أسبوع مر على تدشين مؤشر البورصة الجديد EGX 50 متساوى الأوزان، لينضم إلى المؤشرات الأربعة الأخرى، مؤشر الخمسينى الهدف منه تحقيق توازن للسوق ويضم فى قائمته 50 سهماً من الأسهم المقيدة فى المؤشر الرئيسى والمؤشر السبعينى.
يقيس المؤشر أداء أفضل خمسين شركة فى البورصة المصرية من حيث قيمة التداول، وتم بناء وتطوير منهجية المؤشر وفقاً للتجارب الدولية وأفضل الممارسات في مجال مؤشرات أسواق الأوراق المالية، ما تم اختبار المؤشر على نظام التداول الإلكترونى للبورصة المصرية. وبدأ المؤشر بقيمة 1000 نقطة.
المؤشر يتفادى التركيز على صناعة أو قطاع بعينه، ويتعامل المؤشر مع الشركات المدرجة بوزن نسبى واحد لمعظم الأسهم 2٪ بعيداً عن القيمة السوقية التي يتم العمل واحتسابها في المؤشر الثلاثينى، وبالتالى يمنح صورة متوازنة عن السوق، بعيداً عن سيطرة شركة واحدة عن المؤشر الرئيسى، والذي يسيطر عليه سهم التجارى الدولى، وهو ما يوجه حركة السوق ارتفاعاً أو انخفاضاً.
3 معايير تتحكم في منهجية وعمل المؤشر منها السيولة، وعدد أيام التداول، بحيث تكون خلال 6 قبل تاريخ المراجعة الدورية بعدد 60 يوماً من إجمالي 120 يوماً، بالإضافة إلى نسبة التداول الحر بألا تقل عن 15٪.
رغم تدشين المؤشر والعمل به منذ الأحد الماضى، فإن الآراء حول المؤشر لا تزال متباينة بين خبراء سوق العمال.
«تتبين أهمية المؤشر للصناديق والمحافظ بصورة أكبر حال إصدار بنك استثمار صندوق مؤشرات»، هكذا علق محمود جبريل خبير أسواق المال على المؤشر الجديد، والمستحدث من البورصة بهدف تحقيق المساواة في الأوزان بين الشركات العاملة.
وتابع: إن «المؤشر يكون له فائدة كبرى في السوق، بما يمنح للمستثمرين والمتعاملين حالة من الهدوء حول أداء البورصة، خاصة في ظل سيطرة سهم شركة واحدة على مؤشر الثلاثينى، له انعكاساته السلبية على حركة المؤشر والسوق، حال الهبوط الشديد أو الارتفاع القياسى».
ومتوقع وفقاً لقول «جبريل» أن يلجأ مديرو الاستثمار إلى المؤشر كأداة مناسبة لاتخاذ قرار البيع والشراء من خلاله نتيجة تساوى الأوزان.
طرحت السؤال مرة أخرى على هانى حلمى، خبير أسواق المال، إلا أنه اعتبر أن المؤشر بلا جدوى ولن يضيف للبورصة جديداً، إذ إن المستثمرين يتخذون قراراتهم وفقاً لحركة المؤشر الثلاثينى الذي لا يمكن استبداله، إذ يعمد عليه في الاستثمار المؤسسات الأجنبية، لقيده في جداول مؤشر مورجان ستانلى للأسواق المتقدمة والناشئة.
«جاء المؤشر لينضم إلى مؤشرات الظل التى تتبع المؤشر الرئيسى للبورصة فى الاتجاه وظهر ذلك واضحاً فى بداية جلسة الأحد، حيث ظهر Egy50 مرتفعاً بنسبة تفوق ارتفاع مؤشر Egy30 الرئيسى للبورصة الذى يسيطر عليه سهم التجارى الدولى بنسبة 35.75٪ ولكن مع بداية ظهور قوى بيعية فى سهم التجارى، أخذ مؤشر Egy30 فى الانخفاض».
يقول محمد الدشناوى، خبير أسواق المال، إنه «مجرد تحول التجارى الدولى إلى المنطقة الحمراء اتخذ مؤشر Egy50 مسار المنطقة الحمراء، ونفس الأمر والمسار اتخذ فى باقى جلسات الأسبوع مثل بقية الأسهم لسيطرة التجارى على Egy30 وبالتالى سيطرته على البورصة ككل».
وبالتحليل وفقاً لـ«الدشناوى» فإن البورصة لا تحتاج Egy50 ، حيث إنها لم تكن تعاني من قلة المؤشرات، حيث تضم أربعة مؤشرات تغطى أغلب القطاعات والأسهم وبمختلف طرق حسابات المؤشرات، ومتوافق مع حجم الشركات القليلة المقيدة فى البورصة التي لا تتجاوز عددها عن 280 شركة أغلبها من الحجم الصغير وكثير منها نسبة المتاح في السوق قليل ويوجد عدد غير متوافق مع شرط 5٪، ولذلك لم تكن الحاجة إلى Egy50 ، بالإضافة إلى طريقة عمل المؤشر لن تفيد كثيراً، حيث إنه مؤشر متساوى الأوزان النسبية ويساوى بين الشركات المليارية والشركات الأقل من 100 مليون جنيه، وهذه مقارنة ظالمة للأثر فى السوق، بالإضافة إلى عينة 50 سهماً أكبر من طاقة البورصة لقلة الشركات المقيدة، ولذلك سوف يواجهه المؤشر في المستقبل مشاكل التشتت والعشوائية، ولا تجد أمامها إلا اتخاذ الاتجاه الرئيسى لها من Egy30 الذى يعاني السوق نعاني من تكوينه ورغم أن التعديلات كانت سيئة بدأ المؤشر EGX50 EWl الجديد يعد مولوداً جديداً في البورصة المصرية، بحسب صلاح حيدر خبير أسواق المال يحتاج إلى رعاية وترويج مكثف لجذب المستثمرين، والاعتماد عليه في اتخاذ قراراتهم الاستثمارية، أما إذا ترك بدون تروية جيد قد يصبح طي النسيان مثل مؤشر EGX20 Capped الذى لا يعتمد عليه المستثمرون.
وتابع: إنه «بالنسبة إلي طريقة حساب المؤشر الجديد تقترب من طريقة حساب مؤشر EGX30 التى ستكون معدلة بقيمة معامل تعديل الأوزان».
إذن استحداث البورصة لمؤشر جديد هل يفك الاشتباك القائم بين المستثمرين وخبراء سوق المال، أم يظل الاختلاف قائماً في ظل تحديد المشهد للمؤشر فى أول أيام عمله؟