سنتكلم بإذن الله تعالي عن نظرية المحاسبة و تطورها و ذلك من خلال كتاب الاستاذ الدكتور وليد ناجي الحيالي .
الفصل الاول : طبيعة و اغراض المحاسبة
أولا : تعريف المحاسبة :
من حيث طبيعتها يجمع الباحثون علي كون المحاسبة علماً اجتماعياً نما و تطور عبر التاريخ معتمدا علي فروع المعرفة الاخري فأخذ منها اكثر مما اعطاها ، ونحن نعلم ان اكثر العلوم الاجتماعية الاخري قربا للمحاسبة هو علم الاقتصاد إذ أخذت منه كثيراً من مفاهيمها الأساسية و طوعتها لاستخداماتها
لكن مع التطور الحضاري الحالي نري المحاسبة ترتبط مع علوم اخري غير العلوم الاجتماعية ، فنري انها ترتبط مع العلوم البحتية مثل الرياضيات و الاحصاء وذلك في وضع البنيان النظري لاساليبها في القياس و الاتصال .
في عام 1941 عرفت جمعية المحاسبيين الامريكية في احد التقارير الصادرة عنها المحاسبة بأنها
” فن تسجيل و تبويب و تلخيص العمليات و الاحداث التي لها طبيعة مالية ، و تفسير النتائج التي تسفر عنها العمليات و الاحداث .”
و بهذا التعريف السابق تم وصف المحاسبة كونها :
1 – مهنة تتم مزاولتها .
2 – نظام يختص بتسجيل و تبويب و تلخيص العمليات و الاحداث الاقتصادية التي تحدث في المنشأة ، ثم يتولي تفسير النتائج التي تترتب علي هذه العمليات و الاحداث .
بعد ذلك تم تعريف المحاسبة بتعريف متطور بأنها ” نظام يختص بقياس و توصيل المعلومات الاقتصادية بقصد تمكين مستخدمي هذه المعلومات في اتخاذ القرارات “
و نري من هذا التعريف ان اخذت المحاسبة بعداً وظيفياً جديدا و هو التأكيد علي الاهداف التي تسعى اليها و هو توفيرو و توصيل المعلومة الملائمة لمتخذ القرار .
و نلاحظ في هذه الفترة قد تعمق ارتباط المحاسبة بكل من نظرية القياس و نظرية المعلومات ، مما انعكس علي التقارير المحاسبية فزادت اهميتها للمستخدمين للمعلومات .
في عام 1975 وسع علم المحاسبة اهتماماته ليمتد الي دراسة و تحليل الاثر الاجتماعي لنشاط المنشأة علي البيئة التي تعمل فيها مما اضاف بعداً جديداً لعلم المحاسبة و هو البعد الاجتماعي مما نشأ عنه فرع جديد من فروع المحاسبة و هو محاسبة المسئولية الاجتماعية الذي يعني ” مراعاة المنشأة عند ممارة نشاطها المصلحة و الرفاهية الاجتماعية و ذلم بالاضافة الي مصالح الملاك . “
مما سبق نري ان المحاسبة قد مرت بأربع مراحل في تطورها علي النحو التالي :
المرحلة الاولي : مرحلة التكوين و تطوير الجانب المهني للمحاسبة .
المرحلة الثانية : مرحلة الاهتمام بالنواحي الاكاديمية بجانب النواحي المهنية .
المرحلة الثالثة : مرحلة ظهور معالم الدور المعلوماتي للنظام المحاسبي و ذلك حسب على
حساب دوره الاجرائي في مسك الدفاتر .
المرحلة الرابعة : مرحلة ترسيخ الدور المعلوماتي للمحاسبة بتحويلها الي نظام للمعلومات متجاوزا
نطاق المنشأة الي النطاق الاجتماعي .