تنمية بشرية

امنحني ساعة من وقتك

ذات يوم كان أب يقوم ببعض العمل فجاء طفله وسأله “أبي، هل لي أن أطرح عليك سؤالاً؟” فأجابه الأب قائلاً: “نعم يا ولدي بالتأكيد، ما هو سؤالك؟” فسأله الطفل: “كم تجني في الساعة من مال يا أبي؟” تفاجأ الأب من السؤال فأجاب: “هذا ليس من شأنك. لم تطرح سؤالاً كهذا؟” فرد الطفل بأنه يريد معرفة الإجابة فحسب. فأجاب الأب قائلاً: “أجني 5 جنيهات في الساعة.”

قال الطفل لأباه بعد أن علم مقدار ما يجنيه الأب في الساعة قائلاً: “هل لي أن أقترض منك 3 جنيهات يا أبي؟” ثم رد الأب بغضب: “إذا كان السبب الوحيد الذي دفعك للسؤال عما أجنيه هو رغبتك في أن تشتري، فاذهب إلى غرفتك واخلد إلى النوم. فكر قليلاً لما أنت أناني جداً. أنا أعمل بجد كل يوم ولا أحب هذه التصرفات الصبيانية.”

ذهب الولد إلى غرفته وأغلق الباب. جلس الرجل وبدأ غضبه يزداد من سؤال الطفل. وبعد حوالي ساعة من الزمن، هدأ الرجل وبدأ بالتفكير “ماذا لو كان يريد حقاً شراء شيء هام بالثلاث جنيهات، فهو لم يتعود طلب المال كثيراً!” عندها توجه الأب إلى غرفة الصبي وفتح الباب.

سأل الأب لابنه: “هل أنت نائم يا بني؟” فرد الطفل: “لا ليس بعد يا أبي. فقال الأب: “كنت أفكر ربما قسوت عليك جداً قبل قليل. كان يوماً حافلاً وأفرغت غضبي في وجهك، هذه هي الجنيهات الثلاث التي طلبتها.”

نهض الطفل وابتسم وشكر والده. ثم سحب كيس من المال من تحت وسادته. وعندما رأى الأب أن الطفل كان يملك المال أصلاً، بدأ يغضب مجدداً. قام الطفل بعد المال الذي بحوزته ببطء ثم نظر إلى وجه أبيه.

فسأل الأب ابنه: “لماذا تريد المال طالما تملك بعضاً منه؟” فرد الطفل بالقول: “لأني لم أكن أملك ما يكفي، أما الآن فأنا أملكه.” فأكمل الطفل حديثه: “أبي أنا أملك الآن 5 جنيهات. هل لي أن أشتري ساعة من وقتك؟ أرجوك عد إلى البيت مبكراً غداً. أرغب بتناول العشاء معك.”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى