ذات صلة

جمع

لمحة عن التحليل العمودي للقوائم المالية

القوائم المالية التي يتم إعدادها في نهاية الفترة المالية،...

لمحة عن طرق المعالجة المحاسبية لمسحوبات الشركاء

ما هي مسحوبات الشركاء؟ تُعتبر مسحوبات الشركاء، بأنها المسحوبات المالية...

لمحة عن طرق المعالجة المحاسبية لرواتب ومكافآت الشركاء

كيفية المعالجة المحاسبية لرواتب ومكافآت الشركاء: عادةً ما يُسمح للشريك...

لمحة عن حساب توزيع الأرباح والخسائر الخاص بالشركاء

في حال تم تحقيق الأرباح أوالخسائر في الشركات المشتركة...

لمحة عن طريقة توزيع الأرباح والخسائر

يُعتبر حساب الأرباح والخسائر الخاص بالشركاء الذي يتم فتحه...

المنهج الخفي أداة فاعلة في العملية التربوية

المنهج الخفي.. أداة فاعلة في العملية التربوية

 

 

تشير الأديبات في مجال التربية عامة وفي مجال المناهج على وجه الخصوص إلى ظاهرة تسمى المنهج المستتر ، وبعض الأحيان نجد من التربويين من يطلق عليه مصطلح المنهج الخفي ، أو المنهج الضمني وسواء هو منهج مستتر أو خفي فالمعنى المقصود واحد ، وهو تلك الخبرات غير المخططة وغير المقصودة التي يتعرض لها الأبناء ويمرون بها دون استعداد فيتعلمون أشياء ويصلون إلى نواتج تعليمية لا تتضمنها الأهداف العامة للمنهج . وهذا يعني أن المعلم الذي ينفذ خبرات المنهج الرسمي بكل ما يشمله من مضامين علمية إنما يستطيع أن يحقق بعض الأهداف المعلنة وإلى جانبها تتحقق أهداف أخرى لم يشر إليها ولم يرد لها أي ذكر في فلسفة المنهج أو أهدافه . .

ولمزيد من الإيضاح نقول أنه عندما يصل المنهج إلى أيدي المعلمين يقوم كل منهم بتنفيذه وهو متأثر بخبراته السابقة وتوجهاته الفكرية والأيدلوجية ومستوى إعداده العلمي والمهني واستعداده لممارسة هذه المهنة ومستوى تقبله للمنهج ذاته . وإذا ما قام المعلمون بتنفيذ المنهج بأشكال وأنماط ومسارات متباينة نجد أن نواتج التعلم التي توصل إليها الطلاب تختلف من طالب إلى آخر . وإضافة إلى ذلك يمر المتعلم بخبرات مصاحبة (إيجابية أو سلبية) جنباً إلى جنب مع خبرات المنهج المتاحة له ( منهج مستتر ) وهذه الخبرات هامة وأساسية ولا ينبغي أن نقلل من قيمتها ، ولا ينبغي أن يتجاهلها خبراء المنهج وهم في مرحلة التعامل الأولى مع المنهج المخطط وكذلك المعلمون في مرحلة تنفيذ المنهج .
ومع أن مصطلح المنهج الخفي عادة يستعمل ليحمل دلالة سلبية لكن من وجهة نظر من يسعى نحو النمو الإنساني الأمثل فانه يمكن أن يكون ذلك النوع من التعلم مرغوباً أو غير مرغوب فيه . والمتأمل لمعظم الأطروحات التربوية التي تناولت المنهج الخفي يجد أنها تؤكد على أنه مصدر كل الشرور وأنه يشكل خطراً جسيماً على التربية المدرسية المنظمة والطلاب ومجتمعهم بحد سواء . ونحن نسلم بأن المنهج الخفي يفرز خبرات ضمنية سلبية ولكن هذا التوجه يغفل أن للمنهج الخفي دور بارز ومهم وجوهري في تعزيز المنظومة القيمية المجتمعية كالانتماء والمواطنة والتعاون وغيرها من القيم النبيلة . كما أنه يؤدي دوراً بارزاً في إكساب الطلاب مجموعة من المهارات والاتجاهات الإيجابية التي تمكنهم من التفاعل الاجتماعي ويكون لها مردود إيجابي على صحتهم النفسية.
كما أن معظم من يتناول المنهج الخفي يحمل المعلمين وزر النواتج التعليمية السلبية غير المقصودة والحقيقة أن هذه النواتج هي محصلة لمجموعة من المصادر ويعد المعلم واحداً منها. وعلى سبيل المثال يعتبر الكتاب المدرسي أحد مكونات المنهج الرسمي فهو يشكل المحتوى الدراسي إلا أنه يعد من أهم مصادر أو مكونات المنهج الخفي فما يحويه من رسائل أو رسوم أو أشكال تنعكس سلباً أو إيجاباً على خبرات الطلاب . ومثال ذلك ما يرد في طياته من عبارات تسيء للآخر ولدينه ومعتقداته ، والتركيز في المواد الدينية على العبادات على حساب المعاملات فينعكس ذلك سلباً على خلفيات الطلاب وتوجهاتهم المستقبلية . وقد تظهر المناهج الخفية من رسائل مستترة في محتوى وعرض بعض الكتب المدرسية متمثلة في أسماء وأفعال وأمثلة ومواقف مغلفة يريد مرسلوها أن ينظر الطلاب إلى مجتمعهم نظرة توافق نظرتهم لا كما يرغب المجتمع متمثلاً في أهدافه الإيجابية المستمدة من سياسات الدولة ودستورها .
وجدير بالذكر أن مجال تأثير المنهج الرسمي في المتعلم أضيق دائرة ، بينما تأثير المنهج الخفي في المتعلم أوسع دائرة منهجية ، ومن هنا ينبغي على المدرسة أن تأخذ هذه النتيجة بعين الاعتبار فتبني لنفسها منظومة من القيم الإيجابية ، تعمل على إكسابها لطلابها من خلال توظيف المنهج الخفي وتنبيه المعلمين على أن أقوالهم وسلوكاتهم وأفكارهم تفرز مجموعة من الخبرات الخفية التي قد تحمل الشر وقد تحمل الخير .
وختاماً نؤكد أن تعديل السلوك ـ عن طريق عملية التعلم ـ هو محصلة لتأثيرات المنهجين الرسمي والخفي ، ولذلك فإن التكامل بين المنهجين والتأكيد على التربية الصحيحة من خلال التربية الموازية أو غير المدرسية ، يعد شرطاً أساسياً لحدوث التعلم الفعال ، لأنه كلما زاد تكيف الطلاب مع المنهج والمدرسة والحياة ، كلما زادت فعالية تعلمهم . كما أنه من الضروري بلورة السلوك التدريسي والممارسات التربوية في البيئة المدرسية والصفية ، ومحاولة توظيفها لخدمة الجوانب الإيجابية للمنهج الخفي فهو يسهم في تحقيق التربية الخلقية للمتعلمين عن طريق التأسيس الصالح لمجتمع الرفاق أو الكبار ، حيث إن القدوة والملاحظة غير المقصودة من أهم طرق تعلم المنهج الخفي ، ومن هنا تبرز أهمية دور المعلم كقدوة حسنة لطلابه في جميع جوانب شخصيته ، وليس فقط في المادة التي يعلمها .
كما يجب المسارعة إلى عقد دورات تدريبية للمعلمين أثناء الخدمة لتعريفهم بالمنهج الخفي وكيفية تعزيز خبراته الإيجابية . وتوعية الموجهين والمعلمين بأهمية إتاحة الفرص الكافية للطلاب للتفاعل الكامل مع خبرات المنهج الخفي. وكيفية توجيه الأنشطة الصفية وغير الصفية لكي يمر الطلاب بخبرات إيجابية عديدة في إطار المنهج الخفي .
مدرسة الباعج الثانوية