بدأ مؤخراً استغلال موسم الصيف كموسماً لتوظيف الطلاب بكافة مستوياتهم.
فبعد سنوات طويلة من اتخاذهم للعطلة الصيفية لهواً ولعباً دون أعمال تذكر بات الكثير منهم يبحث عن العمل والإنتاج في شركات القطاع الخاص. وباتت الكثير من القطاعات تستفيد منهم تحت بند “العمالة المؤقتة”.
وحول ظاهرة توظيف الشباب عالمياً ذكرت دراسة أجراها مكتب إحصائيات العمل في الولايات المتحدة إن هناك 5.7 ملايين عامل يعملون كعمالة موسمية مؤقتة في الولايات المتحدة، ويشكلون نحو 4% من مجموع القوة العاملة في البلاد.
وتعرف العمالة الموسمية أو المؤقتة ومعظمهم شباب دون 25عاماً، بأنها العمالة التي تشغل وظائف مصممة لتستمر فترة قصيرة من الزمن أو المؤقتة، بما في ذلك العمالة التي توفرها وكالات توظيف مؤقتة، أو متعاقدون مستقلون أو عمال موسميون.
ويقول مدير إحدى شركات التوظيف في أمريكا ان العمالة المؤقتة تساعد على تخفيف القلق في فترات الارتباك الاقتصادي بسبب مرونتها، فكل أنواع الوظائف متاحة حالياً كعمالة مؤقتة، فقد ذهبت الأيام عندما كان سوق العمالة المؤقتة يقتصر على الوظائف الإدارية وعمال المصانع. ونتيجة لذلك فإن إدارات الموارد البشرية قد يطلب منها إعداد خطط للاستفادة من العمالة المؤقتة، وبغض النظر عما إذا كانت هذه العمالة قادمة من الخارج أو من الداخل فإن مسؤولي الموارد البشرية يحتاجون لتحديد المعلومات التي يجب عليهم دراستها لوضع توقعات دقيقة لاحتياجات قوة العمل ومتطلبات العمالة المؤقتة، وإيجاد استراتيجية تضمن عودة العمال المؤقتين للعمل إذا دعت الضرورة.
والتخطيط لإعداد قوة عمل موسمية أو مؤقتة ليس مجرد رد فعل على ظروف قائمة في موقع العمل، بل يصبح أمراً مهماً إذا أرادت الشركات تجنب مواجهة نقص في الأيادي العاملة في وقت نواجه فيه عملاً كثيراً، أو زيادة في اعداد العمالة المؤقتة في وقت لا يوجد فيه عمل كثير.
وعدم وجود تخطيط كاف للعمالة المؤقتة قد يضع الشركة في موقف لا يمكنها فيه استئجار العمال المؤقتين برغم حاجتها لهم لعدم وجود الميزانيات المخصصة.
ووجود تخطيط مسبق يقلل من مخاطر وتكاليف استخدام عمالة ثابتة غير ضرورية.
ويجب على مديري الشركات ان يضعوا خططاً لمواجهة الأوضاع التي يزدهر فيها العمل أو يتناقص، بالإضافة إلى مواجهة ظروف الكوارث الطبيعية التي قد تمنع العمال الأساسيين (الذين يعملون على وظائف ثابتة) من المجيء إلى مواقع العمل.
والمديرون الذين لا يخططون لهذه السيناريوهات قد يحالفهم الحظ لفترة طويلة لكنهم إذا تعرضوا لحادث غير متوقع مرة واحدة فإنهم لا يعيدون تلك التجربة أبداً.
ولوضع خطة جيدة لاستخدام العمالة الموسمية أو المؤقتة يوصي الخبراء بضرورة أخذ العوامل التالية في الاعتبار:
– استخدام التقويم: فكثير من الشركات لها دورات عمل معروفة مثل زيادة مؤقتة في اعداد العاملين في مواسم الأعياد. ويتطلب ذلك دراسة لتوقعات حجم الزبائن قبل فترة كافية والبحث عن العمال المناسبين. وبعض الشركات الأمريكية الكبيرة تلجأ لتوظيف عدد كبير من الطلاب الأجانب في مثل هذه المواسم، وبعض الشركات تستقدم هذه العمالة الموسمية من أوروبا بتأشيرات مما يتطلب تخطيطاً مسبقاً لتأمين التأشيرات ووسائل النقل.
– دراسة تأثيرات التقلبات الاقتصادية، فمثلاً تأثرت الشركات التي تعمل في مجال نقل الأثاث في أمريكا بسبب اضطرابات السوق العقارية، إذ انخفضت أسعار خدمات النقل لأن الضائقة الاقتصادية تجعل كثيراً من الزبائن يقومون بأعمال فك وإعداد امتعتهم بأنفسهم.
– دراسة خطط للمشروعات المستقبلية: فمثلاً هل لدى الشركة خدمة أو منتج جديد ستطرحه في السوق، ويتطلب تعزيز قوة العمل بعمالة مؤقتة.
إن بعض الشركات قد تواجه فجأة حاجة ملحة لعمالة مؤقتة بسبب ظروف طارئة مثل الفيضانات والعواصف الثلجية والأعاصير وتفشي الأوبئة أو حتى الإرهاب الذي أصبح ظاهرة عالمية، وعلى المديرين أن يتوقعوا الطوارئ المحتملة والاستعداد لها قبل أن تقع. وربما يكون من المفيد إقامة شراكة مع وكالة خارج الشركة لإدارة قوة العمل المؤقتة عند الحاجة لها لأن مسؤولي إدارة الموارد البشرية في الشركة سيكونون مشغولين بالظرف الطارئ الذي نشأ. وهذا نوع من التخطيط للطوارئ مهم بصفة خاصة للشركات التي تتعامل مع عملاء داخل وخارج الدولة التي توجد بها الشركة بعيدين عن الظرف الطارئ ويتوقعون أن تستمر خدمات الشركة لهم.
ويقع على عاتق إدارات الموارد البشرية تحديد عدد العمال المؤقتين الذين تحتاجهم الشركة ونوعية اعمالهم وأين يمكن إيجادهم. وبعض الشركاتت تتعاون مع وكالات توظيف متخصصة لهذا الغرض، وقد يوفر العمال المتقاعدون مصدراً مهماً لهذا النوع من العمالة. ويجب تدريب العمالة المؤقتة ومعاملتهم باحترام، وبعض الشركات الأمريكية التي تستقدم عمالة موسمية من الخارج تؤمن السكن وتنظم رحلات ترفيهية وأندية إنترنت لهؤلاء العمال لتضمن عودتهم مرة أخرى.
وإذا ما نظرنا إلى جوانب هذا التقرير فإننا سنجد أنفسنا أمام موسم صيفي وسياحي يزدهر فيه طلب بعض القطاعات السياحية إلى العمالة المؤقتة ولعل الخيارات في هذا الصدد تكون كثيرة خاصة إذا ما علمنا أن الطلاب بكافة مستوياتهم باتوا يدركون أهمية العمل الصيفي وتوفير أبسط المستلزمات. وهنا يأتي الدور المأمول من قطاعات العمل في ضم هذه الفئة للفرص الوظيفية المؤقتة وإعطائهم الحافز لمواصلة الظفر بهذه الفرص الوظيفية لكي يكون دخولهم لسوق العمل مستقبلاً أمراً يسيراً وسهلاً في بيئات عمل تعودوا عليها.