الجانب المادى من ضروريات الحياة، والسعى الدائم فى تطويره من الأشياء الأساسية للإنسان للحفاظ على التوازن فى باقى جوانب الحياة.
يقول”أنور الملكى”، مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة سنابل للتدريب والتنمية: “المال يساعد على تحقيق أهدافك ويساعدك أيضا أن تعيش الحياة الكريمة التى تتمناها وتحلم بها، ولكن للمال طاقة أرضية كلما ركزت عليها بذاتها جذبتك إلى أسفل دائما وليس العكس، ولك أن تتخيل معى إذا كان المال موجود فى شىء ما وأنت تحمله فوق رأسك حينها سيكون الوضع أن المال كلما زاد شعرت بالعناء والثقل وبعدم الراحة، وأيضا كلما زاد الحمل عليك شعرت بأنك تنحنى إلى أسفل حتى أنك من ثقل الحمولة يمكن أن تقع أرضا.
أما إذا وضعت المال فى شىء ما ووقفت أنت فوقه فسوف تنعكس الصورة، وهنا ستشعر بأن المال كلما زاد ارتفعت عن الأرض حتى يشعرك فى مرحلة من المراحل، وكأنك تحلق فى السماء من زيادة المال وسعة الرزق”.
ويضيف أنور: “تظهر الصورة الأولى للشخص الذى يركز على المادة فقط دون أى شىء آخر وعلى حساب باقى الجوانب الحياتية الأخرى، كالذى يركز على جمع المال ويهمل الجانب الروحانى أو الصحى أو الرياضى فتصبح حياته متدهورة صحيا مثلا أو اجتماعيا وغيرها من الجوانب التى لو أهملها من أجل المال تشعره بعدها بعدم الاتزان فى الحياة والشعور بالضيق، رغم أنه كان يظن أن السعادة تتركز على جلب المال وللأسف ذلك الذى نراه كثيرا فى وقتنا المعاصر.
أما الصورة الثانية فهو للشخص الذى يتعامل مع الجانب المادى كغيره من الجوانب بحيث يركز عليه كوسيلة لإرضاء غايات نبيلة، بمعنى أنه يكون متزنا فى باقى جوانب الحياة المختلفة، بالإضافة إلى الجانب المادى ويشعر أيضا بأنه ملك الدنيا وما فيها حيث أصبحت الدنيا فى يديه يتحكم بها كما يشاء غير أنه يستخدم دائما ماله فى ما يفيده وما ينفعه ويحرص دائما على مساعدة الناس ابتغاء مرضاة الله، وكما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم – عن جابر رضى الله عنه (لو أن ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت)، فلما كل هذا القلق فقط عليك أن تتعلم وتجتهد وتتوكل على الله ثم تطبق كل ما تعلمته حتى تتطور دائما فى حياتك”.
ويؤكد: “هناك أربع نقاط إذا تم الاهتمام بهم تنجح بكل تأكيد فى كسب المال وهى:
1- الجانب المهنى: احرص على أن تطور نفسك باستمرار فى الجانب المهنى واعتن بوظيفتك أو مشروعك الصغير فعلى الجانب الوظيفى، عليك أن تقوم بتأهيل نفسك لسوق العمل، وذلك يكون عن طريق تعلم الكمبيوتر وحضور دورات تنمية المهارات الشخصية وإتقان لغة واحدة على الأقل ثم تتعلم كيف تختار وظيفتك التى تناسبك وتناسب دراستك وإمكاناتك ومهاراتك، وبعد ذلك احرص على أن تتعلم كيف تتطور فى وظيفتك وكيف ترتقى فى تلك الوظيفة فى وقت قصير، وفى حالة امتلاكك لمشروعك الخاص الذى تديره بنفسك فيجب أن تتعلم إدارة المشروع وكيفية زيادة إنتاجه وغيرها من المهارات المهنية والإدارية وكل ذلك من خلال حضور دورات التنمية الإدارية وقراءة الكتب الإدارية للمتخصصين فى العلم المهنى والإدارى.
2- من أهم المصادر التى تدر دخلا وتشجع على كسب المال هى الأعمال الحرة، كالتجارة وغيرها بدلا من الروتين الوظيفى من ناحية، ومحدد فى المكسب من ناحية أخرى، ولكن لا تتعجل فى البدء مهما كان قوة فكرتك ولا أقصد أن تتباطأ فى التنفيذ، ولكن أقصد أنه يجب دراسة الموضوع جيدا مع الحرص على عمل دراسة جدوى متقنة والاستعانة بالخبراء فى المجال الذى تريد أن تسلكه ثم توكل على الله وابدأ فى التنفيذ، والاستثمار أيضا كالمساهمة فى شركة من الشركات التى تعمل على نظام تسويقى حديث يضاعف رزقك كالتسويق الشبكى مثلا الذى كان سببًا فى نهضة اليابان وأمريكا اقتصاديا، والذى اتبعته اليابان وأمريكا من حوالى 60 سنة وحقق فى تلك الفترة 100 بليون دولار أرباحًا، أما بالنسبة للمواطن المصرى فأرجح أن تكون هذه الشركات التى تريد أن تستثمر بها أو تساهم فيها أن تكون مصرية وتعمل على منتجات مصرية فقط.
3- إدارة المصروفات: مهما كانت طريقتك لجلب المال سواء عن طريق الوظيفة أو المشروعات الصغيرة أو الإستثمار أو غيره يجب أن تحرص على عمل إدارة للمصروفات حتى تتمكن من التحكم فى الإيرادات والواردات بشكل سليم وبالتالى تعرف ماذا تصرف وكم صرفت بالتحديد؟ وهذه إحدى الطرق التى تتبع فى إدارة المصروفات وهى: أن تكتب على كل ظرف المصروفات الشخصية مثلا: الأول مصروفات الملبس، والثانى مصروفات الطوارئ، والثالث مصروفات كروت الشحن وهكذا، وقم بتوزيع المبلغ الذى تحتاجه هذا الشهر من إنفاق فى كل جانب ليصبح عندك إدارة أكثر من ممتازة للمصروفات وأصبحت تعرف فى ماذا تنفق وكم تنفق فى كل جانب ؟.
4- الإسراف: حاول أن تجتهد دائما فى كسب المال بحيث يكون وسيلة للمعيشة الكريمة التى تساعدك على طاعة الله وتساعدك أيضًا على أن تتوازن فى جوانب الحياة الأخرى بشكل جيد.. ولكن احذر الإسراف واعلم أن هناك الكثير الذى يحتاج إلى مساعدتك فبدلا من أن تسرف على نفسك بما ليس له فائدة حاول أن تساعد به الآخرين الذين يحتاجون فعليا إلى مساعدتك واتعلم أنك ستحاسب على مالك من أين اكتسبته وفيما أنفقته؟ فاجتهد واعمل وكن واثقًا بأن الله لن يضيع أجرك فيقول الله تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).