل مع الناس بماأمرك الله ورسوله ؛ ولاتنتظر
لرضى أحداً من الناس عنك بسخط الله.؛؛؛؛والله جل شأنه أمرنا بالسعي والجهاد لرضاه هو الله الذي خلقنا ؛ وليس رضى الناس فقط ماعليك
إلا أن تعيش تحت لواء ماقال الله وقال رسوله ؛في كل أمور حياتك جلها ودقها ؛ وسيرضي الله الناس عليك .
قال صلى الله عليه وسلم :-
( “من ابتغى رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس, ومن ابتغى رضا الله بسخط الناس رضي الله عليه وأرضى عنه الناس”.
{ سابعاً }
اكثر من ذكر الله جل جلاله وقراءة القرآن والدعاء ؛والإستشفاء به فإن تلاوته لها سحر عظيم بالشعور بالقوة النفسية ؛
وأتبع ماقال حبيبنا في أكل الطعام فله تأثير كبير على النفس وأتبع ماوصى عليه من طريقة الأكل وطريقة الشرب ؛
وماكان يأكل ويحب مثل التمر واللبن والعسل ووو؛لها تأثير على راحة وإنشراح الصدر .لما تحتوية من معادن وفاتمينات .
عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: –
“يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ” أَوْ: “جَاعَ أَهْلُهُ” قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. أخرجه أبو داود (3/362 ، رقم 3831) ،
{ ثامناً }
ساعد المحتاجين فلهذا العمل يعطيك راحة وسعادة وقوته في نفسك ؛ وأتكل على الله حق الإتكال في كل عمل تعمله في
كل صغيرة وكبيرة ؛ لأن ستشعر في قرارة نفسك أنك من أحباب الله ؛وهذا الشعور سيزيدك قوة نفسية واخلص له كل عمل كان صغيراً
أو كبيراً ؛
قال الله تعالى :-
{ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)آل عمرآن
{تاسعاً }
وإذ أتبعت ماقال الله جل جلاله ورسوله في حياتك ؛ وأتاك من بلاء الدنيا من نقص في المال والأولاد والأنفس
ستكون قوياً لأنك لديك يقين ؛أن الحياة بلاء ؛ تذرف الدموع ويتألم القلب ولكن ستكون في جسدك نفساً قوية بالله ؛ تتحمل كل مايصيبها لأنها تعلم
علم اليقين إنه مايحصل كله لصالح الإنسان المصاب .. ..
قال الله تعالى :-
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت
إذا تجاهد نفسك وتقاوم الإنهيار والإلم ومايطرأ على النفس من ضعف بكل قوة وسيعينك الله .
قال صلى الله عليه وسلم :-
(مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وماعليه خطيئة )) رواه الترمذي
{ عاشراً }
وعليك بالصبر والصبر على مصاعب الحياة؛ وإن كان ينقصك الصبر تصبر ؛ فسيصبرك الله …أي وربي ..
ماعليك إلا الإمتثال بما أمر الله ورسوله وتسعد وتقوى نفسيك على كل شيئ بحول الله وقوته .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:-
(…ومن يتصبر يصبره الله،وما أعطي أحد عطاء خيرا و أوسع من الصبر)[رواه البخاري ومسلم].
وفي هذا الموضوع الحديث يطول ولكن هذه مقتطفات بسيطة من ديننا الحنيف لمعالجة النفس البشرية
حتى تقوى ؛وتتحمل كبد الحياة وتنال الراحة الحقيقة في الدنيا والآخرة …
قال الله تعالى :-
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) الرحمن
هذا ونفع الله به ..
أسأل الله العلي العظيم أن يقوي نفوسنا جميعاً بالإيمان وطاعة الرحمن ويرزقنا الصبر والتحمل والإخلاص له والتوكل عليه .
اللهم صلي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..